عرض مشاركة واحدة

عمر محمد الأمين
:: عضو نشـــط ::
رقم العضوية : 3
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 3,281
بمعدل : 0.64 يوميا

عمر محمد الأمين غير متواجد حالياً عرض البوم صور عمر محمد الأمين



  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : عمر محمد الأمين المنتدى : المنتدى العام
افتراضي
قديم بتاريخ : 10-21-2017 الساعة : 05:20 PM

يوم الأرض": هذا الشعار الخطر!. ..
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

يوم الأرض": هذا الشعار الخطر!. ..
بقلم: صديق عبد الهادي
+++++
الجزيرة منطقة عجيبة، وليس مثلها، وبحق، مكانٌ على وجه الأرض! ولكل شخص مطلق الحق في ان يأخذ هذه العبارة كيفما إتفق!
للأحداث فيها طعم خاص، وكذلك للحكاوي. ولسببٍ ما، ما زالتْ تعلق بذهني تلك الحكوة، التي استوقفتني ومنذها، حيث لا امل ترديدها، بل وتكرارها حتى على نفسي. وفي كل مرةٍ احس وكأنني اقف عليها ولأول مرة!.
حدث وفي أوائل السبعينات من القرن الماضي أن كانت هناك مناسبة وفاة في العقدة، وكان العزاء او "الفراش" في ديوان عمنا المرحوم "بشير محمد علي التوم"، وعمنا بشير ود التوم له مكانة أثيرة في النفس، فهو واحدٌ من قادة العمل العام في العقدة. نحتفظ له نحن الطلاب في ذلك الزمن، بجمائل كثيرة، أقلها إنه كان، وبحكمه رئيساً لمجلس آباء مدرسة البنات الابتدائية، كان يعطينا مفاتيح المدرسة طيلة أيام العطلة الصيفية، ودونما شرط وذلك لأجل ممارسة نشاطاتنا المتنوعة. وكان كذلك هو أول من نقصده في شأن المساهمة والدعم المالي، وما كان يخذلنا، ابداً.
إن مسيرة الوعي في العقدة ساهم فيها الجميع، إذ أنها لم تكن حكراً على أشخاصٍ بعينهم ولا على حزبٍ سياسيٍ لوحده أو مجموعةٍ ناشطة بمفردها. فقد كانت مسيرة جماعية، باستثناء الحركة الإسلامية، وهذه حقيقة تاريخية لا يمكن التطاول عليها. وحتى نهاية السبعينات لم يكن للحركة الاسلامية وجود يذكر، وليس ذلك على مستوى العقدة لوحدها وإنما على طول وعرض المشروع، بمدنه و بقراه!. وهذه الحقيقة الصلدة لا تقف صامتة لوحدها وإنما استنطاقها هو الذي يفسر "الغبن التاريخي" للحركة الاسلامية تجاه المشروع وأهله، ذلك "الغبن" الذي يمثل المحرك الأساس لهجمة الإسلاميين الظالمة على المشروع وأهله!. والحادثة الآن!.
واعود للحكوة الأثيرة
كان من العادة في العزاء في ذلك الزمان أن يفترش الناس، وخاصة الشباب، الرض ليلاً. وكنا مجموعة من الشباب، وقد صدف أن جاء عبد الملك "زول" الحلاوين مبكراً، واستلقى نائماً. عبد الملك واحد من الشخصيات المميزة التي مرت بالعقدة واصبحت جزءاً من نسيج الحياة فيها، وكان توائم روحه خميس ود الشاويش وفضل المولى ود جبارة الله وآدم عرقلة. خاطبه أحدنا، وهو مستلقي في نومٍ عميق، "يا عبد الملك ارقد عديل، عشان الناس يقدروا ينوموا برضو"!. لم يرفع عبد الملك رأسه، بل وهو مغمض العينين رد وبشكلٍ قاطع، " لا، طلقْ كان انوم شابورة"!. فبالرغم من أنها مناسبة عزاء فقد غرق الناس في الضحك، وتركوه لحاله!.
