.::||[ آخر المشاركات ]||::.
كتب صديق عبد الهادي: بعض قضايا... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 10164 ]       »     تنعي منتديات وادي شعير المغفور... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 8973 ]       »     بمزيد من الحزن والأسى تنعى منت... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 4279 ]       »     تنعي منتديات وادي شعير المغفور... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 3966 ]       »     كتب صديق عبد الهادي: وما الذي ... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 12860 ]       »     من الواتساب: أقوال منسوبة للشي... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 4962 ]       »     تنعي منتديات وادي شعير المغفور... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 4447 ]       »     الراكوبة: لجنة للتحقيق في بيع ... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 2 - عدد المشاهدات : 9408 ]       »     الراكوبة: تكوين لجنة تمهيدية ل... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 6933 ]       »     الراكوبة: محافظ مشروع الجزيرة ... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 2 - عدد المشاهدات : 8774 ]       »    



الإهداءات

العودة   منتديات وادي شعير الأقسام العامة منتدى السياسة والفكر والأدب

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

عمر محمد الأمين
:: عضو نشـــط ::
رقم العضوية : 3
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 3,281
بمعدل : 0.65 يوميا

عمر محمد الأمين غير متواجد حالياً عرض البوم صور عمر محمد الأمين



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتدى السياسة والفكر والأدب
افتراضي أنواع التفكير والحالة السودانية الحلقة الخامسة عشرة (15) --- د. عبد المنعم عبد الباقي
قديم بتاريخ : 03-30-2019 الساعة : 09:47 AM

أنواع التفكير والحالة السودانية الحلقة الخامسة عشرة (15)

