.::||[ آخر المشاركات ]||::.
كتب صديق عبد الهادي: بعض قضايا... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 10164 ]       »     تنعي منتديات وادي شعير المغفور... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 8973 ]       »     بمزيد من الحزن والأسى تنعى منت... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 4279 ]       »     تنعي منتديات وادي شعير المغفور... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 3966 ]       »     كتب صديق عبد الهادي: وما الذي ... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 12860 ]       »     من الواتساب: أقوال منسوبة للشي... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 4962 ]       »     تنعي منتديات وادي شعير المغفور... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 4447 ]       »     الراكوبة: لجنة للتحقيق في بيع ... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 2 - عدد المشاهدات : 9408 ]       »     الراكوبة: تكوين لجنة تمهيدية ل... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 6933 ]       »     الراكوبة: محافظ مشروع الجزيرة ... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 2 - عدد المشاهدات : 8774 ]       »    



الإهداءات

العودة   منتديات وادي شعير الأقسام العامة المنتدى العام

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

عمر محمد الأمين
:: عضو نشـــط ::
رقم العضوية : 3
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 3,281
بمعدل : 0.65 يوميا

عمر محمد الأمين غير متواجد حالياً عرض البوم صور عمر محمد الأمين



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى العام
افتراضي هذا هو ياقوت (و) دِين السودان !! -- زهير السراج
قديم بتاريخ : 07-25-2017 الساعة : 05:35 AM

هذا هو ياقوت (و) دِين السودان !! -- زهير السراج

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* لو بقيت دارفور جزءا من السودان فى المستقبل، فهو فضل يشكر ويحمد عليه الشيخ الجليل (الياقوت) وأبناؤه البررة وأسرته واهل المنطقة الكرام الذين هبوا لنجدة طلاب دارفور بجامعة بخت الرضا، وفتحوا لهم قلوبهم ودورهم وخلاويهم ومسيدهم العظيم، وأجاروهم وأمنوهم من وحش السلطة الجامح، والظلم الفادح، وأعادوا الثقة الى نفوسهم بأن السودان ليس ملكا لسلطان جائر يفعل فيه ما يريد، وإنما لكل أهل السودان الذى أكرمه الله بـ (رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) ..
* رجال لا يهابون سلطة، ولا يركعون الا لله وحده، ولا يخشون فى الحق لومة لائم، جُبلوا على الشجاعة والكرم وإغاثة المحتاج بلا منٍ ولا أذى، وإجارة المستجير ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ ) ..
* رجال وقفوا أنفسهم على تعليم كتاب الله، وتعريف الإنسان مهمته في الحياة، وسر وجوده، وغاية وجوده، والتعرف إلى الله وإلى رسوله، وإلى منهج ربه، وإلى القرآن الكريم، بلا غلو ولا غرور ولا تكبر ولا تعالٍ على الآخرين، ولا تزلف ولا نفاق ولا تظاهر .. شيمتهم التواضع والبساطة وإنكار الذات ..
* هذه هى أخلاق التصوف والصوفية وأهل السودان الأصيلين الذين تشربوا الدين الحنيف من نبع الصوفية الذى لا ينضب، لا من جماعة أو حركة سياسية تتسربل بالدين وتتعالى به على الآخرين، وتخدعهم، وتفترى عليهم وتغتصب حقوقهم، وتقهرهم، وتشردهم من أعمالهم ومدارسهم، ومن بيوتهم، وتحرق قراهم، وتعتدى على حرماتهم، وتقتلهم !!
* لذا لم يكن غريبا ولا مستغربا ان يفعل الشيخ (الياقوت) ما فعل، ويجير طلاب وطالبات بخت الرضا، ويدفع عنهم الأذى، ويحميهم ويؤمنَّهم، ويزرع الطمأنينة فى قلوبهم، ويعيد الصفاء الى نفوسهم، ويتبنى قضيتهم العادلة بعودتهم لجامعتهم التى أرغموا على الاستقالة منها بسبب التعنت والصلف والتكبر والفشل والعجز !!
* فى لقاء لصحيفتنا مع الشيخ (محمد الياقوت) إبن الشيخ الجليل (الياقوت)، سأله الزميلان (اشرف عبدالعزيز وعلى الدالى): "سمعنا أن (الشيخ الياقوت) زار الطلاب رغم مرضه"، فأجاب: " نعم مريض ولم يخرج من بيته لأيام، لكن رغم ذلك استفزته المسألة وخرج لمقابلة الطلاب الذين حاولوا أن يسردوا إليه قضيتهم لكنه أبلغهم بأنهم الآن ضيوف مكرمين وأنه بمثابة (أبوكم) وقال لهم: (لو دخلتم المسيد ستجدون إخوانكم وأبناء عمومتكم من دارفور داخل الخلوة".
* وقال (الشيخ محمد): " بعد أن قدمنا واجب الضيافة استمعنا إليهم، وعرفنا أن لديهم إشكالات في جامعة بخت الرضا وتم فصلهم وعندهم طلاب معتقلين وهكذا، أبونا الشيخ طمنهم وقال لهم إن شاء الله اذا كان لديكم أي مظلمة مع المسؤولين نحن بحكم علاقاتنا سنتواصل معهم ليردوا لكم حقوقكم وقد التزم بذلك وحدث تواصل بيينا وبين الولاية ."
* هذه هو السودان، وأهل السودان، واخلاق السودان، ودين السودان، يا من زعمتم أنكم أتيتم لإقامة الدين، وإنقاذ السودان، فأضعتم الدين، وضيعتم السودان .. ولكن، لكل ليلٍ قمر، ولكل ظلم نهاية!!
+++
الجريدة الالكترونية
[email protected]


التعديل الأخير تم بواسطة عمر محمد الأمين ; 07-25-2017 الساعة 05:37 AM.


