.::||[ آخر المشاركات ]||::.
كتب صديق عبد الهادي: بعض قضايا... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 10164 ]       »     تنعي منتديات وادي شعير المغفور... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 8973 ]       »     بمزيد من الحزن والأسى تنعى منت... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 4279 ]       »     تنعي منتديات وادي شعير المغفور... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 3966 ]       »     كتب صديق عبد الهادي: وما الذي ... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 12860 ]       »     من الواتساب: أقوال منسوبة للشي... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 4962 ]       »     تنعي منتديات وادي شعير المغفور... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 4447 ]       »     الراكوبة: لجنة للتحقيق في بيع ... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 2 - عدد المشاهدات : 9408 ]       »     الراكوبة: تكوين لجنة تمهيدية ل... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 6933 ]       »     الراكوبة: محافظ مشروع الجزيرة ... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 2 - عدد المشاهدات : 8774 ]       »    



الإهداءات

العودة   منتديات وادي شعير الأقسام العامة المنتدى العام

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

عمر محمد الأمين
:: عضو نشـــط ::
رقم العضوية : 3
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 3,281
بمعدل : 0.65 يوميا

عمر محمد الأمين غير متواجد حالياً عرض البوم صور عمر محمد الأمين



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى العام
افتراضي الجزيرة..حياة الناس (2)-- كتب:حسين سعد
قديم بتاريخ : 11-17-2016 الساعة : 05:14 AM

