[مجتبى ميرغني]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(( أتى أمر الله فلا تستعجلوه )) لا تستبق الأحداث، أتريد اجهاض الحمل قبل تمامه ، وقطف الثمرة قبل النضج ، إن غداً مفقود لا حقيقة له ، ليس له وجود ولا طعم ولا لون ، فلماذا نشغل أنفسنا به ونتوجس من مصائبه ونهتم لحوادثه ونتوقع كوارثه، ولا ندري هل يحال بيننا وبينه أو نلقاه فإذا هو سرور وحبور ، المهم أنه في عالم الغيب لم يصل إلى الأرض بعد . إن علينا أن لا نعبر جسراً حتى نأتيه، ومن يدري؟ لعلنا ننفق قبل وصول الجسر، أو لعل الجسر ينهار قبل وصولنا، وربما وصلنا الجسر ومررنا عليه بسلام .
إن إعطاء الذهن مساحة أوسع للتفكير في المستقبل وفتح كتاب الغيب ثم الاكتواء بالمزعجات المتوقعة ممقوتٌ شرعاً؛ لأنه طول أمل، ومذموم عقلاً ؛ لأنه مصارعة للظل. إن كثيراً من هذا العالم يتوقع في مستقبله الجوع والعري والمرض والفقر والمصائب، وهذا كله من مفردات مدارس الشيطان (( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء ولله يعدكم مغفرةً منه وفضلاً )) .
كثيرٌ هم الذين يبكون ؛ لأنهم سوف يجوعون غداً، وسوف يمرضون بعد سنة، وسوف ينتهي العالم بعد مائة عام . إن الذي عمره في يد غيره لا ينبغي له أن يراهن على العدم ، والذي لا يدري متى يموت لا يجوز له الاشتغال بشيء مفقود لا حقيقة له .
اترك غداً حتى يأتيك ، لا تسأل عن أخباره ، لا تنتظر زحفه ؛ لأنك مشغول باليوم .
وإن تعجب فعجبٌ هؤلاء يقترضون الهم نقداً ليقضوه نسيئة في يوم لم تشرق شمسه ولم ير النور، فحذار من طول الأمل .

مع خالص شكري

[بكري على حمير]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الاخ/ مجتبي ميرغني
الهمّ هو التفكير السلبي في المستقبل، والاهتمام بما سيحمله الغد لنا من مشكلات،،،،،،،
علينا ان نعلم ان هناك من
يستقبل يوماً لا يستكمله ! ومن ينتتظر غداً ولا يبلغه، لو ننظر إلى الأجل ومسيره، لأبغضنا الأمل وغروره .
يقول الإمام الشافعي:
إذا أصبحت عندي قوت يومي فخلِّ الهمَّ عني يا سعيد
فإن غد له رزق جديـد ولا تُخْطَـرْ همـوم غد ببالي
أُسَلِّم إن أراد الله أمــــرا فأترك ما أريد لما يريد
ودمت بود

[مجتبى ميرغني]

عليكم السلام ورحمة الله الأخ بكري

منور الموضوع

[زهاوي عبد الجليل الامام]

الأخ مجتبى سلام
يبدو أن التفكير الإيجابي والتخطيط السليم
يقودان إلى النجاح وتحقيق الطموح لكن
في حد المعقول والمنطق!!
أما ان تسير حياتك دون أهداف واضحة
وبلا طموحات حتماً ستجعل منك شخصاً
ينظر إلى المستقبل بمنظار ضبابي!!
شكراً مجتبى على هذه المشاركة القيمة!!
كون بخير

[الهادي الامام محمد]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركات الاخ مجتبي
اولا تشكر على المشاركه القيمه:‏
ثانيا اذا جاء اجلهم لايستقدمون ساعة ولايستأخرون :‏
‏ الايه فيها تحريض وتحفيز باطنى في التفكير في الغد ‏القادم وبما يحمله لنا من مجهول و( التخطيط والعمل للمواجهة)! ‏
ما نحن فاعلين اذا اتى اجلنا الذى هو في انتظارنا لامحالة ، ‏اذا التفكير فيه هو تفكير في الغد. ‏
اذا اصبحت فلا تنتظر المساء واذا امستيت فلا تنتظر الصباح ‏ذلك ايضا تحفيز عاجل لاجل قريب (يجب القيام بالعمل لتجنب ويلاته)‏
العبره بالاستعداد للغد بالايمان والعمل الصالح وكل ما نقوم به ‏في هذه الدنيا من عمل يمكن ان يكون عملا صالح يفيدنا ‏ويكون لنا ذخرا ليوم اذا(اخلصنا النية لله ان يكون هذا العمل ‏لله)‏
فنحن نقوم بالتخطيط والتفكير في المستقبل خوفا من الفقر نعم ‏
‏ وخوفا من المرض نعم ‏
وخوفا من ان نترك ابنئنا فقراء يتكففون الناس نعم ‏
وان نعتمد على مواردنا بدلا من الاعتماد على دول الكفر نعم ‏
وقد قال رسول الله إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم ‏حتى يغرسها فليفعل. والحديث قال عنه الهيثمي : ورجاله ثقات وأثبات.‏
وقد قال سيدنا يوسف عليه السلام :‏
اجعلنى على خزائن فاني حفيظ عليم ‏
قال تعالى: تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا )‏
نعم هذه من سنن الله في الارض ‏
فقد امرنا بعمارة هذه الارض والعمل والتخطيط لكل مايساعدنا ‏في ذلك
الحرب والجهاد خدعه يجب التخطيط لهما لتجنب ويلاتهما‏
يجب ان نفكر ونخطط ونخطط ومن يغفل عن ذلك او يتواكل فهو ‏درويش لاحظ له في معنى الحياة ومقاصدها ‏
واهم من ذلك هو التوازن بين الافراط والتفريط والنية بان ما‏نقوم به هو لوجه الله لتحويل كل مقاصدنا الحياتيه الى عبادة ننتبع بها دنيويا ونؤجر عليها في الاخره انشاء الله (فالمؤمن كيس فطن) .

جزاك الله خيرا ‏

[مجتبى ميرغني]

أشكركم للمرور الرائع والمداخلات المفيدة