عمر محمد الأمين
:: عضو نشـــط ::
رقم العضوية : 3
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 3,281
بمعدل : 0.65 يوميا

عمر محمد الأمين غير متواجد حالياً عرض البوم صور عمر محمد الأمين



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : عمر محمد الأمين المنتدى : المنتدى العام
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-25-2017 الساعة : 06:18 AM

لمحة عن (الشيخ الياقوت)
القرية وأهل الطريق (منقول)
+++==
الشيـخ اليـاقوت
جنوب جبل أولياء بعدة كيلومترات تقع قرية الشيخ الياقوت على حدود ولاية الجزيرة وعلى مسافة قصيرة للغاية من حدود الخرطوم جنوباً وهي تابعة لمنطقة القطينة بمديرية النيل الأبيض ، مسيدها العامر المترامي الأطراف يضم المسجد وخلاوى تعليم القرآن ومساكن الطلبة والضيوف المخصصة لـهم منازل مجاورة للمسيد. بعد صلاة المغرب ترى المريدين يتحلقون فـي دائرة كبيرة يقرأون الأوراد وأصوات طلبة القرآن الكريم تعلو وترتفع.. وبقامته المديدة وطلعته المهيبة يطل الشيخ الياقوت وقد انعكس انتظامه على تلاميذه و مريديه فهم فـي غاية الانتظام والنظافة حالهم كحال مرشدهم ، وحلة الشيخ الياقوت حقيقة هي المسيد وحوله بيوت المواطنين المرتبطين جدا بهذا المسيد الذي يقصده الناس من أماكن دانية أو نائية ممن يودون استشارة الشيخ أو للزيارة، وفوق ذلك فبجانب الأذكار التي يؤديها المريدون فقد درج الشيخ على تدريبهم وتدريسهم العلم وهما يسيران جنباً إلى جنب بالمسيد الذي يضم عدداً كبيراً من طلبة القرآن الكريم الذين يتكفل بهم الشيخ .
هو سيدي الشيخ الياقوت بن الشيخ محمد بن الشيخ مالك الشيخ بن الإمام محمد قادر الولي حاج الجيلي، ووالدة حاج الجيلي هذا هي رابعة بنت الخليفة أحمد بن الشيخ خوجلي أبو الجاز (أزرق توتي) ومن هنا فإنهم يمتون بآصرة القربى واللحم والدم لآل الشيخ خوجلي أبو الجاز وعلى صلة متينة بآل الشيخ الفقيه أرباب العقائد من قبيلة المحس (الخزرج. (
الشيخ الإمام بن محمد قادر ولي بن حاج الجيلي الشهير بأبي شنب المالكي مذهباً الأشعري عقيدةً السماني طريقةً ومنهاجاً ولد فـي جزيرة توتي فـي عام 1235هجرية فـي بيت أساسه العلم وعماده التقوى ثم انتقل به والده إلى قرية أم المسحورة التي يقيم بها العرماب "الغبش" وألحقه والده بالفكي موسى لتلقي القرآن الكريم وحفظه، فحفظ ثلاثة أرباع القرآن الكريم فـي فترة وجيزة، ثم انتقل إلى قرية طيبة الشيخ عبد الباقي فـي منطقة العركيين وأكمل بخلوتها حفظ القرآن الكريم، ثم انتقل إلى حلة زروق إلى حيث درس العلم والفقه عند الشيخ زروق الذي حصل منه على إجازة لتعليم القرآن الكريم وتدريس العلوم الاسلامية، فعم صيته وذاع خبره ونهض بتلك المنطقة وما حولـها من سفوح الجهل إلى روابي العلم.
وقد سلك الطريق السماني على الشيخ محمد نور بقرية ريبا بالقرب من سنار فـي العاشر من ذي القعدة عام 1283هجرية، وبدأت مرحلة جديدة فـي مسيد الشيخ إذ أخذ يحفظ ويدرس القرآن الكريم والعلم كما كان يفعل سابقا بالإضافة لتربية المريدين وتسليكهم فـي الطريق السماني ومعالجة من يأتيه مستشفياً، وهو معروف بالزهد الشديد فـي الدنيا فقد كان منقطعاً لأداء رسالته العظيمة مبتغياً مرضاة الله زاهداً عما سوى ذلك وراغباً عنه. وقد كان منشغلاً بتدريس العلم وإرشاد المريدين وتحفيظ القرآن الكريم والتأليف، وقد ألف مجموعة من الكتب إلا أنها تلفت جميعاً ولم يبق منها سوى ثلاثة كتب هي:
.1 مصباح الدجى
.2 الدرة القمرية
.3 المنتخب الصغير