الجزيرة..حياة الناس (2)-- كتب:حسين سعد

في الحلقة الثانية هذه من سلسلة تحقيقاتنا عن المشروع نحكي مشاهد من (حياة الناس) بالجزيرة ونسلط الضوء علي وسائل كسب عيشهم ومصادر الرزق لأهل الجزيرة الذين لجاء بعضهم للعمل في المهن الهامشية بالعاصمة الخرطوم في وقت لم يجد فيه بعض شباب الجزيرة سوي التقاطعات لبيع تجارتهم البسيطة(المياه الباردة-وشواحن وسماعات الهواتف وغيرها) وهم يحملونها علي اياديهم يتحملون درجات حرارة شمس الصيف القائظة، ورياح الشتاء العاتية بزمهريرها وهم يرددون أغنية ابن الجزيرة (عود الصندل) الراحل المقيم الفنان مصطفي سيد أحمد (طوريتك مجدوعة ومرمية) أعداد أخري اختارت السفر إلى مواقع التعدين التقليدي بحثا عن الذهب بكافة انحاء السودان وأخرين ركبوا ظهر السيارات إلى دول الجوار في هجرة محفوفة بالمخاطر لكن قطاعات غير قليلة ركبوا مراكب الموت في طريقهم إلى القارة العجوزة. توصلنا من خلال هذه الجولة علي الاوضاع الزراعية والحياتية بأقسام المشروع المختلفة والتي بدأناها بتفتيش المعيلق بالقسم الشمالي وام دقرسي والترابي واسترحنا والمسلمية وود حبوبة وقوز الرهيد وشندي والمنسي والتحاميد وكرتوب و24 القرشي، والتي زرنا فيها سرايات ومنازل الموظفين وقناطر المشروع وورشه الضخمة ،أما اصول المشروع مثل الهندسة الزراعية والمحالج وقوز كبرو الذي تحول إلى (قوز كسرو) بحسب وصف المزارعين اما السكة حديد التي كانت قضبانها (تشق) سهول الجزيرة وقراها وهي تحمل منتجات المشروع فما عادت تهز وترز؟
حكاية السفر:
عبد الخالق صلاح مزارع ابن مزارع يبلغ من العمر الخامسة والعشرين من عمره يعمل إلى جانب الزراعة في مهنة الاعمال الحرة في مجال البناء بالعاصمة ومنطقته بالجزيرة في نهاية فصل الشتاء وقبل حلول الخريف يغادر قريته إلى العاصمة الخرطوم وبالرغم من انه سبق له وان كان مغترباً بالسعودية مثله ومثل الكثير من ابناء قريته وابناء الجزيرة بشكل خاص الذين هاجروا لأجل لقمة العيش لكن عبد الخالق يفكر بشكل جاد في الهجرة إلى بلاد تموت حياتها من البرد كما قال الاديب العالمي الطيب صالح، ويتدخل صلاح والد عبد الخالق في الحديث وهو يحكي عن سنوات الخير الوفير بالجزيرة وارتفاع الانتاجية عندما كانت حقولها تشتعل (قمحاً وقطنا وذرة) ويخالف (عبدو) الذي يطلق عليه رفاقه يخالف والده الذي يتمسك بالسودان رافضا الاغتراب تماما وتمثل له الارض والجزيرة موقف مبدئ يفضلها علي اي بلد اجنبي، ويمتلك(عبدو) مهارة فائقة في كرة القدم ويجيد اللعب في خانة الارتكاز ويحصي عبدالخالق التكلفة المالية للسفر بدقة متناهية ويقول انه لن يبقى بالسودان مهما كلفه ذلك من ثمن ويضيف (بقائي في السودان يجعلني عاجزا عن الايفاء بالتزاماتي الشخصية وبناء مستقبلي ناهيك عن مساعدة اسرتي)واردف(البقاء بالجزيرة للعمل في الحواشة او العاصمة في مجال البناء لن يكفي لقمة العيش اليومية بالنسبة لي) وعندما قلت له لكن هذه الرحلة وبتكاليفها المالية الغالية من اين لك بها قال لي بسرعة مهما تكلف سأدبر أمري واطلب من عائلتي مساعدتي وقطع بحسم: البقاء هنا يعني الموت جوعا او مرضا جراء الفشل في سداد منصرفاته المالية وعندما طرحت علي (عبدو) مخاطر الهجرة غير الشرعية العديدة خاصة وانني استعنت بحكاوي عديدة اغلبها نشر في وسائل الاعلام المختلفة خاصة بموت بعض الضحايا غرقا في البحر وصار البعض غذاء لأسماك القرش، رد قائلا: حتى اذا كانت هذه الرحلة الاخيرة فلن أتردد وسأمضي ولن أبالى علني أجد بلاد تحفظ كرامتي وإنسانيتي، حتي