.::||[ آخر المشاركات ]||::.
كتب صديق عبد الهادي: بعض قضايا... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 10164 ]       »     تنعي منتديات وادي شعير المغفور... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 8973 ]       »     بمزيد من الحزن والأسى تنعى منت... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 4279 ]       »     تنعي منتديات وادي شعير المغفور... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 3966 ]       »     كتب صديق عبد الهادي: وما الذي ... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 12860 ]       »     من الواتساب: أقوال منسوبة للشي... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 4962 ]       »     تنعي منتديات وادي شعير المغفور... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 4447 ]       »     الراكوبة: لجنة للتحقيق في بيع ... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 2 - عدد المشاهدات : 9408 ]       »     الراكوبة: تكوين لجنة تمهيدية ل... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 6933 ]       »     الراكوبة: محافظ مشروع الجزيرة ... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 2 - عدد المشاهدات : 8774 ]       »    



الإهداءات

العودة   منتديات وادي شعير الأقسام العامة منتدى السياسة والفكر والأدب

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

عمر محمد الأمين
:: عضو نشـــط ::
رقم العضوية : 3
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 3,281
بمعدل : 0.65 يوميا

عمر محمد الأمين غير متواجد حالياً عرض البوم صور عمر محمد الأمين



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتدى السياسة والفكر والأدب
افتراضي وفي الذكرى الواحد والعشرين لعمر الدوش: حالة وطن معشوق .. البروفسور الحاج الدوش/
قديم بتاريخ : 10-12-2019 الساعة : 01:31 PM

وفي الذكرى الواحد والعشرين لعمر الدوش: حالة وطن معشوق ..



بقلم: البروفسور الحاج الدوش/ المحامي
العين- كلية القانون - جامعة الامارات
******
مدخل :
مررت بمقابر البكري شايفك يا عمر الدوش متأبط ناصية الهدوء البرزخي وتنتظر رحمة الله، وكمان مبسوط وأخالك تضحك بضحكتك المعهودة لانو في حياة البرزخ مسؤول كبير غير الله انعدم وقد وجدت ما كنت تؤمن به حقاً وتلك حقيقة .
زقاق ضيق :
من خلال هذا الزقاق تطل علينا الذكرى الواحد وعشرين لرحيل الشاعر الفيلسوف المسرحي عمر الطيب الدوش فهو في شهر أكتوبر من كل عام يفتح جدار قلوب السودانيين ويصب فيها مزيد من التساؤلات الفلسفية العميقة في (مسرح) حياته الذي تركه مفتوحاً، وملايين التساؤلات التي لفها في ثياب أشعاره فصارت سهلة وجميلة وعصية على التفسير فهي فذلكة فلسفية عصية المنال الا لمن عاش مع المرحوم (الزول السمح عمر ود شيخ الحلة حاج الطيب الحاج الدوش) لذا بعض المحبين للمرحوم عمر الدوش الحيارى في عشق كلامه ومعانيه يسألونني:
• ماذا يقصد بسعاد؟
• وماذا يقصد بالظل الوقف ما زاد.
• وماذا يقصد بالحزن القديم.
