.::||[ آخر المشاركات ]||::.
كتب صديق عبد الهادي: بعض قضايا... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 10164 ]       »     تنعي منتديات وادي شعير المغفور... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 8973 ]       »     بمزيد من الحزن والأسى تنعى منت... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 4279 ]       »     تنعي منتديات وادي شعير المغفور... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 3966 ]       »     كتب صديق عبد الهادي: وما الذي ... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 12860 ]       »     من الواتساب: أقوال منسوبة للشي... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 4962 ]       »     تنعي منتديات وادي شعير المغفور... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 4447 ]       »     الراكوبة: لجنة للتحقيق في بيع ... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 2 - عدد المشاهدات : 9408 ]       »     الراكوبة: تكوين لجنة تمهيدية ل... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 6933 ]       »     الراكوبة: محافظ مشروع الجزيرة ... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 2 - عدد المشاهدات : 8774 ]       »    



الإهداءات

العودة   منتديات وادي شعير الأقسام العامة المنتدى العام

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

عمر محمد الأمين
:: عضو نشـــط ::
رقم العضوية : 3
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 3,281
بمعدل : 0.65 يوميا

عمر محمد الأمين غير متواجد حالياً عرض البوم صور عمر محمد الأمين



  مشاركة رقم : 11  
كاتب الموضوع : عمر محمد الأمين المنتدى : المنتدى العام
افتراضي مؤتمر معيجنة وحركة المزارعين الثورية
قديم بتاريخ : 10-29-2017 الساعة : 07:39 AM

مؤتمر معيجنة وحركة المزارعين الثورية

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


مؤتمر معيجنة وحركة المزارعين الثورية

خالد فضل

كان اختيارا موفقا في تقديري تزامن انعقاد مؤتمر تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل في قرية (معيجنة مصطفي ) مع ذكرى ثورة أكتوبر المجيدة، وللمكان والزمان دلالتهما الرمزية الواضحة، فالقرية هي موطن الزعيم النقابي المعروف المرحوم الأمين محمد الأمين والذى تولى إحدى الحقائب الوزارية في حكومة ثورة أكتوبر المجيدة، كممثل للمزارعين وحركتهم الثورية التي قادت النضال من أجل نيل مكتسباتهم الطبيعية وعلى رأسها حقهم في التنظيم النقابي عبر اتحاد المزارعين، لم يكن الأمر يسيرا وقد كانت البلاد تحت الحكم الاستعماري وقتذاك في منتصف الأربعينات من القرن الماضي، وقد خلد التاريخ أسماء تلك القيادات البارزة شيخ الأمين، يوسف أحمد المصطفى ، عبدالله برقاوي….. الخ، وإذ أذكر أن جدنا المرحوم محمد أحمد ود الزين، وكان ممن يجيدون النظم قد أورد أبياتا في إحدى قصائده الجياد لم تمح من ذاكرتي بعد :
• سموك اللمين واسم اللمين حقيتو
• ياقمر السبعتين يا الكل البلد ضويتو
الآن وقد انصرمت عقود على ثورة أكتوبر، وأدلهمت دروب العمل النقابي والثوري، وتبدلت أحوال وظروف، حتى صار مشروع الجزيرة وامتداد المناقل إلى ما صار إليه الآن مما بات معلوما للقاصي والداني، وإذا كانت الشركة الانجليزية هي صاحبة الامتياز الأول في محصول القطن الذى ينتجه المشروع، وسادت علاقات إنتاج غير متكافئة جعلت المزارعين في عداد الفقراء الأمر الذى تطلب من قياداتهم الواعية طرق دروب النضال السلمى لرد الحقوق السليبة ونصرة قضايا المزارعين، والتعبير عن تطلعاتهم المشروعة، إذا تم كل ذلك في زمن الاستعمار الإنجليزي، فإن الاستعمار ( الإخواني) وتحالفه المريب مع الطفيليين، وبعض الأرزقية من أبناء الجزيرة أنفسهم قد أودى بالجمل بما حمل.
بقي من الجزيرة بجانب الذكرى المؤلمة، الأرض الزراعية والترعتان الرئيستان والترع الفرعية، حتى جاء زمان أطلق فيه الرئيس البشير عبارته القاسية التي تناقلتها كل وسائط الإعلام (مشروع الجزيرة عبء على الدولة)،وللمرء أن يسأل عن أي دولة يتحدث رئيسها؟؟!
• هي الدولة التي انسحبت كليا عن أداء دورها في الرعاية الاجتماعية لشعبها وفي تقديم خدمات التعليم والعلاج وماء الشرب والصحة، وهى أبسط الحقوق التي يجب ان يحظى بها أي مواطن حتى يصح القول بأن هنالك دولة، أم هي الدولة التي اشتهرت بالجباية وكنز الأموال وتضييق سبل العيش على شعبها لتصرف صرف من لا يخشى الفقر على جيوش المتبطلين ممن يوصفون بالدستوريين، وفيالق الامنيين الذين يتكسبون من حمايتهم لسلطة القمع والفساد.