لا أموت بالحسرة والجوع علي حد تعبيره. حديث عبد الخالق سمعته في جلسات عديدة بالجزيرة لاسيما في القسم الشمالي بالجزيرة من ابن شقيقتي حسن خيرالله شاب ثلاثيني هاجر خارج السودان في هجرة غير شرعية وعندما يتحدث معي عبر الهاتف في احدي الاعياد في رحلته التي يصفها برحلة (الحياة او الموت) ذات الوصف والحكاوي قالها لي الشاب عزت عثمان الذي وصل إلى فرنسا قادما إليها من ليبيا بعد مشقة بالغة وبالرغم من تلك المعاناة الا انه كان سعيدا بالنجاة والوصول إلى بلاد تحترم الانسان بغض النظر عن دينيه وعرقه وبدا لي عزت انه صار ناشطا حقوقيا بعد ان وصل إلى بلاد الحرية، وبالرغم من تعدد مخاطر الهجرة غير الشرعية التي تتم إما عبر تخطي البحار أو البراري، مع احتمالات التعرض إلى النيران من قوات حرس الحدود وجشع مافيا الهجرة الذين لا يترددوا في اللجوء إلى القتل حال تعرض مصالحهم للخطر.
معتوق:
في الطريق إلى مدينة معتوق بمحلية 24 القرشي تحركنا علي ظهر عربة بوكسي كان سائقه ماهراً بالطريق الذي يغطي غباره جزء من الافق وأول ما تلامسه العين هو الحشائش التي تنمو بسرعة على حساب المحصولات الزراعية وقد غطت سراب الحواشات التي تركها أصحابها بعد أن عجزوا عن نظافتها بسبب ارتفاع تكلفة العملية الفلاحية وتناقص الانتاجية واذا ما شرع المزارع واسرته لإزالة تلك الحشائش فأن ذلك عمل شاق يتطلب جهدا عضليا كبيرا، مع الكثير من الصبر، وفي منطقة كرتوب التي استدمت اسمها من تفتيش كرتوب الذي يقع في الناحية الغربية من مشروع الجزيرة والمناقل وهو اخر نقطة متاخمة علي الحدود مع النيل الابيض يقول المزارع عبدالوهاب محمد نور في تصريحه للأيام ان وسائل كسب العيش هناك هي الزراعة والرعي والاغتراب وتضم المنطقة حوالى ستة الف نسمة ،اما الخريف وكما يقول المثل الشعبي (بجي الخريف واللواري بتقيف) فالطرقات مغلقة بالطمي فالتراكتورات الزراعية هي الوسيلة إلى جانب البكاسي التي تحتاج إلى حبال متينة لسحبها حتي لا تغرق في الشوارع غير المرصوفة والتي تحتاج إلى سائق ماهر نظرا لخطورة القيادة في الخريف وسط المجاري والسير علي حواف الترع فالصبر هنا هو سيد القيم، فالناس هناك يقبلون على شأنهم، يرعون مواشيهم من الابقار والقليل من الابل والضأن والماعز، ويحرثون مزارعهم، يبيعون ما فاض عن حاجتهم في سوق وحدة معتوق الادارية يومي الاثنين والخميس والتي تضم حوالى 30 قرية و28 كنمبو يجلبون بثمنها ما يحتاجون إليه من السلع الاستهلاكية، ومن جهته يقول الاستاذ محمد الجيلي في حديثه مع الايام ان تراجع الزارعة وقلة الانتاجية دفع سكان قريتهم القنابيل التابعة لوحدة ودالنورة الادارية لابتكار وسائل كسب عيش جديدة ولفت إلى ان (50%)من المواطنون يعملون في التنقيب عن الذهب بالسودان وبدولة النيجر بينما يعمل (20%) في دولة ليبيا ونحو (15%) يعملون في الخرطوم باعة جائلون وحوالى (5%) يعملون بالزراعة وهي نسبة ضعيفة جدا ومن منطقة ابومريخة يقول الاستاذ عمر نور الهدى في حديثه مع الايام ان طلاب نوابغ واذكياء تركوا مقاعد الدراسة لمساعدة اسرهم في المصاريف اليومية واضاف غالبية الباعة الجائلون الذين يحملون بضاعة خفيفة في اياديهم ورقابهم هم من الجزيرة وتابع(الحواشات ماعادت تحقق عائد مالي مثل السابق)وفي قناطر المشروع التي اغلق الطمي فمها وسدت الحشائش مجاريها شيد البعض كناتين وكرانك من عيدان طويلة والقش وجوالات بالية مزقتها حرارة الشمس لبيع بعض السلع الاستهلاكية الخفيفة وبيع الفول بالطعمية لعمال التراكتورات الزراعية والرصيد وتنشط في تلك القناطر بالمناقل بيع الجازولين والبنزين.
