.::||[ آخر المشاركات ]||::.
كتب صديق عبد الهادي: بعض قضايا... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 10164 ]       »     تنعي منتديات وادي شعير المغفور... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 8973 ]       »     بمزيد من الحزن والأسى تنعى منت... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 4279 ]       »     تنعي منتديات وادي شعير المغفور... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 3966 ]       »     كتب صديق عبد الهادي: وما الذي ... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 12860 ]       »     من الواتساب: أقوال منسوبة للشي... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 4962 ]       »     تنعي منتديات وادي شعير المغفور... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 4447 ]       »     الراكوبة: لجنة للتحقيق في بيع ... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 2 - عدد المشاهدات : 9408 ]       »     الراكوبة: تكوين لجنة تمهيدية ل... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 6933 ]       »     الراكوبة: محافظ مشروع الجزيرة ... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 2 - عدد المشاهدات : 8774 ]       »    



الإهداءات

العودة   منتديات وادي شعير الأقسام العامة المنتدى الديني

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

عيبدة احمد دفع الله
Administrator
رقم العضوية : 187
الإنتساب : May 2011
المشاركات : 360
بمعدل : 0.08 يوميا

عيبدة احمد دفع الله غير متواجد حالياً عرض البوم صور عيبدة احمد دفع الله



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الديني
افتراضي تعدد معنى اللفظ في القرآن الكريم(1) . منقول ...
قديم بتاريخ : 04-01-2014 الساعة : 06:18 PM

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أحبتى قرأت هذه البحث عن تعدد معنى الكلمات و الالفاظ في كتاب الله وأمتعني هذا البحث وأردت أنّ تعم الفائدة .
ونبدأ بمعنى ( الكلمة):-
الكاف واللام والميم في اللغة تدل على أصلين: أحدهما: يدل على نطق مفهم. والآخر: على جراح. فالأول: الكلام، تقول: كلمته أكلمه تكليماً; وهو كليمي، إذا كلمك، أو كلمته. ثم إن العرب توسعت في هذا، فسمت اللفظة الواحدة المفهمة كلمة، والقصة كلمة، والقصيدة بطولها كلمة. وجمع الكلمة: كلمات وكَلِم. والكلمات يقال لما يحصره العدد، وهو إلى القليل أقرب. والكلام عند أهل اللغة يقع على المفيد، وغير المفيد، وأما عند النحويين فلا يطلقونه إلا على المفيد، فإن أوقعوه على غير المفيد قيدوه بصفة، فقالوا: كلام مهمل، وكلام متروك، وكلام غير مستعمل، وكلام غير مفيد. والكلمة: عند أهل اللغة تقع على القليل والكثير، ويدل على ذلك قولهم: قال فلان في كلمته، يريدون في قصيدته، أو رسالته، أو خطبته.

والأصل الآخر: الكَلْم، وهو الجرح; والكلام: الجراحات، وجمع الكَلْم كلوم، وكِلام. ورجل كليم وقوم كلمى، أي: جرحى، ومنه قراءة أبي زرعة بن عمرو: (أخرجنا لهم دابة من الأرض تُكْلِمُهم) (النمل:82)، أي: تجرحهم. وفي الحديث قوله صلى الله عليه سلم: (ما من مكلوم يُكْلَمُ في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة وكَلْمُه يَدْمَى، اللون لون دم، والريح ريح مسك) متفق عليه.

ولفظ (الكلمة) بالمعنى الأول ورد في القرآن الكريم في خمسة وسبعين موضعاً، جاء في واحد وخمسين منها بصيغة الاسم، من ذلك قوله تعالى: {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا} (الأنعام:115)، وجاء في أربع وعشرين موضعاً بصيغة الفعل من ذلك قول الله عز وجل: {ولا يكلمهم الله يوم القيامة} (البقرة:174). ولم يرد لفظ (كلم) بمعنى الجرح في القرآن الكريم.

ولفظ (الكلمة) ورد في القرآن الكريم على عدة معان، من ذلك:

(الكلمة) بمعنى كلام الله سبحانه أجمع من أمر ونهي وخبر، من ذلك قوله تعالى: {يسمعون كلام الله ثم يحرفونه} (البقرة:75)، أي: يحرفون ما أمرهم الله به، ونهاهم عنه. ومنه قوله سبحانه: {وكلم الله موسى تكليما} (النساء:164). ونحوه أيضاً قوله عز وجل: {يؤمن بالله وكلماته} (الأعراف:158).