في الواقع لم يصبح مشروع الجزيرة عبئا على الدولة بل صارت الدولة في طبعتها الانقاذية هي العبء الأكبر على كل مرفق من مرافق الحياة في السودان حطت فيه بأوزارها فهشمته تهشيما، ومشروع الجزيرة من أكبر الشواهد على ذلك، من يصدق أن كل البنية التحتية للمشروع قد تم تدميرها عمدا وعلى أيدي أشخاص معروفين، ولعل في تقرير لجنة بروفيسور عبد الله عبد السلام ما يشيب من هوله الولدان:
• تم تدمير بنية ونظام الري الانسيابي الذى اعتبر معجزة إنسانية في زمانه،
• تم تفكيك نظام الإدارة المركزية الحاذقة لأكبر مساحة زراعية يمكن إدارتها بتلك الدقة المشهودة لمشروع الجزيرة،
• تم تفكيك سكك حديد الجزيرة التي كانت تمتد كالأوردة والشرايين في الجسد،
• تم تحطيم البحوث الزراعية وهى رافعة التطوير والتحديث في تقانة المحاصيل
• مثلما حطمت الهندسة الزراعية بثقلها وآلياتها وورشها وخبراتها المتراكمة،
• بل تم تشليع مكاتب الغيط المنتشرة في كل المساحات الزراعية، وصارت مكاتب مديري الأقسام وتبدلت أحوالها من جنان يانعة الزهر والثمر إلى اقبية من الأطلال والحزن والكآبة،
وأصبح تبعا لذلك مزارع الجزيرة كاليتيم في مأدبة اللئام تتقاذفه أمواج ضيق ذات اليد وإدارة المشروع البائسة التي لاتهش ولا تنش، وأرباح البنك الزراعي المركبة وجشع وطمع شركات الشره التي تروم ابتلاع الأرض وسحل الإنسان وتكبيله بأغلال رأس المال الطفيلي، كل ذلك ومذياع الدولة وتلفازها ينقل في الأحاديث البائرة عن النفرة والنهضة وعن التقانة وزيادة الانتاج وتنويع المحاصيل وآفاق البستنة وأسواق الصادر وهلمجرا.

يعرف المزارعون لون اللص الرابض للقطعان، كما في مقطع لشاعر أكتوبر محمد المكي إبراهيم، يعرفون العدو من الصليح لذلك جاء مؤتمر تحالفهم هذه المرة باذخ المعاني وهو يستلهم روح المناضلين الأبرار الذين ما وهنوا ولا ساوموا حتى تحقق مطلبهم العزيز وتكوين اتحادهم رمز وحدتهم والمنافح عن حقوقهم، وكان جديرا بالتنويه أن جاء ختام المؤتمر مؤكدا على الحق في عودة الاتحاد وبطلان قرار حله، وللسير قدما في خطواتهم الثورية لاستعادة الحقوق السليبة وعودة الهيبة للمزارع في المشروع ومن ثم الشروع في عودة المشروع نفسه وما ضاع حق وراءه مطالب.
++++++



عمر محمد الأمين
:: عضو نشـــط ::
رقم العضوية : 3
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 3,281
بمعدل : 0.65 يوميا