الكاملين:
في قريتنا حلة موسي بمحلية الكاملين والتي تتوسط (صرة) القسم الشمالي بتفتيش المعيلق فالملاحظة الجديرة بالتأمل هي النزوح المتواصل من الريف إلى المدينة اعداد كبيرة من قري حلة موسي والجملون سعدانة والحلاويين (باعوا) اراضيهم الزراعية ورحلوا إلى الخرطوم اما الاخرين باعوا منازلهم أيضا لشراء منزل في الخرطوم او المساعدة في فتح عقار او مصدر دخل للمساعدة في تعليم الاولاد والبنات وفي زياراتي الاخيرة وعندما كنت أسال عن بعض الشخصيات فكان يقال لي بانه في (الذهب) بالشمالية او نهر النيل او جنوب كردفان او غيرها من المناطق التي تشهد عمليات واسعة عن التنقيب التقليدي عن الذهب وفي حادثة أليمة وفاجعة حدثت العام الماضي فقد انهار بئر في مناطق الذهب ادي إلى وفاة اربعة من ابناء قرية الرياض المجاورة لقريتنا، ولم تنجح كل محاولات انقاذهم فقد غمرهم التراب في الحال وهم يبحثون عن الرزق الحلال تحت الارض العميقة، اما الهجرة غير الشرعية إلى اوروبا فقد زادت وتيرتها وسط ابناء الجزيرة، وفي قريتنا فقط هناك قرابة العشرة من الشباب وصلوا إلى فرنسا والمانيا وبريطانيا حيث صار أهاليهم يعتمدوا عليهم في المصاريف القاسية والمعيشة الصعبة اما الذين فضلوا البقاء من الشباب ليس بسبب عدم الرغبة وانما غلبتهم الحيلة وعجزوا عن توفير المال اللازم للسفر إلى الخارج، في حلة موسي الناس لا يخضعون لمفاهيم المكان والزمان كما الحال عند أهل المدينة والعاصمة فلغة الزمن موقعة هناك بأوقات العمل في الزراعة وعندما أسال عن الطيب ادم مثلا يأتي الرد من زوجته سكينة قائلة: الطيب مشي (الضحوة) اوعاد من (الضهرية) وبالرغم من غياب التمويل وضعف الاستعدادات الا ان المزارعين في تفتيش المعيلق كعادتهم لم يستسلموا للأمر الواقع، وتابعوا العمل في تحضير اراضيهم استعدادا للموسم الشتوي. مطالبة الجهات المصرفية والبنكية للمزارعين بكتابة شيك ضمان لجهة الحصول علي التمويل فجرت قضية كبيرة وهي المشكلة إلى اشتكى لي منها المزارع سيف الدين بشير واسامة السيد وناصر فضل السيد وأحمد بلال الذين تحدث معهم عبر الهاتف من الكاملين وهم في طريقهم إلى البنك الزراعي لإيجاد حل لتمويل محصول القمح.
القرشي:
وعلي ظهر ترعة عالية وبالقرب من الكبري الضخم الرابط بين 24 القرشي السوق وبين سرايات مكتب معتوق ومنازل الموظفين والمفتشين غرباً التي طالها الاهمال وحي ابو الحسن وحي التجار من الناحية الشمالية تجلس احدى بائعات الشاي تحت شجرة نيم وارفة الظلال في انتظار الزبائن القادمين من المناقل ومعتوق للتزود بالشراب والطعام من الشاي المنعنع بالهبهان والقهوة المظبوطة، القرشي المدينة التي استمدت اسمها وتاريخها من الشهيد القرشي الذي صرعته ايادي القهر والبطش في اول انتفاضة جماهيرية بالسودان في العام اكتوبر من العام 1964م وبعد امتداد مشروع المناقل في ذات الفترة كانت القرشي مدينة عمالية بلا منازع كما تغني الفنان مصطفي سيد أحمد (سميت المدن النايمة—-المدن التصحى فى حين—-تترجى خطى العمال—-اصوات الفلاحين)
