اية استوقفتني الاية رقم 92 من سورة النحل الجزء الرابع عشر من القرآن الكريم نقض العهد والنكث فيه كنقض الغزل بعد فتله من هي الحمقاء ناقضة غزلها التي التي شبهت بها هذه الفعلة الذميمة ? الآية: 92 {ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون} @قوله تعالى: "ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا" النقض والنكث والرجوع واحد، والاسم النكث والنقض، والجمع الأنكاث. فشبهت هذه الآية الذي يحلف ويعاهد ويبرم عهده ثم ينقضه ويتراجع عنه ، بالمرأة تغزل غزلها وتفتله محكما ثم تحله وتنقضه بعد فتله ، وهذه قصة هذه المراءة التي شبهت بهذه الفعلة ، يروى أن امرأة حمقاء كانت بمكة تسمى ريطة بنت عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة كانت تفعل ذلك ، فبها وقع التشبيه؛ تتخذون ايمانكم دخلا والدخل: الدغل والخديعة والغش. قال أبو عبيدة: كل أمر لم يكن صحيحا فهو دخل. "أن تكون أمة هي أربى من أمة" قال المفسرون: نزلت هذه الآية في العرب الذين كانت القبيلة منهم إذ حالفت أخرى، ثم جاءت إحداهما قبيلة كثيرة قوية فداخلتها غدرت الأولى ونقضت عهدها ورجعت إلى هذه الكبرى - قاله مجاهد - فقال الله تعالى: لا تنقضوا العهود من أجل أن طائفة أكثر من طائفة أخرى أو أكثر أموالا فتنقضون أيمانكم إذا رأيتم الكثرة والسعة في الدنيا لأعدائكم المشركين. والمقصود النهي عن العود إلى الكفر بسبب كثرة الكفار وكثرة أموالهم. وقال الفراء: المعنى لا تغدروا بقوم لقلتهم وكثرتكم أو لقلتكم وكثرتهم، وقد عززتموهم بالأيمان. "أربى" أي أكثر؛ من ربا الشيء يربو إذا كثر. والضمير في (به) يحتمل أن يعود على الوفاء الذي أمر الله به. ويحتمل أن يعود على الرباء؛ أي أن الله تعالى ابتلى عباده بالتحاسد وطلب بعضهم الظهور على بعض، واختبرهم بذلك من يجاهد نفسه فيخالفها ممن يتبعها ويعمل بمقتضى هواها؛ وهو معنى قوله: "إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون" من البعث وغيره.