عمر محمد الأمين غير متواجد حالياً عرض البوم صور عمر محمد الأمين



  مشاركة رقم : 12  
كاتب الموضوع : عمر محمد الأمين المنتدى : المنتدى العام
افتراضي حول توصيات مؤتمر "يوم الأرض " في قرية "معيجنة مصطفى". .. بقلم: صديق عبد الهادي
قديم بتاريخ : 12-26-2017 الساعة : 12:10 PM

حول توصيات مؤتمر "يوم الأرض " في قرية "معيجنة مصطفى". ..
بقلم: صديق عبد الهادي

حول توصيات مؤتمر "يوم الأرض " في قرية "معيجنة مصطفى". ..
بقلم: صديق عبد الهادي
[email protected]
+++
(1)
الزمان والمكان، المعنى والدلالة:
انعقد في يوم 21 أكتوبر 2017، وضمن فعاليات "يوم الأرض "، مؤتمر مشهود، ماثل في زخمه مؤتمر المزارعين التاريخي المنعقد في شهر أكتوبر 1953، في مدينة ود مدني، والذي حضره 792 عضواً، ممثلون لــــــ 44 تفتيشاً، وهو عدد التفاتيش التي كانت تكِّون مشروع الجزيرة، وقتها. انتخب المؤتمر لجنة مركزية برئاسة الشيخ المرحوم الأمين محمد الأمين، واختار المرحوم الشيخ المرحوم يوسف أحمد المصطفى سكرتيراً عاماً، وسكرتيراً للخزينة اختار الشيخ المرحوم عباس حمد دفع الله. وقد كان هؤلاء هم بعض من القادة الذين تقدموا حركة المزارعين، وانتزعوا شرعية اتحادها في يوم 29 ديسمبر 1953، وذلك بعد موكبهم الشهير الذي اندرج في تاريخنا الحديث تحت اسم "موكب المزارعين في ميدان عبد المنعم". ومنذ قيامه لم يتوان الاتحاد في لعب دوره، لا مهنياً ولا وطنياً، حيث حافظ على وحدة حركة المزارعين ليس في مشروع الجزيرة والمناقل وإنما على حركة المزارعين في عموم السودان. كما وأنه لم يتقاعس في مساندة أحداث التغيير الوطنية الكبرى، إذا كان في استقلال السودان 1956 أو أكتوبر 1964 أو أبريل 1985. ولكن مساهمته في ثورة أكتوبر كانت الأبرز، والأعلى كعباً.
إن الشيخ المرحوم الأمين محمد الأمين، رئيس أول اتحاد شرعي، من قرية معيجنة مصطفى، التي انعقد فيها مؤتمر "يوم الأرض " مؤخراً. فبالتالي لا شهر أكتوبر ولا قرية معيجنة مصطفى، كان اختيار أي منهما صدفة!، وإنما كان استلهاماً لروحٍ باسلة ونشداناً لاستدعاء تاريخٍ مجيد، وذلك لأجل صياغة رسالة ذات مغزى، وهي التذكير بان جذوة الكفاح ما زالت حية وباقية، وكذلك التأكيد بان حركة المزارعين قد عقدت العزم على حماية الأرض في وجه الطواغيت. وهنا كَمُنَ المعنى وبانتْ الدلالة!. وقد عبرت عنهما، نصاً وروحاً، مقررات وتوصيات مؤتمر "يوم الأرض"، التي نحن بصددها.
كانت أولى توصيات المؤتمر وأكثرها أهمية، هي ضرورة استعادة اتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل، الممثل الشرعي لإرادة المزارعين. معلومٌ، انه لا حركة مطلبية بدون قيادة وتنظيم، أي لا جسد حي بدون قلبٍ نابض، ومزارعو الجزيرة أدرى الناس بتلك الحقيقة "الوجودية" و"التاريخية" و"النضالية" المهمة، والتي هي مرتكز كل "وجودٍ" وموجهة كل "صراعٍ اجتماعي"!. فكل ما تحقق، وعبر تاريخ المشروع، من إنجازات إذا كان فيما يتعلق بحياة المزارعين بشكل خاص، أو فيما يتعلق بمساهمة مشروع الجزيرة على المستوى الوطني بشكل عام، فقد كان لاتحاد المزارعين ولقادته القدح المعلى والدور البارز فيه. ولا مراء في ذلك!. ولكن، وبرغمه، ها هو التاريخ الآن وفي هذه اللحظة يعيد نفسه بشكلٍ أو بآخر في عرضٍ "تراجيكوميك"، يتراوح فيه بين المأساة والملهاة!.
