من تاريخ السودان الحديث 4-5
من دولة الفونج الى التركية السابقة(1504-1885م)

في ثلاث مشاركات سابقة عن تاريخ السودان تعرفنا فيها باختصار على تاريخ السودان الحديث بشكل مؤجز منذ سقوط دولة المهدية في كرري1898م والحكم الانجليزي المصري الذي جاء بعد ذلك، ثم فترة الاستقلال والدولة السودانية الحديث بعد الاستعمار الي الحكم الحالي للإنقاذ ، وهذا المقال الذي بين ايدينا كان ينيغي له ان يكون قبل الثلاث مقالات الماضية من الناحية العلمية في التسلسل التاريخي للأحداث، ولكني رأيت ان أبدا بالحديث حتى افتح شهية الشباب لمعرفة الجديد ومن ثم القديم ، آمل ان تتم الفائدة المرجوة ، علما بأنني لست من كتاب التاريخ ولكن هذه محاولات لجمع ما بعثر هنا وهنالك وقد استعنت ببعض المراجع المتاحة لي مثل مرجع السيف والنار لسليطين باشا والسودان بين يدي كتشنر وغردون لابراهيم باشا ومذكرات المهدية لابي سليم وكتاب الطبقات وكاتب الشونة وبعض ما كتب في الشبكة العنكبوتية وهذا جهد مختصر لشخص غير متخصص لايخلو من النقص ولكن محاولة لمعرفة بعض ما غب عنا من تاريخ بلادنا .
دولة الفونج 1504-1821
دولة الفونج أتت بعد الممالك القديمة وهي عبارة عن تحالف بين قبائل الفونج جنوب النيل الازرق بقيادة عمارة دنقس وقبائل العبدلاب بقيادة عبد الله جماع حكمت السودان في الفترة من 1504م-1821 م، وكانت تعرف بمملكة الفونج او السلطنة الزرقاء او الدولة السنارية وتعتبر أول دولة عربية اسلامية قامت في السودان ، بعد انتشار الاسلام واللغة العربية أزداد الوجود العربي والتصاهر بين العرب والنوبة في الشمال.
اهتم ملوك سنار بالعلم حيث اقاموا رواق السنارية في الأزهر لإستيعاب طلاب مملكتهم المبتعثين الي هناك, وشجعوا هجرة علماء الدين الإسلامي الي السودان للدعوة ونشر العلم.
الغزو التركي المصري ( التركية السابقة )
في عام 1820 تقريبا بدأ محمد على غزو السودان ممثلا في مملكة سنار وقد تم غزو محمد علي باشا لمملكة الفونج السلطنة الزرقاء في عدة محاولات وبعدة قواد ولم تواجه تلك الغزوات مقاومة تذكر، بدأت الحملة الاولى بقيادة اسماعيل باشا بن محمد علي الذي حُرق مؤخرا بواسطة المك نمر ملك الجعليين ثم بعد ذلك جاءت معركة كورتي ثم حملة كردفان ، في عام 1863م اهتم الباشا اسماعيل بالتوسع جنوبا فاتفق مع الرحالة الانجليزي صموئيل بيكر ان يخضع له حوض النيل مقابل مرتب سنوي كبير كانت تلك بداية دخول الانجليز الي السودان ، ترك بيكر السودان فخلفه الضابط الانجليزي تشارلز جورج غردون .
الدولة المهدية وسقوط الخرطوم 1885-1899م
في أثناء وجود الحكم التركي المصري ( التركية السابقة ) في السودان ولد محمد أحمد المهدي في جزيرة لبب جنوب دنقلا في شمال السودان في 1844م حفظ القرآن واتقن العلوم الدينية بدنقلا و ببربر امتهن الاعمال اليدوية خاصة النجارة وبعد ان صار فقيها انتقل الي الخرطوم ثم الى الجزيرة أبا للانقطاع للعبادة ونشر أفكار دعوته, حيث لاقت تأييدا كبيرا" من خلال إضفائها طابعا بسيطا علي الحياة الاجتماعية , وترويض الناس على حياة الزهد ومغالبة الشهوات ، وفي عام 1881م أعلن السيد محمد أحمد لأنصاره أنه "المهدي المنتظر" .
استخفت الحكومة المصرية بالحركة وأرسلت حكمدارية الخرطوم قوة للقبض علي المهدي وأنصاره, لكن استطاع المهدي هزيمتها في أغسطس 1881, كما استطاع هزيمة قوة أخري أرسلتها الحكمدارية في أكتوبر من نفس العام. ونتيجة لهذه الانتصارات كسبت الدعوة الآلاف من المؤيدين لتتحول إلي ثورة ضد المستعمر ومع ذلك لم تحسن الحكومة تقدير خطورتها, في ظل ظروف انشغال حكومة القاهرة بأحداث الثورة العرابية في مصر، ازدادت قوة المهدي وانتشرت دعوته في أنحاء البلاد, وعندما أرسلت القاهرة حملة أخري في عام1882م استطاع المهدي سحقها بل استطاع أن يدخل "الأبيض"1883م وتتساقط حاميات كردفان في أيدي الثوار،
المراجع:-
1. السيف والنار سليطين باشا
2. السودان بين يدي كتشنر وغردون ابراهيم فوزي باشا
3. مذكرات المهدية للدكتور أبو سليم
4. كاتب الشونة