السرايات العملاقة التي طواها الاهمال حالها لا يقل حالا عن الورش الضخمة التي زرتها إلى جانب منازل الموظفين المشيدة بالأحجار أيضا طالها الخراب وكذا الحال في المخازن الضخمة استراحة بيت الضيافة العملاقة فقد تعفرت بالتراب وازيلت اشجارها التي كانت تحيط بها كإحاطة السوار بالمعصم اما جدرانها فقد ظهر تصدعها وشقوقها وغابت عنها عمليات طلاء جدرانها أما واقع الحال بميادين كرة السلة والكرة الطائرة التي كانت خلف باحة بيت الضيافة الغربية صارت اعمدة فقط (اي خراب هذا طال كل شيء) سوق المدينة تميزه حركة المزارعين واصوات التراكتروات الزراعية والبكاسي بموديلاتها المختلفة، القطاعات غير المنتظمة والمهن الهامشية كانت واضحة في بيع الشاي والاطعمة من الوجبات الشعبية الدسمة (العصيدة والكسرة بملاح التقلية) مدينة القرشي بأحيائها وعمالها ومزارعيها تجسد تنوع سوداني فريد فالناس هناك اهل الناس هناك صحاب.
بيع التسالي والمدمس:
ولإعطاء مقاربة لحياة الناس بالجزيرة قدرت دراسة أعدها البرلمان النسائي لواقع المرأة في ولاية الجزيرة قدرت أعداد النساء العاملات في المهن الهامشية مثل بيع الشاي والاطعمة وتحويل الرصيد والتسالي والفول المدمس وتركيب العطور بالمدينة بنحو (1785) وتفرض السلطات بالولاية مبالغ مالية شهرية علي النساء العاملات عبارة عن ضرائب شهرية تتراوح ما بين (15-25-48) جنيه شهريا، ووصفت الدراسة التي تلقت الايام نسخة منها وضعية النساء الاقتصادية في الولاية بالهشة جداً كما ان التطبيق الموسع لسياسات التحرير الاقتصادي فاقم من هشاشتها التي ألقت بظلال سالبة على وضع النساء على وجه الخصوص. وقالت الدراسة ان توقف المصانع بالولاية تسبب في تشريد اكثر من (15) الف امرأة. التحويلية المرتبطة بالإنتاج الزراعي حيث تم تشريد (15,580) عاملة بمصانع الغزل والنسيج وبسبب ضعف الأجور في القطاع الخاص والحكومي وعدم توفر فرص العمل لجأت العديد من النساء لامتهان الأعمال الهامشي، وتناولت الدراسة عمل البرلمان النسائي لواقع المرأة بولاية الجزيرة من عدة محاور شملت المرأة والفقر والتعليم والصحة وحقوق الانسان إلى جانب وضعية المرأة في مواقع صنع القرار، وأشارت الدراسة إلى العديد من المشاكل التي تواجه المرأة في العمل الزراعي منها صعوبة وصول المرأة للموارد (الأرض، الائتمان، المعدات الزراعية وغياب التقييم الاقتصادي والمعنوي للأنشطة التي تقوم بها المرأة في المنزل وفى العمليات الزراعية .فضلا عن تدنى الخدمات الاجتماعية (الصحة والتعليم)وعدم توفر مياه الشرب في أغلب المناطق الريفية مما يزيد أعباء ومهام المرأة في الأعمال المنزلية)، بجانب سياسات التحرير الاقتصادي التي أثرت سلباً على القطاع الزراعي وعلى المرأة على وجه الخصوص . وارتبطت الصناعة في ولاية الجزيرة بالصناعات التحويلية التي تعتمد في موادها الخام على مشروع الجزيرة (قمح، قطن، بذرة ،فول سوداني)بناء على ذلك أنشأت العديد من الصناعات في صدارتها صناعة الغزل والنسيج حيث قامت في الولاية عدد من المصانع منها مصنع النيل الأزرق ونسيج ودمدنى ومصنع نسيج الهدى، ومصنع نسيج الصداقة بجانب مصنع غزل الحاج عبد الله.
عمل النساء :
وقدرت الدراسة عدد النساء العاملات في مصانع النسيج حيث كان عددهن في مصنع نسيج ودمدنى بنسبة (69%)من العدد الكلى للعمال، وفى مصنع نسيج الهدى كان عدد العاملات (2,600) من مجموع(3,500)عامل بنسبة(75%)وكذلك في مصنع الصداقة بالحصاحيصا، ولفتت الدراسة إلى ان المرأة العاملة واجهت في هذه المصانع للعديد من الإشكاليات منها العمل الليلى، تدنى الأجور، عدم توفر بيئة عمل صحية،عدم الالتزام بشروط الخدمة وتوقف الخدمات التي كانت مرتبطة بالنقابات خاصة في ظل نقابة المنشأة .