(الكلمة) بمعنى القرآن الكريم، من ذلك قوله تعالى: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} (التوبة:6)، أي: أجره حتى يسمع القرآن، تقرؤه عليه، وتذكر له شيئاً من أمر الدين، تقيم عليه به حجة الله.

(الكلمة) بمعنى وعد الله سبحانه، من ذلك قوله عز وجل: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} (الفتح:15)، أي: يريدون أن يغيروا وعد الله الذي وعد أهل الحديبية؛ وذلك أن الله جعل غنائم خيبر لهم، ووعدهم ذلك عوضاً من غنائم أهل مكة، إذا انصرفوا عنهم على صلح، ولم يصيبوا منهم شيئاً. ومن هذا القبيل قوله سبحانه: {ولا مبدل لكلمات الله} (الأنعام:34)، أي: لا مبدل لما أنزل الله إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، من وعده إياه النصر على من خالفه وضاده، والظفر على من تولى عنه وأدبر.

(الكلمة) بمعنى شرع الله الذي شرعه لعباده، وهو إما خبر صدق، وإما طلب عدل إن كان أمراً أو نهياً، من ذلك قوله سبحانه: {لا مبدل لكلماته} (الأنعام:115)، أي: لا مبدل لما شرعه لعباده بما فيه من صلاح الدين والدنيا. ومن ذلك هذه الآية الكريمة: {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات} (البقرة:124)، أي: ابتلاه بما شرعه له من الأحكام.

(الكلمة) بمعنى علمه سبحانه وحكمه، من ذلك قوله تعالى: {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي} (الكهف:109)، قال البغوي: أي: علمه وحكمه. ونحوه قوله سبحانه: {ما نفدت كلمات الله} (لقمان:27). وقال ابن عباس رضي الله عنهما: الكلمات هنا: المواعظ.

(الكلمة) بمعنى دين الله وتوحيده وقول لا إله إلا الله، من ذلك قوله تعالى: {وكلمة الله هي العليا} (التوبة:40).

(الكلمة) بمعنى البشارة بعيسى عليه السلام، من ذلك قوله تعالى: {أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله} (آل عمران:39)، قال الطبري: إن الملائكة بشرت مريم بعيسى عن الله عز وجل برسالته وكلمته التي أمرها أن تلقيها إليها: أن الله خالق منها ولداً من غير بعل ولا فحل. وقوله سبحانه: {إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم} (النساء:171). يعني: بشرى الله مريم بعيسى، ألقاها إليها. ونحوه قوله عز وجل: {إن الله يبشرك بكلمة منه} (آل عمران:45)، يعني برسالة من الله وخبر من عنده. وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (الكلمة) هي عيسى. وقيل: (الكلمة) ها هنا بمعنى الآية.

(الكلمة) بمعنى القضية، من ذلك قوله تعالى: {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا} (الأنعام:115)، فـ (الكلمة) هنا القضية، وكل قضية تسمى كلمة، سواء كان ذلك مقالاً أو فعالاً، ووصفها بـ (الصدق)؛ لأنه يقال: قول صِدْقٌ، وفعل صِدْقٌ. وقيل: الكلمة هي القرآن.

(الكلمة) بمعنى الحجة والبرهان، من ذلك قوله تعالى: {ويحق الله الحق بكلماته} (يونس:82)، ونحوه قوله سبحانه: {ويحق الحق بكلماته } (الشورى:24)، أي: بحججه التي جعلها لكم عليهم سلطاناً مبيناً.

(الكلمة) بمعنى الحكم والقضاء، من ذلك قوله تعالى: {ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى} (طه:129)، إشارة إلى ما سبق من حكمه وقضائه سبحانه.

(الكلمة) بمعنى التوراة، من ذلك قوله تعالى: {يحرفون الكلم عن مواضعه} (النساء:46)، عن مجاهد قال: تبديل اليهود التوراة. ونحوه قوله عز وجل: {يحرفون الكلم من بعد مواضعه} (المائدة:41)، يعني: تغييرهم حكم الله تعالى الذي أنزله في التوراة في المحصنات والمحصنين من الزناة بالرجم إلى الجلد والتحميم.