كانت اتفاقية العام 1952 بين السودان ودولتي المستعمر، بريطانيا ومصر، تعطي الحاكم العام حق إعلان الانهيار الدستوري ومن ثم إعلان الطوارئ إذا كان هناك ما من شانه أن يهدد الاستقرار. وهي الحجة التي توعد بالاستناد عليها السير جيمس روبرتسون، السكرتير الإداري وقتها، في مواجهة موكب المزارعين في 29 ديسمبر 1953، المطالبين فيه بالاعتراف باتحادهم. والآن وفي مواجهة استعادة "نفس الاتحاد"، والتاريخ يعيد نفسه، يتوعد نظام الرأسمالية الطفيلية الإسلامية،(رطاس)، ربيب الاستعمار الحديث، يتوعد بتطبيق حالة الطوارئ!. ولكن ماذا حدث، وبما نطق التاريخ؟!، خضع المستعمر لإرادة المزارعين الغلابة!. عليه، فما فشل في إنجازه المستعمر لن ينجح فيه وكلاؤه!. وقد قالها جمع المزارعين بقيادة التحالف في معيجنة، وبوضوحٍ لا لبس فيه:
"وفاءاً لتاريخ نضال المزارعين المجيد من أجل تأمين حقهم الطبيعي والشرعي في تنظيم أنفسهم، وتقديراً للتضحيات الجسام التي بذلها الرواد من الرعيل الاول.... وتصميماً على خوض معارك العزة والحق في العيش الكريم في وطن ديمقراطي تظلله رايات الحرية والعدالة الاجتماعية والتسامح، يقرر مؤتمر المزارعين المنعقد في نهار يوم السبت 21 أكتوبر 2017 بقرية معيجنة مصطفى، محل إقامة ومربض قائد حركة المزارعين ورمز كرامتهم، الشيخ الأمين محمد الأمين ، يقرر المزارعون بكل قوة وجلاء أنه من رأي هذا المؤتمر :
على تحالف المزارعين البدء فوراً في تنفيذ الإجراءات التي تضمن إعادة بناء الاتحاد"!.
إن الناظر غير المتحيز لهذه الدعوة، سيتبين أنها ليست ترفاً خطابياً، ولا حشواً لفظياً ولا استطراداً لغوياً، وإنما هي دعوة صميمة وحقيقية، وقد أملتها ضرورةٌ تاريخية ماثلة.
إن عودة اتحاد مزارعين ديمقراطي في مشروع الجزيرة تعتبر، وبكل المقاييس قضية وطنية، وهي ليست فقط مسئولية مزارعي الجزيرة والمناقل، وإنما هي مهمة تستدعي تضامن كل القوى الوطنية من أفراد ونقابات واتحادات، إن كانت مهنية أو عمالية. تتطلب المساندة من القوى الحية وسط الشباب والنساء والطلاب، كما وأنها تحتاج لأن تكون محط تركيز وانتباه القوى السياسية السودانية بكل أحزابها ونشطائها. والحقيقة، التي تسند القول بكل ذلك هي، أنه ما وصلت البلاد إلى هذا الحد من التدهور إلا بسبب الانهيار المريع الذي حاق بمشروع الجزيرة، والذي من أهم العوامل التي أدت إليه هو الغياب القسري لاتحاد المزارعين، وبالتالي مصادرة دوره كصمام أمان وحارس أمين ونزيه، فاطنٌ لبعد الدور الوطني المنوط بالمشروع.
+++++



