من الذين كانوا معنا الشاعر( المقدم معاش) الطاهر ابراهيم امد الله في عمرة وقد عمل في الحقل الزراعي مفتش غيط بقسم وادي شعير السرايا وقنطرة فقنه وقد جاء الينا مرمجا ( مفصول ) من الخدمة العسكرية بعد ان حكم عليه بالإعدام في عهد نظام عبود وخفف الي المؤبد وذلك لاتهامه بتدبير احد الانقلابات التي حدثت في تلك الفترة 11/11/1959م اعتقد انقلاب علي حامد ويعقوب كبيدة وعبد البديع كرار والطيار الصادق وعبد الحميد عبد الماجد ، هؤلاء الضباط الذين تم اعدامهم شنقا ولم يمنحهم نظام عبود شرف الرمي بالرصاص الذي طالبوا به، ومن عبارات احدهم المشهورة عند لحظة الاعدام قوله:-

مشيناها خطا كتبت علينا ومن كتبت عليه خطا مشاها

كان الطاهر من ضمن هؤلاء الضباط المتهمين بهذا الانقلاب ولكن خفف له في الحكم للمؤبد وتم ابعاده ليعمل مفتش بقسم وادي شعير ومنع لمدة كبيرة من زيارة اهله بحي العرب بام درمان حرم من هذا الوسط الفني الكبير وكان ابراهيم عوض واصدقائه يأتوا اليه في وادي شعير وقد كتب معظم اغانيه في هذه الفترة ومن أشهرها اغنية ياخائن التي غناها له ابراهيم عوض وقد نظمها في احد اصدقائة من الضباط الذي وشى به باتهامه في تدبير هذا الانقلاب وقد لحنها الطاهر بنفسه لذلك جاءت معبرة وصادقة وكان ابراهيم عوض يؤديها بنفس الاحساس الذي جسده فيها الشاعر الطاهر ابراهيم وقد ازعجت هذه الاغنية حكومة عبود كثيرا حتى اوقفوها لاكثر من مرة وفي زمنها ظهـــر المثل القائل ( خوة الكاب الحدها الباب) وكان للطاهر مواقف وطرائف جميلة مع اهلنا المزارعين بالقرية وذلك لحداثته بالزراعة وروحة الثورية التي لاترضى الظلم