وقوله تعالى: {فتلقى آدم من ربه كلمات} (البقرة:37)، قال المفسرون: الكلمات التي تلقاها آدم عليه السلام من ربه هي قوله تعالى: {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} (البقرة:23). وقيل المراد بـ (الكلمات) في الآية: الأمانة المعروضة على السماوات والأرض، المشار إليها في قوله سبحانه: {إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال} (الأحزاب:72).

وقوله تعالى: {وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا} (الأعراف:137)، قيل: هذه الكلمة هي قوله سبحانه: {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين} (القصص:5).

وقوله تعالى: {وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله} (البقرة:118)، أي: لولا يكلمنا الله مواجهة، وذلك نحو قوله تعالى: {يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة} (النساء:153).

وقد قال العلماء: مكالمة الله تعالى العبد على ضَرْبين: أحدهما في الدنيا، والثاني في الآخرة؛ فأما في الدنيا فعلى ما نبه عليه بقوله سبحانه: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا} (الشورى:51)، وأما في الآخرة فثواب للمؤمنين وكرامة لهم، تخفى عليهم كيفيته. وصلى الله على نبينا محمد.


توقيع عيبدة احمد دفع الله

ربي أغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب




عمر محمد الأمين
:: عضو نشـــط ::
رقم العضوية : 3
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 3,281
بمعدل : 0.65 يوميا

عمر محمد الأمين غير متواجد حالياً عرض البوم صور عمر محمد الأمين



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : عيبدة احمد دفع الله المنتدى : المنتدى الديني
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-02-2014 الساعة : 04:26 AM

أبو أحمد
شكرا على هذه السياحة اللغوية ، نفعنا الله وإياكم وزادنا من علمه



عيبدة احمد دفع الله
Administrator
رقم العضوية : 187
الإنتساب : May 2011
المشاركات : 360
بمعدل : 0.08 يوميا

عيبدة احمد دفع الله غير متواجد حالياً عرض البوم صور عيبدة احمد دفع الله



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : عيبدة احمد دفع الله المنتدى : المنتدى الديني
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-09-2014 الساعة : 03:13 PM

مشكور شيخنا عمر محمد الامين
(2)
كلمة ( الغيب )..
لفظ (الغيب) في أصل اللغة يدل على تستر الشيء عن العيون، ثم يقاس عليه. من ذلك الغيب: ما غاب مما لا يعلمه إلا الله. ويقال: غابت الشمس تغيب غيبة وغيوباً وغيباً. وغاب الرجل عن بلده. وأغابت المرأة فهي مغيبة، إذا غاب عنها زوجها، وفي الحديث: (لا تدخلوا على المغيبات) رواه الدارمي. ووقعنا في غيبة وغيابة، أي: هبطة من الأرض يغاب فيها. قال الله تعالى في قصة يوسف عليه السلام: {وألقوه في غيابة الجب} (يوسف:10). والغابة: الأجمة، والجمع غابات وغاب. سميت بذلك؛ لأنه يغاب فيها. والغِيبة: الوقيعة في الناس مأخوذة من هذا؛ لأنها لا تقال إلا في غَيبة المُستغاب.

ولفظ (الغيب) ورد في القرآن الكريم في ستين موضعاً، جاء في جميعها بصيغة الاسم سوى موضع واحد جاء بصيغة الفعل، وهو قوله تعالى: {ولا يغتب بعضكم بعضا} (الحجرات:12)، ومن الآيات التي ورد فيها بصيغة الاسم قوله تعالى: {الذين يؤمنون بالغيب} (البقرة:3). وكثيراً ما يقترن لفظ (الغيب) في القرآن الكريم بلفظ الشهادة، نحو قوله سبحانه: {عالم الغيب والشهادة} (الأنعام:73).

