كتب علي محكر: الخليفة مختار في ذمة الله
عاش الخليفة مختار ود شيخ العرب عبدالرحمن الشيخ أحمد الجليلابي الرفاعي: في هذه الفانية، لا يلوي عنقه إلى شطط ولا غواية، كان شخصا يتمتع بأخلاق عالية، قلما تجتمع في إنسان في هذا الزمان الذي اختلط فيه الحق بالباطل، والحابل بالنابل،
عرفته في أوائل الألفينات، واستمرت علاقتي به إلى أن وصلني خبر رحيله الأليم، عرفت فيه الود والحلم والتواضع والزهد كان رحمه الله، طيب المعشر، سمح السجايا، ضاحكا مبتسما حيثما حل وارتحل، كان رجلا بسيطا يلاطف، الكبير والصغير، يحب الخير للغير، وهذه صفات المصطفين الأخيار، وإن سئلت عن مكارم الأخلاق كلها وجلها وطهارة النفس والقلب وخلوه من الحقد والحسد والمكر والكيد فهو إمامها، وزعيمها، كنت التقيه في اليوم مرة أو مرتين وأزوره في الأسبوع مرة أو مرتين فنجده كما تركته، لا تغيره الأحوال، ولا الظروف، ولا يشتكى من شيء، ولا يزعجه شيء راض عن نفسه وأولاده وأخوانه وجيرانه، ولم نسمعه يذكر شخصا بسوء قط، بل كان مجلسه تفوح منه النوايا الحسنة السلمية،
الله أسأل ان يجعل هذه الأخلاق الحميدة مؤنسة له في قبره وشفيعة له في حشره،
عاش الخليفة مختار غنيا ومات غنيا بمكارم الأخلاق، فطوبى وهنئا لمن كان هذا حاله ومآله،
اللهم تقبله قبولا حسنا اللهم ووسع مدخله ونقه من الذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، واغسله اللهم بالماء والثلج والبرد.
آمين امين. آمين يا رب يا كريم.
إخواني، سامي ومحمد وعبدالخالق والطيب وعبدالرحمن وأحمد، لا أقول لكم لا تجزعوا ولا تحزنوا على فقد والدكم البر الرحيم البسام الضحوك، فالحزن عند الفراق، من طبائع النفوس الرحيمة، ولكن أقول لكم وأذكركم بقول الله تبارك وتعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ).
ألزمنا وأياكم الصبر والسلوان على فراقه، ووفقنا وإياكم بالسير على خطاه وهداه اللهم آمييين أمين،
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
+++
أخوكم/علي محكر