منتديات وادي شعير

منتديات وادي شعير (https://wadishaeer.alrakoba.net/index.php)
-   منتدى السياسة والفكر والأدب (https://wadishaeer.alrakoba.net/forumdisplay.php?f=8)
-   -   ذهنية النمو وذهنية الجمود--- د عبد المنعم عبد الباقي علي (https://wadishaeer.alrakoba.net/showthread.php?t=3337)

عمر محمد الأمين 04-15-2019 03:59 PM

ذهنية النمو وذهنية الجمود--- د عبد المنعم عبد الباقي علي
 
ذهنية النمو وذهنية الجمود-


منشورات حزب الحكمة:

د عبد المنعم عبد الباقي علي
[email protected]

+++++++
بسم الله الرحمن الرحيم

لأهلنا مثل بليغ يقول: "قايل القبّة تحتها فكي"، والفكي هو ما يطلقه أهل السودان على الفقيه الذي يعتبر وليّاً لله لعلمه وحكمته، ولذلك وجبت طاعته أملاً في بركته. والبركة هي النماء والزيادة في الخير.
والمثل العبقري يصف حالة الإحباط التي تصيب الإنسان الذي يؤمّل خيراً في شخص قصده أو تبعه، ثمّ يكتشف أنّه خالي الوفاض، مفلس العقل.

ونجد شبابنا الذين حملوا مشعل الثورة منذ أعوام مضت ولا يزالون يقدمون الشهيد عقب الشهيد لم يوهن لهم ساعد ولا عزيمة ولا قلب، وكان الأحرى بالشيب الذين قضوا عمرهم في دهاليز السياسة أن يقدموا لهم الفكر وخلاصة التجربة بحكمة العالم الخبير ولكنّهم خذلوهم وتركوهم في العراء لا دليل ولا ضياء.

الذهنية طبع لا يتغير والعقل حال يتغير، ولكلّ منّا ذهنية نتبعها في طريقة التفكير؛ منها المنفتحة المرنة التي تنمو مع ازدياد المعارف والتجربة، ومنها الجامدة التي لا ترى في الإمكان أفضل ممّا تؤمن به. ولهذا فطريقة تفكيرها بدائية تنجح في إثارة الأمور ولكنّها تفشل في عقلها. وما يحتاجه الوطن الآن الذهنية المرنة المنفتحة التي تُنتج النمو وليست الذهنية الشمولية البدائية التي ترى في الفناء مبتغى وهي تتحدث عن النماء.

ويبدو ذلك جليّاً في ذهنية المعارضة السودانية التي ظلّت تنادي بالتغيير لنظام الدولة الشمولي منذ ثلاثين عاماً دون أن تفعل شيئاً ذا أثر، وظلّت الشعارات الفارغة تقود نشاطهم، ثمّ عندما قام الشباب بما عجزت عنه، نفضوا عنهم عباءة الكسل وتلقفوا صنيعهم وصاروا أصحابه يتكالبون على الغنيمة تكالب الكلاب على الجيفة.
وعندما التفت الشباب للقادة يبتغون الرؤية، والحكومة البديلة، لم يجدوا عندهم أجوبة البناء، ولكن وجدوا أجوبة الفناء فشجّعوهم على البقاء في العراء إلى حين غير معلوم. وقد نصحناهم بالأمس فما استجابوا وردّوا علينا بالشعارات الفارغة التي لا تسمن من نحول فكري ولا تغني من جوع ثوري. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلّم الذي قال يأتي على الناس زمان ينزع عقول أكثر أهل الزمان ويخلفُ هباءٌ منَ الناسِ يحسبُ أكثرُهم أنه على شيءٍ.

هل يظنّ أهل الأحزاب أنّ في إمكانهم الاتفاق على حكومة واحدة تمثل الجميع؟ هذا مستحيل وليس فقط ليس ممكناً. إنّ هؤلاء أهواؤهم مختلفة وأفكارهم متنافسة ولا رؤية تجمعهم أو ولاء للوطن وهي سنة من سنن الله: "
" ‫"وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلذلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ‬

هذا الفراغ سيقضي على حرارة اللحظة الثورية ويضيع الساعة الذهبية للفعل الذي بعدها سيموت ويموت معه الوطن. لا مجال للجدال والوطن ينزف، أوقفوا نزيفه ثمّ فكّروا في علاجه.

أقترح أن يكوّن حزب المؤتمر السوداني وتجمع المهنيين أن يكوّنوا ائتلافاً في خلال أسبوع ويقدموا حكومة مدنية بديلة تقوم على الكفاءة من كافة الطيف السوداني ويتركوا بقية الأحزاب لتأهيل نفسها للانتخابات ولا ضرر أن تعين بعض أعضاء الأحزاب ممن يثبتون الكفاءة والولاء للوطن. وإذا عجزتم عن ذلك فأعلنوها صريحة للشباب عسى أن يستلم الراية منكم من هو أكثر كفاءة وخبرة وحكمة.
فعلاً أن لأبي حنيفة أن يمدّ رجليه.
+++++
ودمتم لأبي سلمى




الساعة الآن 06:20 AM بتوقيت مسقط

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

a.d - i.s.s.w