وجاء لفظ (الغيب) في القرآن الكريم بمعان مختلفة، حاصلها ما يلي:

{الغيب} كل ما غيَّبه الله سبحانه عن عباده، وبه فُسر قوله عز وجل: {الذين يؤمنون بالغيب}، قال الطبري: آمنوا بالجنة والنار، والبعث بعد الموت، وبيوم القيامة، وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. وقيل: الغيب هنا: هو الله سبحانه، أي: يؤمنون بالله. وقيل: الغيب هنا: القرآن. وقيل: الغيب: القدر. قال ابن كثير: كل هذه الأقوال متقاربة في معنى واحد؛ لأن جميع هذه المذكورات من {الغيب} الذي يجب الإيمان به. ونظير هذا قوله عز وجل: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا} (الجن:26). وأكثر ما ورد لفظ {الغيب} في القرآن الكريم على هذا المعنى.

{الغيب} بمعنى الوحي والقرآن، من ذلك قوله سبحانه: {وما هو على الغيب بضنين} (التكوير:24)، فـ {الغيب} هنا -كما قال المفسرون- هو: القرآن. قال قتادة: إن هذا القرآن غيب، فأعطاه الله محمداً صلى الله عليه وسلم، فبذله، وعلمه، ودعا إليه، والله ما ضنَّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم.

{الغيب} بمعنى حوادث القدر، من ذلك قوله عز وجل: {ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير} (الأعراف:188)، أي: لو كنتُ أعلم ما هو كائن مما لم يكن بعد، لفعلت الكثير من الخير. ومن هذا القبيل قوله عز وجل: {وعنده مفاتح الغيب} (الأنعام:59)، قال الطبري: فأخبر الله تعالى ذكره أن عنده علم كل شيء كان ويكون، وما هو كائن مما لم يكن بعد، وذلك هو {الغيب}. وفَسَّرَ مجاهد {الغيب} هنا، بـ: الموت.

{الغيب} بمعنى عِلْم الغيب، وهذا غير قليل في القرآن، من ذلك قوله سبحانه: {أم عندهم الغيب فهم يكتبون} (الطور:41)، قال الطبري: أم عندهم علم الغيب، فهم يكتبون ذلك للناس، فينبئونهم بما شاءوا، ويخبرونهم بما أرادوا. وقال ابن كثير: أي: ليس الأمر كذلك، فإنه لا يعلم أحد من أهل السموات والأرض الغيب إلا الله. ونحو هذا قوله عز وجل: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا} (الجن:26)، قال ابن كثير: إنه يعلم الغيب والشهادة، وإنه لا يطلع أحد من خلقه على شيء من علمه إلا مما أطلعه تعالى عليه.

{الغيب} بمعنى غيبة الزوج، وعلى هذا المعنى قوله سبحانه: {حافظات للغيب بما حفظ الله} (النساء:34)، قال السدي وغيره: تحفظ زوجها في غيبته في نفسها وماله. وقال الطبري: حافظات لأنفسهن عند غيبة أزواجهن عنهن، في فروجهن وأموالهم، وللواجب عليهن من حق الله في ذلك. ونظيره قوله عز وجل: {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب} (يوسف:52)، قال الطبري: لم أفعل معها فاحشة في حال غيبته عني. وإذا لم يكن منه ذلك بمغيبه، فهو في حال مشهده إياه أحرى أن يكون بعيداً من فعل فاحشة معها.

{الغيب} بمعنى قعر البئر، وعليه قوله تعالى: {وألقوه في غيابة الجب} (يوسف:10)، أي: ألقوه في قعر الجب، حيث يغيب خبره، ولا يُعلم أثره. ونظيره قوله عز من قائل: {وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب} (يوسف:15). وليس غيرهما على هذا المعنى في القرآن. وفُسَّرَ بعضهم (الغيابة) في الآيتين بمعنى: الظلمة، أي: ظلمة البئر. والمعنى قريب، بل هو لازم المعنى الأول.

{الغيب} بمعنى الظن، ومنه قوله تعالى: {ويقذفون بالغيب من مكان بعيد} (سبأ:53)، قال ابن كثير: {بالغيب} بالظن. يعني أنهم يرجمون محمداً صلى الله عليه وسلم، وما أتاهم من كتاب الله بالظنون والأوهام، فيقول بعضهم: هو ساحر، وبعضهم شاعر، وغير ذلك. ونظيره قوله سبحانه: {سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب} (الكهف:22)، أي: قذفاً بالظن غير يقين علم.