عمر محمد الأمين
:: عضو نشـــط ::
رقم العضوية : 3
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 3,281
بمعدل : 0.65 يوميا

عمر محمد الأمين غير متواجد حالياً عرض البوم صور عمر محمد الأمين



  مشاركة رقم : 13  
كاتب الموضوع : عمر محمد الأمين المنتدى : المنتدى العام
افتراضي (ورقة مبادرة المجتمع المدني السوداني) حول وثيقة الأرض الصادرة من تحالف مزارعي الجزير
قديم بتاريخ : 02-02-2018 الساعة : 08:53 PM

(ورقة مبادرة المجتمع المدني السوداني)
حول وثيقة الأرض الصادرة من تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل
++++

++++
منظور مبادرة المجتمع المدني السوداني لقضية الأرض
+++++
الأرض هي منبع السيادة واصل المواطنة للشعوب والامم. وهي المصدر الأساس لحياة الناس وتنميتهم ورفاهيتهم، كما هي الرمز لكرامتهم الانسانية وعزتهم الوطنية في كل زمان ومكان في هذا الكون. ومن أجل ذلك فإن الأوطان مقدسةُ لدى شعوبها، وإن الهدف الأسمى للحكومات هو الحفاظ على التراب الوطني وعدم التفريط فيه لأية جهة أجنبية أو من أجل أية رسالة مهما كانت صفتها. ومن أجل الحفاظ على أرضنا نُربي أبناءنا ونغرس فيهم حب الأوطان والفخر بها، ومن أجل ذلك تُجيش الجيوش وتعد العتاد للدفاع عن تراب الأوطان وحماية عرضها وسلامة مواطنيها من أي تغول خارجي، (وليس من أجل قمع المواطنين وارهابهم).
وموارد الوطن الطبيعية، التي على ظهر الأرض أو في باطنها، هي ليست ملكا أو حكرا لحكومة بعينها أو لفئة تدعى التمييز، أو حتى لجيل واحد أحد. إنما هي تملك بالشراكة لكل كيانات الوطن وأجياله القادمة. وبالتالي فإن المسئولية الوطنية والأخلاقية الأولى على أية الحكومة كانت، هي أن تعمل على حسن إدارة هذه الموارد، وأن تحافظ عليها بالقوانين التي تمنع استغلالها واستنزافها بشكل جائر، من قبل كائن من كان. وكما ورثتها الحكومة من الحكومات التي سبقتها سليمة ومبرأة من كل عيب، فإن عليها أن تسلمها لمن تليها معافاة وخالية من التجزئة أو البيع أو الرهن، ومبرأة من كل عيب كما استلمتها. ليست ثمة سبب، أو ضرورة دينية أو اقتصادية أو أخلاقية أو وطنية، تبرر لأية حكومة مهما كانت صفتها، التصرف الضار بأرض الوطن وموارده، لصالح أية فئة وطنية، ناهيك عن بيعها أو رهنها للأجانب!.
ان أي حكومة وطنية حقيقية، تعلم تمام العلم، بأنها لا تملك حقا مطلقا في التصرف في أرض الوطن وموارده، إلا بقدر الحاجة الفعلية لتحقيق التنمية لمواطنيها، بل إن واجبها الأخلاقي والإنساني يلزمها التعويض الكامل، لكل ما يمكن تعويضه، مما استهلكت من تلك الموارد، وذلك حفاظا على حقوق الاجيال القادمة. وتلك هي المسئولية الوطنية لكل الحكومات التي تدرك معنى المسئولية الوطنية والأخلاقية تجاه الوطن وتجاه المواطنين، وتستشرف في نفس الوقت مسؤوليتها تجاه مستقبل الأجيال القادمة!.
وفي هذه المناسبة ومن هذا المنبر نعبر عن عميق حزننا وأسفنا أن نرى أن أرض الوطن قد هانت على هذه الحكومة، فهي لم تفشل في الدفاع عنها من الأجنبي الغاشم الذي يحتلها الآن، بل ابتذلت أرض الوطن وموارده بالبيع للأجانب لمدى عقود قرنية، وبذلك فقد تغولت على حقوق ومستقبل أجيال قادمة، في سبيل تحقيق مصالح ذاتية وآنية لطغمة ومحاسيبها! والمؤسف حقا أن أجيالنا القادمة، سوف لن تجد أن أرضها مبيوعة أو مرهونة فحسب، بل ستجد نفسها مديونة أيضا! وأن عليها أن تسدد ديونا أجنبية عمياء، هي لا تعرف فيم صُرفت وأين ذهبت! فكل المشاريع التي استُدينت من أجلها تلك المليارات المهولة من الأموال الاجنبية، قد دمرتها هذه الحكومة أمام أعيننا!!