• وماذا و ماذا ؟؟.
وكنت اساله فيقول لي انت ماذا تفهم فأقول أفهم إنها حبيبتك الوطن فيضحك وتنتهي الأسئلة بيننا بقوله يا (صديقي اللدود) الشعر انا قلتو وكل زول يفسرو بطريقته يااااخ ....
اذكر مرة من ذات الزقاق دخل علينا أحد الذين يرى البعض أنه شاعر كبير في بلادي وقال له: يعجبني أنك مخلص لعشيقاتك حتى الثمالة. فهل هن سودانيات؟
فقال له: سودانيات وخواجيات كمان؟ وضحك وضحكت معه.
عندها سأله محدثنا بسرعة قائلاً لكن أظن حبياتك تزوجن وتركنك تشكو حياة العزوبية ؟!.
قال له عمر الدوش: لو سمحت اقفل الموضوع دا يابن العم انا اللي البحبو ما بتزوج زاتو كع كرع وضرب الطربيزة بقوة وانتهت المقابلة .
في شتاء 1993م كنت اعد رسالتي للماجستير واسكن معه بعض الوقت (عزابة) وقد حان منتصف الظهيرة ونحن لم نتعشى إلا بطيب الأنس من الأمس، ولم يكن معنا سوى نصف جنيه أصر على ان أذهب معه مشوار فقبلت بالشروط المعهودة عند مصاحبته فانت في صحبته لا تسأل عن محطة الوصول ولا الى أين نذهب، ولو سالته سيطردك ولن تصاحبه ثانية، المهم بعد ركوب ونزول من ميدان قرشي بامبدة السبيل ركبنا إلى الشعبية ببحري ونزلنا ونتلوى جوعا ًفي شوارع الشعبية بحري، ونقرنا على باب منزل بحجر صغير فاذا نحن وجها لوجه مع المطرب الكبير الأستاذ عبد الكريم الكابلي ؟!
فقال مرحبا بيكم باندهاش!؟ ولكن سريعاً ما قال له انا عمر الدوش ودا ابن عمي انا جيت عايز اسمع لحن قصيدة (سعاد) الجديدة، فرحب بنا الأستاذ الكابلي بحرارة سودانية ممزوجة بلحن فخيم.
وبعد جلوسنا قال عمر الدوش: يا أستاذ أول شيء انا و ابن عمي دا ما فطرنا وما اتغدينا كلم لينا زوجتك بت الجزلي دي تدينا الاكل العندها)،
لم يتردد كابلي فقال عندنا ملوخية وملاح قرع بايت!؟ اتفضلوا
فذهلت انا من الرجلين كلاهما فنان وكلاهما يحملان سجية سودانية ونفوس سمحة وأريحية في التعامل وأثناء الجلسة سمعنا اللحن وشرح لتعديلات بعض الكلمات في النص للضرورة الشعرية ادخلها الكابلي ومنها (طبيت مشاعري ومرقت عند طرف البلد) قالها لانو الذوق العام والبلد فيها(شريعة)برضو، واعقبها بضحكة،
فرد عليه عمر الدوش قائلا: موافق وفي نهاية الجلسة طلب عمر الدوش ان ينادي بت الجزلي زوجة الكابلي نشكرها على الغداء الجميل ولانو انا ود حلتها لان بيت الجزلي والدوش متجاوران في البوستة والعرضة شمال.
عرفت حينها أن جيرة اولاد امدرمان تظل بحلاوتها وإن غسلوها بماء النيل وعبرت إلى الخرطوم بحري فإنها تزداد ألقا وحلاوة. وبعد أن انطوت تلك الأزمنة وبقيت الأمكنة وضاقت بينا البلد هاجر الكابلي لمدن بعيدة على (مخدات الطرب) ربنا يمتعه بالعافية والصحة وتخلد تلك الأريحية والجمال إلى الأبد، ويرقد الدوش هادئا في البكري بامدرمان وتبقى أغنية(سعاد) بعض من زاد الشخصية السودانية وعبقها.
وفعلا (ما بين سيف وبين كرباج محبة تودي امريكا).
وأنا في الذكرى الواحد والعشرين لوفاة عمر الدوش غربلت أسواق الخليج بحثا عن (خدرة) ملوخية ولو حتى يابسة (ام تكشو) فوجدتها عند من لا يعرف اللغة العربية فامتطيت ربطتين وتأبطت (حزنا قديماً) منتشر في أعصابي وورقتها لأغذي جسدي المثقل بذكريات مثخنة بالأمل ملخبطة بالألم والشوق.