وقد درس عليه تلاميذ كثيرون جداً ، وبعد جهاد طويل وعمل دؤوب انتقل الشيخ الإمام إلى رحمة الله فـي يوم الاثنين من عام 1335هـ عن عمر ناهز المائة عام، وقد خلفه ابنه الشيخ مالك الذي ولد بقرية القدير التي تقع شرق قرية والده عام 1282هـ وهو الابن الثالث لوالده الشيخ الإمام، وقد خصه بعنايته لما أدرك تفتح ذهنه وتوقد ذكائه الخارق منذ الصغر، وقد حفظ القرآن الكريم فـي سن مبكرة ثم ذهب للشيخ العالم الجليل ود البدوي وقضى معه فترة بأم درمان، واتجه بعد ذلك لمسيد ود عيسى وأكمل دراسته أخيرا عند الفكي حسن ملك الدار ود جار النبي فـي قرية جار النبي شمال قرية والده فقرأ عليه المختصر وبقية الكتب ونال إجازة منه لتدريس العلم، وعمل أستاذا للفقه والعلوم الإسلامية بمسيد والده، وفـي ذلك الوقت أخذ يتتلمذ على والده فـي التصوف وأجازه والده فـي طريق القوم ووصى أن يكون الشيخ الوارث لمكانه، وهذا ما حدث فعلاً فيما بعد وسار على نهج والده فـي إرشاد المريدين وتدريس العلم ومعالجة المرضى، وسمي بطويل الباع لتفوقه فـي العلوم الشرعية والباطنية، وله تلاميذ كثر أذكر منهم على سبيل المثال ابنه الشيخ محمد مالك الإمام والشيخ قسم السيد الفكي محمد عثمان فـي جزيرة أم حجر.
وقد خلفه بعد وفاته ابنه الشيخ محمد كمال الذي ولد فـي قرية جده الشيخ الإمام عام 1312هجرية وقد تولى والده تعليمه بمباشرة شيخ الخلوة فـي ذلك الوقت الشيخ إبراهيم الحداد، وبعد اتمامه لحفظ القرآن الكريم درس على والده الشيخ مالك العلم والتصوف وأخذ عليه الطريق وكان مجدا مجتهدا فـي ذلك، وقد تولى الخلافة بعد وفاة والده وكان عمره آنذاك خمسة وثلاثين عاماً وقد التف حوله المريدون بمسجد والده الشيخ مالك وجده الإمام، ثم اتفق مع مريديه على أهمية وضرورة الرحيل من قرية والده وجده إلى قرية أسسها أمامها على بعد عدة كيلومترات وسماها تفاؤلاً بالروضة الشريفة وهي المعروفة حاليا والشهيرة بقرية الشيخ الياقوت.
وقد أسس خلوة لتعليم القرآن الكريم عام 1932 م درَّس فيها أعداداً لا تحصى من طلبة القرآن الكريم والعلم بالإضافة للمريدين والمرضى الذين كانوا ولازالوا يحضرون مستشفين لا سيما من الأمراض النفسية والعقلية، وفوق ذلك كان يقضي حاجات المحتاجين وقد حفر آباراً كثيرة فـي أماكن مختلفة كانت تحتاج إليها، وظل هذا دأبه إلى أن لقي ربه فـي أكتوبر 1962م حيث خلفه ابنه الشيخ الياقوت الخليفة الحالي الذي طبقت شهرته الآفاق وحملت القرية اسمه، وقد اهتم والده بتربيته فحفظ القرآن الكريم مبكرا بالخلوة تحت إشراف والده الذي استقدم الشيخ الإمام أحمد فضل الله وهو حامل للشهادة العالمية من معهد أم درمان العلمي لتدريس ابنه الشيخ الياقوت العلوم الإسلامية المختلفة واللغة العربية بشتى فروعها وفق مناهج المعهد العلمي بأم درمان، وواصل الشيخ دراساته حتى بعد أن آلت إليه الخلافة، ولتعشقه للقراءة فقد انكب على الاطلاع فـي كل الأوقات التي يختلي فيها بنفسه، لذا فإنك تجد الكتب بجواره وفـي المناضد القريبة منه كأنه يتآنس بها.
++++
إعداد / عزالدين علي :
عمرhttp://www.sammaniya.com/ar/index.ph...article&id=321
2010-08-17-17-40-54&catid=66:2010-06-08-17-09-13&Itemid=143







عمر محمد الأمين
:: عضو نشـــط ::
رقم العضوية : 3
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 3,281
بمعدل : 0.65 يوميا

عمر محمد الأمين غير متواجد حالياً عرض البوم صور عمر محمد الأمين



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : عمر محمد الأمين المنتدى : المنتدى العام
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-25-2017 الساعة : 02:38 PM