منشورات حزب الحكمة:
أنواع التفكير والحالة السودانية الحلقة الخامسة عشرة (15)
د. عبد المنعم عبد الباقي على
[email protected]
++++
بسم الله الرحمن الرحيم
بالرغم من تجديد الإمام المهدي لثوب الفقه في زمانه ولكن تجديده كان تجديد المقلّد للسنّة بترك الشوائب والتمسّك بالثوابت، وهذا التجديد اعتمد على التفكير التذكّري كما سبق ونوّهنا إذ أنَّه حاول إعادة تجربة الإسلام الأولى بحذافيرها ابتداءً من الوحي في الغار حتى فتح الخرطوم، وبذلك لم يعتمد على التفكير التأملي لدراسة وفهم الواقع وبالتالي وضع الخطط الاستراتيجية متوسطة وطويلة الأجل. وقد كان لشخصيته المقاتلة منذ صغره التأثير لاختياره القتال عند المواجهة على تولية الأدبار عندما هُدِّد وهو ما يدلّ على ثبات إيمانه بعقيدته، ولم يكن للتفكير الترددي مكان عنده ولذلك قلّت مساحة التفكير التأملي عندما جاء وقت المواجهة وغلب التفكير الانفعالي.
أدّت هذه النزعة الحركية عند الإمام المهدي لاستعجال النتائج ذات الأهداف القريبة والارتكاز على الأشياء الغيبية في جلب النصر وتأليف القلوب من دون التركيز على الأتباع تعليماً وتربية. فقد كانت الحماسة المرتبطة بشخص الإمام المهدي، والغضب على ممارسات الأتراك من المحركات الأساسية للولاء والقتال، بينما كان من أتباعه من لا يعرف أبسط أبجديات الإسلام، ولم يكن ذلك من أولوياته في تلك المرحلة، ولذا فقد قلّ العلماء من بعده وهم المشاعل حين تموت مشاعل الثورة في أيدي العامّة.
بينما نجد أنّ الإمام حسن البنا رحمه الله، والذي كان صوفياً أيضاً، اتّخذ أسلوباً في دعوته يرتكز على التفكير التأملي الممسك بخيوط الواقع لبناء جماعته فكتب في مذكراته: "وقد كان هدفي في هذه الفترة دراسة الناس والأوضاع، دراسة دقيقة ومعرفة عوامل التأثير في هذا المجتمع الجديد"، وأيضاً بأسلوب المتأمل في السيرة النبوية والتاريخ مستخدماً التفكير التذكّري: "قلت: "العلم والتنظيم والرقابة، وتربيتهم على سيرة سلفنا الصالح، وتاريخ أبطالنا المجاهدين".
وتمعّن في كلامه عن السبيل للنهوض بالأمّة المسلمة الذي يؤلّف، في رأيه، بين القوة العلمية ممثلة في الأزهر، والقوة الروحية ممثلة في الطرق الصوفية، والقوة العملية ممثلة في الجماعات الإسلامية: "ولو أراد الله والتقت قوة الأزهر العلمية بقوة الطرق (الصوفية) الروحية، بقوة الجماعات الإسلامية العملية، لكانت أمة لا نظير لها: تُوجِّه ولا تتوجَّه، وتقود ولا تنقاد، وتؤثر في غيرها ولا يؤثر شيء فيها، وترشد هذا المجتمع الضال إلى سواء السبيل."
ويظهر جليّاً تفكيره الانشقاقي في وصفه للمجتمع بالضال، وعندما نقول التفكير الانشقاقي فإنَّنا نعني التفكير الذي يشقّ الأشياء إلى كتلتين متمايزتين قد تكونا متساويتين أو غير متساويتين في الحجم أو القيمة. فمثلاً حجم جماعته أقل مقارنة مع الجماعة الأخرى ولكنَّها أكبر قيمة منها.
وهذا تعميم مُخلّ يزكّي به المرء نفسه، ويرفع مكانتها بدون وجه حق يبني رأيه على افتراض وليس على حقيقة، وافتراضه هو أنَّه المهتدي والآخر الضال، وكذلك فكون الإمام المهدي سمّي نفسه المهدي فذلك يعني أنَّ الآخرين ضالين وواجبه أن يهديهم إلى السبيل القويم.
الشيخ محمد بن عبد الوهاب، أو الإمام المهدي، أو الإمام حسن البنا، أو الأستاذ سيد قطب أو الدكتور حسن الترابي اعتقدوا أنَّهم الممثلين الوحيدين للرسول صلى الله عليه وسلم وللإسلام "الصحيح"، فتأمّل ما خطّه الأستاذ سيد قطب وهو يقصد أن يظهر التواضع فإذا هو الكبرياء نفسها:
"حين نعتزل الناس، لأنّنا نحس أننا أطهر منهم روحاً، أو أطيب منهم قلباً، أو أرحب منهم نفساً، أو أذكى منهم عقلاً، لا نكون قد صنعنا شيئاً كبيراً، اخترنا لأنفسنا أيسر السبل، وأقلها مؤونة. إن العظمة الحقيقية أن نخالط هؤلاء الناس، مُشْبَعين بروح السماحة، والعطف على ضعفهم ونقصهم وخطئهم، وروح الرغبة الحقيقية في تطهيرهم وتثقيفهم، ورفعهم إلى مستوانا بقدر ما نستطيع، إنه ليس معنى هذا أن نتخلى عن آفاقنا العليا، ومثلنا السامية، أو أن نتملق هؤلاء الناس، ونثني على رذائلهم، أو أن نشعرهم أننا أعلى منهم أفقاً، إن التوفيق بين هذه المتناقضات، وسعة الصدر لما يتطلبه هذا التوفيق من جهد هو العظمة الحقيقية".
ولا يخفي علينا أنّ كلّ قائد جماعة مسلمة في القرون الثلاثة السابقة ادّعى صلة خاصة بالله سبحانه وتعالى أو بالرسول وأنّ السبيل إلى ملكوت الله لا يتمّ إلا من خلال الإيمان به والتسليم له. فهو كان ادّعاء الإمام المهدي وكان ادّعاء مؤسس الطريقة الختمية محمد عثمان الميرغني الذي قال إن الله كلّمه وقال له: "أنت تذكرة لعبادي ومن أراد الوصول إليَّ فليتخذك سبيلا وأن من أحبك وتعلق بك هو الذي خلد في رحمتي، ومن أبغضك وتباعد عنك فهو الظالم المعدود له العذاب الأليم"، بل وزعم أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال له:
"مَن صحبك ثلاثة أيام لا يموت إلا ولياً وأن من قبّل جبهتك كأنما قبّل جبهتي ومن قبّل جبهتي دخل الجنة ومن رآني أو رأى من رآني إلى خمس لم تمسه النار".
أو ادّعى الداعية أنَّه قائد الفرقة الناجية والممثل الأوحد للإسلام الصحيح، مثل الشيخ محمد بن عبد الوهاب أو الإمام حسن البنا.