فما الذي سيرثه الجيل القادم من هذه الحكومة غير دين أعمى وأرض مبيوعة أو مرهونة للأجانب؟!
فما هو المطلوب منا الآن كمواطنين سودانيين في مواجهة هذا المشكل؟...
إن مبادرة المجتمع المدني ترفع راية الدفاع عن أرض الوطن عالية، وترفض بشكل مطلق بيع أي جزء من أرض الوطن أو رهنه للأجانب بعقود قرنية. ونعتبر ذلك خروجا عن روح الوطنية، وتخليا صريحا عن الوجدان الوطني وعن اجب المواطنة.. ولذلك تقف المبادرة قلبا وقالبا مع روح ومبدأ وثيقة الأرض المقدمة من تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل. وتقترح المبادرة على التحالف أن نتفق على إعادة صياغتها لتشمل كامل ما تبقى من أرض الوطن، كما هو مطروح من قبل المجتمع المدني وكل القوى الديمقراطية الأخرى، لتصبح الوثيقة قومية شاملة للأرض. وإننا من هذا المنبر، وفي هذا الموقف الذي نحن فيه الآن، نعطي الخصوصية لقضية أرض مشروع الجزيرة، ونأمل في وقوف كل القوى الديمقراطية الحزبية والمدنية في هذا اللقاء، دعم قيادة تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل، وتأييد كل القرارات الصادرة عن مؤتمرهم المنعقد في أكتوبر 21 من هذا العام 2017.
ومبادرة المجتمع المدني السوداني، إذ تدعم بصلابة هذا التوجه المدني الديمقراطي، فإنها تدعم أيضا كل مشاريع القرارات الصادرة عن المؤتمر والتي ستقدم لقيادة الاتحاد الجديدة، وهي قرارات من الواضح أنها قد درست بإدراك ووعى، وهي تتمثل في:
1. الاصلاح المؤسسي لمشروع الجزيرة وإعادة ملكيته لأصحابه الحقيقيين.
2. انشاء صندوق التمويل الزراعي التعاوني لتوفير تمويل واقعي وموضوعي القائم على الاعتماد على الذات كأساس للتنمية المستدامة، والتخلص من سيطرة تمويل المؤسسات الحكومية الاستنزافية والجشعة.
3. تنظيم العمال الزراعيين وضمهم للبرنامج العام بصفتهم مواطنين متساويين في الحقوق كما في الواجبات ويمثلون قوة أساسية وفاعلة في العملية الانتاجية، وبالتالي رفع الظلم المتمثل في الاستبعاد الاجتماعي، والسكن المؤقت والبائس (بالكنابى)، وتقديم الخدمات الأساسية لهم مثل غيرهم من السكان بأرض المشروع...(إن تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل يستحقون الإشادة والتقدير على هذا القرار الثوري والشجاع وذي البعد الإنساني والأخلاقي وذلك برفض نهج التراتيبية المجتمعية في واقعنا الاجتماعي....
4. فتح ملف مؤسسات الجزيرة والمناقل التعاونية بخاصة (مطاحن قوز كبرو) امام القضاء.. والقضية تمثل شكلا من أشكال الفساد المفضوح، ولابد من حسمها عن طريق العدالة.
5. صياغة علاقات انتاج جديدة بحيث تتأكد دور وفعالية المجتمع المحلى والمواطنين اصحاب المشروع مسئوليتهم عنه.
6. ضرورة مراجعة كل الضرائب والجبايات والزكوات وكل الرسوم المتصاعدة وغير المبررة، مقابل ضعف الخدمات الزراعية وضعف التسويق وغياب التأمين وضعف البنيات الأساسية والصيانة مما أقعدت المزارعين عن الإنتاج.
++++
مبادرة المجتمع المدني السودان
الخرطوم نوفمبر 2017


إضافة رد


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 06:40 PM بتوقيت مسقط

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
الاتصال بنا شبكة ومنتديات وادي شعير الأرشيف ستايل من تصميم ابو راشد مشرف عام منتديات المودة www.mwadah.com لعرض معلومات الموقع في أليكسا الأعلى