طلاب دارفور بين عنصرية البشير وصوفية الياقوت--- صلاح شعيب



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

بلغ الألم مداه حين تابع قطاع عريض من السودانيين ما تعرض له أبناء دارفور من معاملة عنصرية بغيضة من النظام الحاكم. إذ منعهم من دخول الخرطوم ليتلذذ رجالاته بالوضع البائس الذي وجد فيه الطلاب أنفسهم تحت رحمة أحد شيوخ الصوفية الكرام. وقد هز هذا الحدث الذي أخذ بعد الأزمة الإنسانية كل صاحب ضمير حي في بلادنا المنكوبة، وجاد كل الوطنيين بما لديه من تقديم وجبات، ومساعدة حلول ممكنة، وكلمات تضامن. وسرنا أن السودان الاجتماعي ما يزال بخير وفير، ويحفز على مستقبل أفضل لنسيجنا القومي الذي استهدف لصالح مشروع رأسمالي طفيلي ليس إلا.
فقد كان الشيخ الياقوت عند حسن الظن به رجلا مسؤولا يبين عند الملمات، والكرب، كما هو شأن مشائخ بذلوا جهدا لسودنة التدين. حركته صوفيته، مع مجتمعه الصغير، للقيام بواجب هو من صميم عمل أي حكومة محترمة، بمنظماتها الاجتماعية الفرعية. وهكذا تثبت الأيام للسودانيين الفرق بين إسلام الصوفية وأخلاقها، وإسلام الإخوان المسلمين. ولذلك لا غرو أن تواجه الصوفية السودانية في زمن الإنقاذ استهدافا محموما لتمزيقها، أو ابتزازها، أو احتوائها. وفي حال فشل كل هذا الاستهداف يسعى قادة النظام إلى تعاونه السري مع الجماعات الدينية المتشددة للهجوم النظامي على كل الطرق الصوفية التى تربى آباؤهم وأجدادهم عليها.
وقد شاهدنا كيف أن النظام يسكت عن حرق القباب، ويتيح المجال لمتديني الوهابية للإساءة لرموزنا المتصوفة. وكثرت شكاوى الصوفيين من سخرية المتطرفين بمشائخهم، والإزراء بنظراتهم الدينية، وتحطيم زواياهم، ونبش وحرق قبورهم، ولكن لا حياة لمن تنادي. فالنظام يسعد بتعاركات المكونات السودانية بعضها بعضا، ما دامت لا تمس وجوده، وما برح الضحايا ليس هم ضحايا المشروع الحضاري. كل هذا ليس بغريب على فئة خطفت الإسلام لتحارب به المسلمين السودانيين الذين يعوقون مشروعها الأممي، والذي يخدم أصحاب مشاريع مماثلة في العالم أكثر من وفائه لمشروع الصوفية الممتد لخمسة قرون في البلاد. وهو المشروع الذي صنع السودان الحديث، وحافظ على تنمية نسيجه الاجتماعي. والسؤال هو أين مشروع الإسلام السياسي، وتطرف الوهابيين، من هذا التاريخ المشرف الذي ساهمت فيه الصوفية؟ وهل ملك الإخوان المسلمون إنجازا في تحقيق الوحدة الوطنية التي ساهم فيها الإسلام الصوفي بشكل مباشر، وغير مباشر، خلاف فصل الجنوب، والسعي المحموم لتجزئة السودان؟
ولئن تجاهلت منظومات الاسلاميين (الخيرية) وضع طلاب دارفور فقد تولى الشيخ الياقوت، وقبيلته، وأهله، بما يملكون في بيئتهم الفقيرة، مسؤولية ضيافة هؤلاء الطلبة المنهكين والجوعى. ولعل الياقوت فعل هذا الصنيع، وهو مدرك أن هذا لن يرضي النظام. ولكنها هي صوفيته السودانية التي تربى، ونشأ، عليها ليبعث إلى أهل الحكم، والسودان قاطبة، رسالة شيخ شجاع مفادها أن هؤلاء أبنائه، وبناته، وضيوفه، وأنه لو لم تحركه إنسانيته لحركته قيمه الدينية.
على النقيض من ذلك كانت نخبة الخرطوم الإسلامية تتلذذ بمنظر الطلبة العزل، ولا تخشى من شئ إلا من دخولهم الخرطوم، مخافة أن يطيحوا بعرش الظلم، والبهتان، والجبايات. ولذلك حجزوهم هناك، وهم يتضاحكون في صوالينهم، ويستمتعون بالمعاناة التي يعايشها الطلاب. بل لاحقوهم في الخلاء الفسيح، والمدن، ليمنعوا عنهم الطعام الذي جاد به ذوو القلوب الرحيمة. وما إن صمتوا كلهم خرج علينا الطيب مصطفى ليستثمر عنصريته في هذا المولد، وليبني في احتياط حركته الاسلاموية الذي يتمثل في دولة صغيرة مثل قطر، إذا لم يكن هناك بد من إخضاع كل البلاد بالقهر، والجبروت، والابتزاز. ولما لعب صاحب الانتباهة دورا في فصل الجنوب شمر الساعد، وهكذا جاء غثاؤه ليكون الدور على دارفور، وبقية مناطق النزاع التي ظلت ثيمة أساسية في مقالاته التي تشيطن سياسييها، وطلابها، وقبائلها، ونخبها.
إن الشيخ الياقوت لم يترب دينيا بالخداع، والمكر، والجبن، حتى يترك ضيوفه من البنين والبنات ليكونوا نهبا لقفر العراء. وإنما حركته قيمه الدينية الزاهدة لإغاثة بني وطنه الذين توطنت العنصرية ضدهم منذ حين حتى كادوا يكفروا بالوطن. ولكن الطيب مصطفى وزملاءه لا يعرفون إلا المكر، والكذب، ولوي الحقائق، وتشويهها، للمحافظة على نظامهم الخرب الذي انبنى على قاعدة الخداع، والتزوير، واستحلاب رصيد الدولة المالي.