وقد كان رأي الإمام حسن البنا في الطرق الصوفية توافقياً وموجباً، بل ويعتبر نفسه أحد تلاميذها المخلصين ولكن الأستاذ سيد قطب ومن بعده الدكتور الترابي كان لهما رأي آخر.
فقد شنّع الدكتور الترابي بجماعات التصوّف وهو من سلالتهم وحطّ من شأنهم مغفلاً الدور الاجتماعي والسياسي الكبير الذي قاموا به تجاه المجتمع وقد خلط بين أهل التصوف المتجردين للدعوة ونفع الناس وبين جماعات التصوف الحديثة التي صارت السلطة الحقيقية دينياً وتنفيذيَّاً مثل عائلة المهدي أو عائلة الميرغني.
فهناك فرق جذري بين شيخ الطريقة الذي لا يطلب السلطة وبين الذي يطلبها فالمعايير مختلفة والأهداف مختلفة والأدوات مختلفة فقبل ظهور الإمام المهدي كان شيوخ المتصوفة يعتزلون السلاطين ولا يدفعون بأبنائهم ليسودوا الناس، وكانوا يُعطون ولا يأخذون بل كانوا الجدار المنيع الذي يحمي الناس من تغوّل السلطان وجاء زمن الإمام المهدي فصار الفقيه هو السلطان وهو نموذج شيعي وإن كان مستتراً في السودان لربما تخفّى بعد سقوط الدولة الفاطمية.
هذا النمط في تفكير الإمام حسن البنا كان نتيجة لاستقلاليته وثقته بنفسه، وأيضاً لطبعه الهادئ وإن كان شديداً في الحق بلا غلظة، وهو لم يكن ضحية يتمٍ أو جفاف عاطفي. فعندما ألقى عليه زميله صبغة اليود حسداً أصرّت أمّه على الانتقال من المحمودية إلى القاهرة لتكون بجواره، ولم يمنعه أبوه من الرجوع للقرية في إجازة السنة ليكون قريباً من صديقه.
وها هو يصف بتأمل رأيه في التمسّك بآداب التصوّف وتفضيل العلم والقراءة مع الاعتراض على أهل البدع بل ويصف استقلالية التفكير: "وبالرغم من اشتغالنا الكامل بالعبادة والذكر واستغراقنا في الطريق بأورادها ووظائفها وأحفالها، إلا أننا كنا دائما نتعشق العلم والقراءة، وننفر من كل ما يتنافى مع ظاهر الدين وأحكامه، وننكر على- كثير من المنتسبين للطرق خروجهم على تعاليم الإسلام. فكنا مريدين أحراراً في تفكيرنا وإن كنا مخلصين كل الإخلاص في تقديرنا للعبادة والذكر وآداب السلوك".
هذا المنهج هو تماماً منهج الإمام المهدي الذي أنهك جسده في العبادة ولكنَّه أيضاً التهم كتب شيوخه وعاب عليهم الخروج عن سلوك الإسلام في مسائل الزهد مثلاً. وهو منهج الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي خرج من بغداد مغاضباً لما رآه من البدع وانتشار الفلسفة.
وقد كان أسلوب الإمام حسن البنا تربوياً عملياً طويل النفس خلاف أسلوب الإمام المهدي الذي كان ثوريَّاً منفعلاً قصير النفس يعتمد على كثرة التابعين لتحرير السودان، وكذلك كان منهج الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي استعان بآل سعود لنصرته وتحقيق دعوته بقوّة السلاح ولكنّه بذل وقته أيضاً لتعليم أتباعه. فمنهج الإمام المهدي والشيخ محمد بن عبد الوهاب يقومان على أساس القوة الخشنة للتغيير ويطلبان بيعة مطلقة من التابعين، بينما منهج الإمام حسن البنا اعتمد على القوة الناعمة حتى يشتد ساعده ومن ثمّ اللجوء للقوة الخشنة إذا استلزم الأمر. ولنعرف الفرق بين المنهجين تأمل منهج الإمام حسن البنا في التغيير كما وصفه:
"كان المجتمعون حديثي عهد بالتعبد، أو بعبارة أدق كان معظمهم كذلك، فسلك بهم المدرس (يقصد نفسه) مسلكاً عملياً بحتاً. إنه لم يعمل إلى العبارات يلقيها، أو إلى الأحكام المجردة يرددها ولكن أخذهم إلى (الحنفيات) تواً، وصفّهم صفاً ووقف فيهم موقف المرشد إلى الأعمال عملا عملاً، حتى أتموا وضوءهم، ثم دعا غيرهم، ثم غيرهم، وهكذا أصبح الجميع يتقنون الوضوء عملاً، ثم أفاض معهم في فضائل الوضوء الروحية والبدنية والدنيوية، وشوقهم فيما ورد في مثوبته من الأحاديث عن النبي (ص) من مثل قوله عليه الصلاة والسلام: “ من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره” وقوله (ص): “ ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء، ويصلى ركعتين، يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة” يثير ذلك شوقهم ويرغبهم فيما ندبهم الله له.
ثم ينتقل بهم بعد ذلك إلى الصلاة شارحا أعمالها، مطالبا إياهم بأدائها عملياً أمامه، ذاكرا ما ورد في فضلها، مخوفا من تركها، وهو في أثناء ذلك كله يستظهر معهم الفاتحة، واحداً واحداً، ويصحح لهم ما يحفظون من قصار السور، سورة سورة مقتصراً في حديثه إياهم على الكيفيات المشربة بالترغيب والترهيب، لا يحاول أن يفرع المسائل، أو يلجأ إلى المصطلحات الغامضة، حتى رقت للأحكام قلوبهم ووضحت في أذهانهم، ولم تعد هذه الناحية الفقهية البحتة تبدو خشنة جافة".
ويقول في المؤتمر الخامس:
" إن الإخوان المسلمين سيستخدمون القوة العملية حيث لا يجدي غيرها، وحيث يثقون أنهم قد استكملوا عدة الإيمان والوحدة، وهم حين يستخدمون هذه القوة سيكونون شرفاء صرحاء وسينذرون أولاً، وينتظرون بعد ذلك ثم يقدمون في كرامة وعزة، ويحتملون كل نتائج موقفهم هذا بكل رضاء وارتياح".
+++
وسنواصل إن أذن الله سبحانه وتعالى
ودمتم لأبي سلمى


إضافة رد


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 10:15 PM بتوقيت مسقط

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
الاتصال بنا شبكة ومنتديات وادي شعير الأرشيف ستايل من تصميم ابو راشد مشرف عام منتديات المودة www.mwadah.com لعرض معلومات الموقع في أليكسا الأعلى