****
فاقة ودرب متمة :
السابلة في اتجاههم نحو سوق المتمة لا يذهبون إلا بعد التفرغ من كل المشاغل والهموم وهناك في الطريق للمتمة يتسامرون فأصبح المثل المحلي يقولون الموضوع دا داير ليهو (فاقة ودرب متمة ) هكذا كانوا قبل مئات السنين ينزلون ضيوفا خلوة محمد ود حبيب الله المشهور ب (الدوش) لأنه كان يقول (يا حوار جيبوا [الدوش] للضيوف) والدوش عند السودانيين هي افضل قطعة لحم عند مبرك الخروف هكذا كان جد عمر الدوش لا يرضى بنصف إكرام أو نصف موقف لذا كان عمر الدوش كريماً متميزا في عطائه وكانت كلماته صادرة من القلب المحفوظ (الدوش) والضلوع وهي أغنية عميقة المعاني كما هو لحم (الدوش) غنيا بالدهون وطيب المأكل . ولاتزال خلوة ود الدوش (الزاوية التيجانية) بالمتمة تعطي الفقه وجميل السلوك ولاتزال كلمات عمر الدوش تتسربل بصوفية معافاة من الكذب والضحالة ومعبرة عن كل زول سوداني وكل صاحب ذوق سليم يعتقد جازماً أن شعر عمر الدوش يقصده ويصف حالته بصدق كيف لا وقد تشبع عمر الدوش حين كان غرا فطيرا بأشعار المديح و(البنينة) من عمته الشاعرة بنونة الحاج الدوش التي لا يتم جرتق عريس بالقبة والكروماب إلا بأشعارها وهي تقول :
مو صاحب تجارة وعيشتو في التستيش
ومو صاحب حراتة بخدموهو العيش
دا ود الرجال اهل المسيد اب ديش
واباتك بداووا الصرعة والهبيش.
****
كان والد عمر الدوش الطيب الحاج الدوش و يكنى (اب دوسة) لأنه لا يداهن ولا يداري ولا يماري، كان رجلا حكيماً ذو سعة في الرزق وكان هو شيخ بالإدارة الاهلية مسئول عن القبة والكروماب، وكان لا يقبل إلا الحق ولا يكذب أبدا ولو على نفسه كان مهاباً ومنافحا ًعن حقوق الضعاف واليتامى وله أقوال مأثورة كثيرة ملهمة للناس إلى يومنا هذا ومنها قوله، يقول ( مفلس القرش بتعالج لكن مفلس الراي ما بتعالج). يقول لي عمر الدوش أنا تأثرت بوالدي كثيرا ويحكي فيقول إن الاشاعة في السودان تصل سريعا لأطراف السودان زي حمى الملاريا في الجسد. وفي مطلع السبعينات سرت إشاعة أن عمر الدوش شيوعي وأن أشعاره سياسية وأن قصيدته الضل الوقف ما زاد هي ثورة مايو، فغضب نميري وقبض عليه بسجن كوبر بالزنزانات الشرقية فجاء والدي للزيارة، وما غن شافني ومعي مخبر الشرطة فقال يا عمر يا ولدي: أشهد أن لا إله إلا الله.
فقال عمر الدوش فقلت يا ابوي محمدا رسول الله
فقال لي الحمد لله الحمد لله يعني انت يا ولدي مسلم !؟ يعني الشيوعية خليتها
فقلت له يا ابوي دي اشاعة ساكت بس
فقال لي: الليلة صيتلوا الصبح بالسجن فقلت له ايوة
فقال لي اذن مع السلامة السجن للرجال.
فأعطاني جنيها فهمست للمخبر بان لا يخبر الجماعة بالذي حصل.
****
مخرج :
في احد ليالي الأنس مع الأخ (الصديق اللدود) عمر الدوش الشاعر كما يحلو له أن يناديني الذي كنت أساجله واشاكله بلغة لا يعرفها إلا هو وانا ورب العباد ووطننا(سعاد). فكلنا نحب الأوطان ولكن بطريقتنا الخاصة وبأقل التكاليف وكان عمر يعبر عن حبه للمحبوبة (الوطن) بطريقته الخاصة ويقول إن التعبير عن الوطن والحب لا يكون صادقاً إلا إذا كان عفوياً بلا تكاليف. وكم كان هو وكثير من أهلي الكبار من آل الدوش يقفلون التلفزيون أو الراديو عندما يسمعون من يتكلم عن الوطن بتكلف وزيف وخداع ويدعي حب الوطن (سعاد) فنجعل جهاز التلفزيون أوالراديو طاهراً من كلامه ونقفل التلفون ودوما نقول:
ﺣﺄﺳﺄﻝ ﻋﻦ ﺑﻠﺪ ﺭﺍﻳﺢ. ..
ﻭﺍﻓﺘﺶ ﻋﻦ ﺑﻠﺪ ﺳﺎﻳﺢ. ..
ﻭأﺳﺄﻝ ﻋﻦ ﺍﻣﺎﻧﻴﻨﺎ.
ﺍﻟﻠﻲ ﻣﺎ ﺑﺘﺪﻳﻨﺎ.
ﺻﻮﺕ ﺻﺎﻳﺢ. ..
ﻭﺃﺳﺄﻝ ﻭﻳﻦ ﻣﺨﺎﺑﻴﻨﺎ ؟
ﺇﺫﺍ ﺟﺎﻧﺎ ﺍﻟﺰﻣﻦ...ﻻ ﻓﺢ. ..
ﻭأﺳﺄﻝ ﻋﻦ ﺑﻠﺪ ﻣﺠﺮﻭﺡ.
ﻭﻋﺎﺭﻑ ﺍﻟﺠﺎﺭﺣﻮ ﻟﻴﻪ ﺟﺎﺭﺡ. ..
ﻭأﺑﻜﻰ ﻋﻠﻰ ﺑﻠﺪ ﻣﻤﺪﻭﺡ.
ﻭﻋﺎﺭﻑ ﺍﻟﻤﺎﺩﺣﻮ ﻣﺎ ﻣﺎﺩﺡ. ..
ﻭأﺣﻠﻢ ﺑﻲ ﺣﻠﻢ ﻣﺴﺮﻭﻕ.
ﻻ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻻ ﺍﻣﺒﺎﺭﺡ. .
****
بلا شك كنت ولا أزال أخاطب عمر الدوش وأقول :
شوقي الليك طول طول طول لسع معاي
ولي بكرة لسه معاي ......
زمان ما عشنا في غربة ولا قاسينا نتوحد .
زمااان كنا بنشيل الود .
*****
ولعل طيف الذكرى وملاح الخدرة تلك التي تناولتها مع الشاعر عمر الدوش في منزل الكابلي هي جزء من شيل الود المفقود فيك يا سودان .
++++++
[email protected]




إضافة رد


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 06:10 PM بتوقيت مسقط

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
الاتصال بنا شبكة ومنتديات وادي شعير الأرشيف ستايل من تصميم ابو راشد مشرف عام منتديات المودة www.mwadah.com لعرض معلومات الموقع في أليكسا الأعلى