إن الذي حدث لطلاب دارفور في بخت الرضا يمثل جزءً من سياسة مدروسة لشحن كل الدارفوريين بالضيم المتواصل ليتجوهر الصراع في البلاد على ذيول عرقية، وحتى لا يبقى هناك أي مجال لوجود معارضة حقيقية تستند على أسس قومية، على أن يُغذى مجموع الوسط النيلي بالكراهية ضد أهل دارفور. ذلك رغم أن النظام يعتمد على الانتهازيين منهم للحفاظ على وجوده. ومن ناحية أخرى يهدف النظام بصنائعه العنصرية إلى شحن أهل دارفور بالكراهية ضد مكون الوسط النيلي حتى يقعوا في فخ مواجهة كل ما ينتمي للشمال، بينما يجلس قادة النظام هناك في مأمن، وهناك في وسائط التواصل الاجتماعي تحترب نخب دارفور ونخب الوسط النيلي. وبذلك تضعف مكونات المعارضة شيئا فشيئا، وتحترب إعلاميا بينها، ويفتك الصراع الإعلامي بين أبناء البحر وأبناء الغرب بإمكانية تحميل الحركة الإسلامية مسؤولية ما يجري في البلاد.
وللأسف انشغلت بعض مواقع الإنترنت، والقروبات، بسجالات شرسة وسط المعارضين الممثلين لمناطق النزاع، وزملائهم من الوسط النيلي. ورأينا كيف أن هذه الحوارات تبدأ بصورة موضوعية ثم ما تلبث أن تشهد عنفا لفظيا، وشتائم، وتخوين، واتهامات غليظة، تعمق في صدع المعارضة. ونحن ندرك بالطبع أن هناك خلافات جوهرية وسط المشاريع الفكرية للمعارضة حول بعض القضايا المتصلة بتحليل الصراع السوداني. وهذا أمر طبيعي بالنظر إلى اختلاف مشارب النخب السودانية، ورؤاها، ومرجعياتها. بل إن هذه الخلافات ملحوظة في بنية التنظيم الواحد، والتي تحدث داخله العديد من محفزات الشقاق بسبب تنازع الأساليب التنظيمية، والفكرية، والأولويات، وأحيانا حتى الخلافات ذات الطابع الشخصي تُقنن بالحجج، وتبين بأنها تهدف لإصلاح التنظيم. ولكن نعتقد أن الحوار الموضوعي المثمر بين مكونات المعارضة حول تحليل الظاهرة السودانية ينبغي له أن يستمر، على ألا يكون سببا للتصادم الجغرافي بين هذه النخبة أو تلك، حتى لا يصب ذلك في إستراتيجية النظام الساعية إلى حسم الصراع بناء على الخطوط العرقية، أو الجهوية.
إن عنصرية نظام الخرطوم المتمثلة ضد طلاب دارفور، ومناطق أخرى، يجب ألا تثنينا عن البحث عن سبل أفضل لإسقاط النظام، وخلق سودان جديد يستجيب لتطلعات أهله، ويعالج كل المظالم الجغرافية، والجيلية، والجندرية. فضلا عن ذلك فإن الذين يتظلمون من هذه العنصرية يجب ألا تصيب أعينهم غشاوة دون النظر إلى الصراع السوداني من خلال كوة معرفية حتى تتبين لهم المعضلات الكبيرة المتعلقة ببناء دولة من العالم الثالث. فحل مشكلة العنصرية يمكن الوصول إلى تسوية بشأنها كما اعترف الشمال بحق الجنوب ضمن اتفاقية نيفاشا. وربما لاحظنا في بنود اتفاقات الحكومة مع حركات دارفور، والشرق، بعض الاعتراف بوجود نظرة عرقية حرمت نخب الإقليمين من عدالة التوظيف في دواوين الحكومة.
ولكن المشاكل الكبرى المتعلقة بدستور الدولة، وهويتها الدينية والثقافية، ونظامها الإداري والاقتصادي والتربوي، وعدالتها التنموية، هي المحك الأصعب عند التعامل معها لإيجاد الحلول. وربما لو ركزت الدولة السودانية عبر تاريخها لضبط هذه السياقات المتعلقة بالحكم لما وجدت العنصرية، أو التهميش، مجالا للظهور.
لا سبيل لطلاب دارفور جميعا إلا الاعتبار من حركة الإسلام السياسي التي انضم إليها بعضهم بحسن نية، ولكنها كشفت لهم عن نهجها العنصري البغيض بعشرات الأمثلة. وثقتنا كبيرة في كل أبناء وبنات دارفور في أنهم قادرون على مقاومة الظروف القاهرة التي يواجهونها في الجامعات السودانية، وأن تكون العراقيل الحكومية الممنهجة تحديا ملهما أمامهم للسير في درب التعليم بالصبر حتى يصلوا نهايته، وأن يراهنوا على المستقبل الذي سيصنعوا أعمدته مع زملائهم الآخرين من مختلف مناطق السودان.
إن هناك طريقا واحدا لإعادة بناء السودان وفق أسس جديدة تعيد هيكلته للحفاظ عليه. وهذا الطريق يتطلب تضامن أبناء السودان من الطلاب بعضهم بعضا في كل جامعات السودان لمقاومة التفريق وسطهم، وذلك بوصفهم رأس الرمح في التغيير. وهذا ينطبق أيضا على كل أبناء السودان الناشطين في حقل المعارضة. فما وجده أبناء دارفور من تضامن زملائهم في الجامعات الأخرى، وكذلك تضامن كل فئات المجتمع المعارض في ظروف هي نفسها تعاني القمع يجب أن يحملهم للثبات على مواقفهم الطليعية لمنازلة النظام، والإصرار على المساهمة في بناء وطن يسعى الجميع دون فرز طبقي، أو عرقي، أو ديني، أو جهوي.