علِقتْ تلك العبارة بذهني من وقتها، ولأكثر من أربعين عاماً.
في هذا الأمر لم تستوقفني الحقيقة المتعلقة بصعوبة استعدال "الحواشة او الأرض الشابورة"، فحسب، لان استعدالها للشكل الهندسي المعروف للحواشة يعني استعدال "الترعة" او "الكنار" الذي أعطاها ذلك الوصف مبدأً، اي "شابورة"، وذلك ما لا يحدث!، ولكن ما استوقفني وما زال، هو الاختزان في العقل الباطن للصعوبة والمفارقة والمرتبطتين لا بأي شيء آخر وانما بـ "الشابورة"، أي الأرض!.
إن أهل الجزيرة لا يختزنون في عقولهم الباطنة سوى الأرض!. لأنهم ينامون على ذكرها ويصحون على تذكرها. ولأنهم لا يسوون شيء بدونها!. فهذه هي الحقيقة الوجودية التي وقف عليها القادة التاريخيين في مشروع الجزيرة، وبناءاً عليها وضعوا "الأرض" نصب أعينهم ولذلك حينما صاغوا تاريخ هذا المشروع ورحلوا، لم يورثوا الأجيال الأرض لوحدها وإنما أورثوهم كذلك "قيمة الدفاع عنها والحفاظ عليها". و"يوم الأرض" لم يخرج قيد أنملة عن ذلك الموروث!.
وهذا الشعار خطر
لا اعتقد ان الرأسمالية الطفيلية الاسلامية، "رطاس"، تعي ما قدمت أو ما هي قادمة عليه!. إن أي شعار هو جزء من المقاومة، فهو ليس معبر عنها وحسب وإنما هو المحرك الذي يمثل القوى المعنوية الدافعة لأجل الصمود في تلك المعركة. ودائماً، وكما هو معلوم، أنه وبحجم المعركة تكون القدرة على نحت الشعار أو سكه ومن ثم التمسك به. إن اختيار شعار "يوم الارض" ومكان الاحتفاء به، فوق مغزاهما العميق فقد أفصحا عن وعي أهل الجزيرة وبقيادة تحالفهم، وعيهم بقضيتهم التي أصبحت بين يديهم الآن، وليس بيد أحدٍ غيرهم. ولكن على الجانب الآخر، إنه ومن المحزن حقاً أن هذا الشعار يعكس وبوضوح أيضاً المدى الخطر الذي أوصلت إليه الرأسمالية الطفيلية الاسلامية الصراع حول الأرض في مشروع الجزيرة. فبالنسبة لأهل الجزيرة فقد أصبح الأمر معركة وجود في وجه حملة الاقتلاع من الجذور. وتلك حالة تاريخية متفردة لم يشهدها المشروع منذ بداياته الأولى في العام 1911، وحتى عندما رفض الشيخ عبد الباقي رجل طيبة فكرة المشروع لم تجد الإدارة الاستعمارية من بدٍ غير الاستنجاد بآل ابو سن ابناء وأحفاد التاية بت الشيخ يوسف ابشراء، وليكون لهم ما أرادوا من خيرٍ بأهل المنطقة وبرأسمالية لانكشير!.
لابد من تأكيد أنه ومهما استقوت الرأسمالية الطفيلية الإسلامية، ومهما تمادى طغيانها فإن النصر حليف المزارعين، وذلك لا لأي سببٍ آخر سوى ان المزارعين وطيلة تاريخهم لم يعرفوا للنصر بديل.
ولتحيا ذكرى القادة التاريخيين الأماجد:
الشيخ المرحوم الامين محمد الامين
والشيخ يوسف أحمد المصطفى
والشيخ المرحوم عباس دفع الله
والشيخ المرحوم عبد الله برقاوي
وبقية العقد النضديد.
======
[email protected]


رد مع اقتباس