[الهادي الامام محمد]

فاتنا ان نذكر كاتب الطاحونه احمد ود العجوز الذي كان بمثابة السكرتير للطاحونه كان يصدر لكل صاحب دقيق ايصال ورقم بعد استلام العيش والقيام بوزنه الايصال كان يحمل وزن العيش بالرطل( كانت الكيلة عنده تساوي (28) رطلا) وقس على ذلك زيادة او نقصان لتحديد سعر الدقيق بجانب الوزن يوجد رقم الماعون الذي به العيش (صفيحة او جردل او شوال) ويحتفظ صاحبه بهذه الورقه التي تعتبر اثبات وافاده بالاستلام ، وسابع المستحيلات ان يعطيك الدقيق دون هذه الورقه
وكم بات الدقيق في الطاحونه وجاع اهل البيت بسبب ضياع الورقه 0

ومنهم احمد عبيد الحجار كانت مهمته (فنيه ) تنحصر في القيام بتركيب السير وتدوير المكنه وصب الزيت والجاز عليها بالاضافه للقيام بتسوية الحجر بالنقر عليه بالشاكوش كل صباح ومن هنا اتى اسم الحجار كان مهتما ايضا ومجيدا لمهنته وترى وجهه دائما مكسوا بذرات الدقيق الذي كانه يعانقه وفاء وعرفانا وكانت النساء تحتج له في حالة ( الدقيق الدريش) او خلط القمح والعيش الابيض مع الفتريته وكان يعلم ان السبب يكون في تأكل الحجر السحان وترك فجوات تسمح بمرور العيش وهو دريش قبل سحنه بالكامل

الطاحونة في ذلك الوقت كانت عالما ايضا قائما بذاته كانه سوق مصقر يجتمع فيه اهل القرية والغرباء واهم محور في هذا العالم كانت الفلاتيات اللائي يقمن بتنظيف العيش وبيع الفول المدمس والطعميه ويسترزقن من هذا المكان وصغارهن متعلقين بظهورهن يستشرفون المستقل في هذا العالم العجيب