[email protected]



عمر محمد الأمين
:: عضو نشـــط ::
رقم العضوية : 3
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 3,281
بمعدل : 0.65 يوميا

عمر محمد الأمين غير متواجد حالياً عرض البوم صور عمر محمد الأمين



  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : عمر محمد الأمين المنتدى : المنتدى العام
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-29-2017 الساعة : 01:56 PM

بقلم: أبوبكر القاضي
[email protected]
++++++
** الشيخ / الياقوت.. غسل قلوب السودانيين جميعا بالماء والثلج والبرد، صافية لبن !!
لقد أنعم المولى علي الشيخ الياقوت بمقام (ورفعنا لك ذكرك ) : لقد رفع المولى عز وجل أهالي قرية الشيخ الياقوت إلى (مقام / ورفعنا لك ذكرك)، ويخطئ من يظن ان هذا المقام خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم وحده، و دون غيره من البشر، و الفهم الصحيح هو أن هذا المقام (ورفعنا لك ذكرك)، ليس نقطة، وإنما مساحة هرمية لها قاعدة، وقمة، ففي قمة هرم هذا المقام يوجد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأهل قرية الشيخ الياقوت جميعا أكرمهم الله بهذا المقام الرفيع، (لكل مقامه)، وعلى رأسهم شيخهم الصالح/ سليل الصالحين/ الشيخ/ (الياقوت) .
(بشان نسب الشيخ الياقوت، وترجمة أنساب آبائه وأجداده الصالحين، و أساتذتهم، أحيل على المقال الضافي إعداد الأستاذ/ عزالدين علي عمر، علي الشبكة العنكبوتية بعنوان (الشيخ الياقوت /الطريقة السمانية القريبية الحسنية)، ففي هذا المقال تعريف وافي بالشيخ / الياقوت) .
واقعة أن المولى عز وجل قد رفع أهل قرية (الشيخ الياقوت) إلى هذا المقام الرفيع، ثابتة، ومشاهدة بالعين المجردة، (من في السودان لم يسمع بقرية الشيخ الياقوت، وكرم أهلها؟). لقد تناقلت أجهزة الإعلام المشاهدة، والمسموعة والمقروءة، ومواقع التواصل الاجتماعي (وهي أقوى وأخطر مليون مرة من قناة الجزيرة والعربية، و بي بي سي، و قناة فوكس .. الخ .)، تناقلت بالصوت والصورة، مشاهد اهالي قرية الشيخ الياقوت وهم يقدمون الايواء ، و الطعام ، والمواساة لعدد (١٢٠٠) من طلاب دارفور بجامعة بخت الرضا الذين تقدموا باستقالات جماعية من الجامعة احتجاجا علي المعاملة العنصرية لبعض أبناء دارفور من قبل إدارة الجامعة .
الشيخ الياقوت وتلاميذه يعبرون عن (دين الشعب) و قيم (الشعب السوداني) :
لقد استقبل الشيخ الياقوت و تلاميذه عدد (١٢٠٠) من طلاب دارفور المستقيلين جماعيا من جامعة بخت الرضا، برحابة صدر، وأغدقوا عليهم من فيض كرمهم، بصورة عفوية، بلا تكلف أو صناعة، باختصار، لقد رأى طلاب دارفور (محروقين الحشا)، الذين أحسوا بالظلم، و الذلة، والمسكنة في بلدهم/ السودان، (من قبل حزب المؤتمر الوطني) وأعوانه، رأى طلاب دارفور عند الشيخ الياقوت وتلاميذه وجه السودان الحقيقي، و(دين أهل السودان)،، و(قيم أهل السودان) .. بصراحة الشيخ الياقوت وتلاميذه أعادوا لطلاب دارفور(المقهورين) من إدارة جامعة بخت الرضا، و المعاملة الوقحة اللاإنسانية من الأجهزة الأمنية (أعادوا لهم السودان نفسه) بعد أن أصابهم القنوط .