وقالت الدراسة ان توقف المصانع فقدت بسببه آلاف النساء العاملات مورد اقتصادي هام. وأوضحت الدراسة ان نسبة المرأة تبلغ نحو (59%)من مجموع العاملين في القطاع العام والخدمة المدنية وارتفعت هذه النسبة إلى (61%) في العام 2008م ومع هذا الوجود الكبير للنساء، إلا أنهن يتركزن في الدرجات الدنيا والوسطى من السلم الوظيفي، ففي الدرجات القيادية (الأولى وما فوق) نسبتهن 0.1% وفى الدرجات العمالية تبلغ نسبتهن 22.3% أما نسبة النساء في الوظائف القيادية الاولي وما فوق يبلغ (49) وفي الوظائف العليا (2-3-4) تبلغ (3239) اما الدرجات الأخرى من الخامسة وما فوق تبلغ (25390) بينما تبلغ نسبة النساء في الوظائف العمالية(8234) ولاحظت الدراسة ان 89.1% من قوة العمل النسائية تتركز في قطاع الخدمات، أي التعليم والصحة، وهى قطاعات على الرغم من أهميتها إلا أنها من جهة تعبر عن استمرار الأدوار النوعية للمرأة فهي مهن أقرب للمهام المنزلية، كما أن هذه القطاعات ومع تبنى الدولة رسمياً لسياسات التحرير الاقتصادي والتي من ضمنها خصخصة خدمات الصحة والتعليم تعد من القطاعات ضعيفة الأجر وقابلية تأكل أجورها نتيجة لارتفاع نسبة التضخم. وهى بالتالي مجالات توظيف أكثر تعرضاً للمخاطر والتي تزداد بمصادرة حق التنظيم النقابي المستقل .وبشأن وضعية المرأة في القطاع الهامشي بالجزيرة لاسيما بعد انهيار المشروع الذي ساهم كثيرا في إفقار وتشريد آلاف الأسر خاصة النساء اللائي يسكن في كنابى المشروع .بجانب إغلاق غالبية المصانع التحويلية المرتبطة بالإنتاج الزراعي حيث تم تشريد (15,580) عاملة بمصانع الغزل والنسيج وبسبب ضعف الأجور في القطاع الخاص والحكومي وعدم توفر فرص العمل لجأت العديد من النساء لامتهان الأعمال الهامشية حيث توجد نحو(450)بائعة شاي بالسوق العمومي بودمدني، وحوالى (590) بائعة شاي أخري بأسواق الشعبي، المركزي، السوق الجديد، مارنجان، الإنقاذ والملكية. إلى جانب (210) من النساء بائعات الاطعمة بالسوق الكبير، والشعبي، المركزي والسوق الجديد والمنطقة الصناعية و(45) بائعة كسرة بالسوق العمومي و(235)بائعة خضار بالسوق الكبير والأحياء والأسواق الكبيرة في المدينة .وفى مجال بيع الرصيد تعمل حوالى (75) امرأة في مناطق ودمدنى المختلفة وفى تركيب العطور تعمل حوالى (35) امرأة بالإضافة لعمل (150) امرأة في بيع التسالي والفول المدمس، الجدير بالذكر ان النساء العاملات في هذه المهن تتحصل علي عائد مادي قليل لا يكفي متطلبات المعيشية في ظل خصخصة الخدمات الصحية والتعليمية، وبالرغم من كل ذلك فان محلية مدنى تفرض على النساء ضرائب وإتاوات باهظة مثلا ان بائعة الشاي تدفع للسلطات المحلية مبلغ (15) جنيه رسوم شهريا بينما تدفع النساء بائعات الأكل مبلغ (48) جنيه شهرياً كما تسدد النساء بائعات الرصيد مبلغ (25) جنيه كرسوم بالإضافة للعتب والرخصة التجارية ورسوم النفايات،
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
بيت الضيافة بالقرشي

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
قناطر


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نساء الجزيرة

ووصفت الدراسة وضعية النساء الاقتصادية في الولاية بالهشة جداً كما ان التطبيق الموسع لسياسات التحرير الاقتصادي فاقم من هشاشتها التي ألقت بظلال سالبة على وضع النساء على وجه الخصوص.(يتبع)
منقول


إضافة رد


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 10:49 AM بتوقيت مسقط

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
الاتصال بنا شبكة ومنتديات وادي شعير الأرشيف ستايل من تصميم ابو راشد مشرف عام منتديات المودة www.mwadah.com لعرض معلومات الموقع في أليكسا الأعلى