الشيخ الياقوت (غسل قلوب السودانيين جميعا) بالماء والثلج والبرد، صافية لبن !!
صحيح .. بدأت المشكلة (إدارية)، بين إدارة جامعة بخت الرضا، وطلاب دارفور المفصولين (ظلما وجورا)، ولكن بمجرد أن تضامن عدد (١٢٠٠) من طلاب دارفور مع زملائهم المفصولين، في شكل (استقالات جماعية)، فقد خرجت القضية من طابعها الإداري المحلي، وتحولت إلى قضية (رأي عام) تخص الشعب السوداني كله، وليست قاصرة على إقليم دارفور، لأنها أصبحت (تهدد الوحدة الوطنية). المسؤول الأول هو نظام المؤتمر الوطني، والوالي عبد الحميد موسى كاشا / الوالي شخصيا، باعتباره المسؤول السياسي الأول في الولاية، ورئيس أمن الولاية.
لقد استاء السودانيون في مشارق الأرض ومغاربها من ممارسات الدولة السودانية حيال أبناء دارفور، ومصدر الغضب والقرف هو أنهم يشاهدون الحكومة السودانية تصنع الكراهية لدى الطبقة المتعلمة من أبناء دارفور، وتعيد انتاج المعاملة الوقحة للجنوبيين مما حال تماما دون الوحدة الجاذبة، و دفع الجنوبيين للتصويت بنسبة ٩٩٪‏ للانفصال.
الشيخ الياقوت وتلاميذه (بمعاملتهم الإنسانية الراقية، وكرمهم النبيل، و طيبة نفوسهم) كانوا بارقة الأمل، والبلسم الشافي لكل السودانيين، في مشارق الأرض ومغاربها، لان ( الشيخ الياقوت وتلاميذه) قد قدموا لطلاب دارفور الوجه الحقيقي للسودان، فأدرك طلاب دارفور بفطنتهم أن (نموذج الشيخ الياقوت وحيرانه هو الذي يعبر عن أخلاق وقيم أهل السودان، ، و أن جرائم المؤتمر الوطني وممارساته العنصرية، من إبادة جماعية، وتطهير عرقي، و إذلال لأبناء دارفور، لا تعبر أبدا .. أبدا .. عن الشعب السوداني.
أقول لسيدي / الشيخ (الياقوت): (ينصر دينك). (كفيت، ووفيت)، مثلت (السادة / السمانية في كل مكان، لي عند الشيخ / عبدالقادر الجيلاني)، و مثلت قيم التصوف، وأدب التصوف (دين الشيخ الياقوت .. ولا بلاش). معاملتكم الكريمة لطلاب دارفور المقهورين أثلجت صدور كل السودانيين في مشارق الأرض ومغاربها، (غسلت قلوب السودانيين جميعا بالماء والثلج والبرد)، كشفت الوجه الآخر من تجار الدين، و طمنت الشعب السوداني بان دينه محفوظ، و قيمة الجميلة باقية راسخه، ووحدته مصونة بكم (يا أوتاد الارض) .
+++++
أبوبكر القاضي
رئيس المؤتمر العام لحركة العدل والمساواة السودانية
مستشار رئيس الحركة للشؤون العدلية وحقوق الانسان
كاردف / ويلز / المملكة المتحدة .
٢٨/اغسطس/٢٠١٧
[email protected]




عمر محمد الأمين
:: عضو نشـــط ::
رقم العضوية : 3
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 3,281
بمعدل : 0.65 يوميا

عمر محمد الأمين غير متواجد حالياً عرض البوم صور عمر محمد الأمين



  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : عمر محمد الأمين المنتدى : المنتدى العام
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-30-2017 الساعة : 01:30 PM

حلة الشيخ…. وكان السودان فرساً من الياقوت
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التغيير :قرشي عوض
في تلك الليلة من شهر يوليو الجاري قفزت قرية الشيخ الياقوت ولمدة أسبوع كامل إلى صدارة المشهد الإعلامي في السودان وذلك حينما توجه 1200 طلاب دارفور من جامعة بخت الرضا سيراً على اقدامهم من مدينة الدويم قاصدين عاصمة بلادهم بعد ان تقدموا جميعا باستقالاتهم رفضاً “لانتهاكات عنصرية” مارستها ضدهم إدارة الجامعة، إلا أن قوات الأمن حاصرتهم ومنعتهم من التوجه الى الخرطوم خشية التداعيات السياسية فكانت قرية الشيخ الياقوت الواقعة جنوب منطقة جبل الاولياء على موعد مع الحدث.
حفاوة الاستقبال لهؤلاء الطلاب الذين تقطعت بهم السبل أثلجت صدور كل اهل السودان وجعلت البعض يفغرون افواههم من الدهشة، كانت من تصاريف الحياة اليومية في المسيد منذ مئات السنين. والذي ظل يستقبل دارسي القران وعلومه من كل انحاء السودان . او بمعنى اخر ان القادمين كانوا في الحقيقة قد نزلوا في ضيافة اخوانهم من ذات الإقليم في المدرسة القرآنية التي تحتضن اكثر من 80 منهم!
وهكذا وفي وقت يحسبه كثيرون اللحظات الاخيرة من عمر السودان الموحد، هاهي البلاد تستجمع كل امكانياتها من اجل ان تبقى كما كانت ، واستحالت فرساً من الياقوت!
وعرف الذين صدمتهم عبارات التفرقة العنصرية الحمقاء ان كل من يحمل الاسم المشار اليه في عموم غرب السودان قد ناله لانه قد درس في هذه المؤسسة العريقة ، فكانت فرصة (ياقوتية) لرؤية وجوههم من جديد في مرآة السودان الواحد ، ماقد كان وما سيكون.
يقول إمام الشيخ ،ان محمد الياقوت مالك الشيخ الامام ينحدر من الخزرج، وينتهي نسبه الى سيدنا ابي بن كعب الصحابي الجليل . وقد ولد بروضة والده سيدي الشيخ محمد، جنوب جبل اولياء. وحفظ القران وتلقى العلوم الشرعية هناك. وقد الت اليه الخلافة وهو في الثامنة عشر من عمره. و الان يدير مؤسسة تربوية كبرى تعنى بالتصوف. هى الطريقة السمانية الخلواتية فرع سيدي الشيخ الامام . ويعتبر من اعظم المرشدين والدالين على الله في هذا الوقت بشهادة الكثيرين . هو الان مقيم في مسيده ويقوم برعاية الطلاب الذين يصل عددهم الى المئات. وينزلون عنده بصورة دائمة. ويشملهم بعطفه وانسانيته.
كما يتكفل بسكنهم واعاشتهم دون اي اعانة من اي جهة خاصة او حكومية . فضلاً عن ايوائه لكثير من الزوار والاحباب والمحتاجين وغيرهم من المرضى واصحاب الحاجات. وله اسهامات كبيرة في المجتمع الصغير والكبير وعلى يديه تحل كثير من المشكلات . وماعليه من مسؤليات جسام فهو صاحب مكتبة شخصية كبيرة يفوق مجموع كتبها 10 الف عنوان . وقد قام بتأليف بعض الكتب بعضها طبع والاخر تحت الطبع.
رجل بهذا التعدد في الاهتمامات وسعة الافق وكثرة المعرفة ، كان لابد ان يجتذب مختلف السودنيين من عدة مشارب ، فمن مريديه سياسيون ومفكرون وفنانون .
الفنان التشكيلي المعروف والمصور الفوتوغرافي الكبير عصام عبد الحفيظ يقول عن صلته بالمسيد والشيخ انه حين يزوره يستقبله هاشاً وتفيض المحبة في من حوله . وعن رواد المسيد يضيف عصام (اراهم حيراناً ومريدين ، كلهم سواسية عنده. وهو مقيم وقيم على الكل . المكان صغير وكبير في نفس الوقت ، اذ به بيت الدين والصلاح والمحبة. وكلما كنت بعيداً عنهم اراهم حولي بلا خرافة ، بل صلاح ووجد مجيد يستظل بالقران بكل اركانه وبدين الخلوة الذي تربينا عليه لادينهم(في إشارة إلى النسخة الاخوانية من الدين) ولايكون الا سوداننا الذي سمانا واوجدنا بحبنا له ) وعن تلك اللحظة التاريخية الحاسمة التي دفعت بتلك القرية الصغيرة الوادعة على ضفة النيل الابيض الشرقية الى صدارة الاحداث خلال اسبوع كامل في النصف الثاني من هذا الشهر، يقف عصام برهبة الفنان امام تلك اللحظة ويدعو للمسيد واهله بالبركة في مسيره ومصيره قائلاً ( كانوا السودان حينما غاب السودانيون من اصلهم وسودانيتهم ).
فشلت مساعي الوساطة لحل الأزمة وارجاع الطلاب إلى جامعتهم وأخيرا سمحت السلطات للباصات السفرية بنقلهم إلى دارفور لا إلى الخرطوم! ذهبوا إلى هناك بذاكرة مشحونة بالمرارات وربما كانت الذكرى الجميلة الوحيدة في أزمتهم هي ما فعله الشيخ الياقوت ووقفات التضامن الأخرى من القوى السياسية والمدنية فاختتم آخر بيان لتجمع روابط دارفور بتثمين كل ذلك إذ ورد فيه ” شعبنا السخي :
اننا في هذا الظرف التاريخي نحيى موقف الفعاليات المدنية والشعبية والسياسية وشكرنا وتقديرنا موصول لسماحة الشيخ الياقوت وأبنائه ومريديه الذين قاسمونا الهم وقدموا لنا الغالي والنفيس.”
فعل الشيخ ماعجز عنه الاصحاء وهو مريض، ولذلك لم نجد اي طريقة للاتصال به ، لانه قد ذهب مستشفياً الى القاهرة تاركاً خلفه كل افئدة اهل السودان تدعو له بالشفاء، وانشودة تمشي بين الناس، مثل رائعة الشيخ البرعي عن مصر المؤمنة باهل الله .


إضافة رد


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 09:53 PM بتوقيت مسقط

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
الاتصال بنا شبكة ومنتديات وادي شعير الأرشيف ستايل من تصميم ابو راشد مشرف عام منتديات المودة www.mwadah.com لعرض معلومات الموقع في أليكسا الأعلى