{الغيب} بمعنى كل ما غاب عن حواس الإنسان وعلمه، من ذلك قوله تعالى: {وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين} (النمل:20)، يقول القرآن على لسان سليمان: أخطأه بصري، فلا أراه، وقد حضر، أم هو غائب فيما غاب من سائر أجناس الخلق، فلم يحضر.

{الغيب} بمعنى ملازمة العذاب الكفار، وعلى هذا قوله عز من قائل: {وما هم عنها بغائبين} (الانفطار:16)، قال ابن كثير: لا يغيبون عن العذاب ساعة واحدة، ولا يخفف عنهم من عذابها، ولا يجابون إلى ما يسألون من الموت أو الراحة، ولو يوماً واحداً. وارتأى الطبري أن المعنى هنا: وما هؤلاء الفجار من الجحيم بخارجين أبداً، فغائبين عنها، ولكنهم فيها مخلدون ماكثون، وكذلك الأبرار في النعيم، وذلك نحو قوله: {وما هم منها بمخرجين} (الحجر:48).

{الغيب} بمعنى أنه سبحانه وتعالى لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، وعلى هذا قوله تعالى: {وما كنا غائبين} (الأعراف:7)، قال ابن كثير: يخبر تعالى عباده يوم القيامة بما قالوا وبما عملوا، من قليل وكثير، وجليل وحقير؛ لأنه تعالى شهيد على كل شيء، لا يغيب عنه شيء، ولا يغفل عن شيء، بل هو {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور} (فاطر:19)، كما قال: {وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين} (الأنعام:59).

{الغيب} بمعنى أحداث يوم القيامة والآخرة، من ذلك قوله عز وجل: {الذين يخشون ربهم بالغيب} (الأنبياء:49)، قال الطبري: يعني يخافون في الدنيا أن يعاقبهم في الآخرة إذا قدموا عليه بتضييعهم ما ألزمهم من فرائضه، فهم من خشيته، يحافظون على حدوده وفرائضه، وهم من الساعة التي تقوم فيها القيامة مشفقون، حذرون أن تقوم عليهم، فيردوا على ربهم قد فرطوا في الواجب عليهم لله، فيعاقبهم من العقوبة بما لا قِبَلَ لهم به. ونظيره قوله تعالى: {أطلع الغيب} (مريم:78)، قال ابن كثير: أعلم ما له في الآخرة حتى حلف على ذلك.

والمتأمل في مجمل المعاني التي ورد عليها لفظ {الغيب} في القرآن الكريم، يجد أنها تدور على معنى ما استأثر الله بعلمه، وحجب علمه عن عباده، وما جاء على غير هذا المعنى، فهو صادر منه، وراجع إليه.


توقيع عيبدة احمد دفع الله

ربي أغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب




حبيب الله عبد الرحمن
:: عضو مشارك ::
رقم العضوية : 246
الإنتساب : Jan 2012
المشاركات : 129
بمعدل : 0.03 يوميا

حبيب الله عبد الرحمن غير متواجد حالياً عرض البوم صور حبيب الله عبد الرحمن



  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : عيبدة احمد دفع الله المنتدى : المنتدى الديني
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-23-2014 الساعة : 07:50 AM

شكراً عيبده بارك الله فيك وزادك علماً ومعرفة وطاعة .


عيبدة احمد دفع الله
Administrator
رقم العضوية : 187
الإنتساب : May 2011
المشاركات : 360
بمعدل : 0.08 يوميا

عيبدة احمد دفع الله غير متواجد حالياً عرض البوم صور عيبدة احمد دفع الله



  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : عيبدة احمد دفع الله المنتدى : المنتدى الديني
افتراضي
قديم بتاريخ : 05-12-2014 الساعة : 06:16 PM

شكرا ابوعبدالرحمن وبارك الله فيك ولك..
(3)
كلمة :( الجدال )
الأصل اللغوي لمادة (جدل) استحكام الشيء في استرسال يكون فيه، وامتداد الخصومة، ومراجعة الكلام. و(الجدال) المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة، وأصله من جدلت الحبل، أي: أحكمت فتله. وجدلت البناء: أحكمته، ودرع مجدولة: المحكمة العمل. ويقال: جدل الحَبُّ في سنبله: قوي. والأجدل: الصقر المحكم البنية. والمجدل: القصر المحكم البناء، ومنه: الجدال، فكأن المتجادلين يفتل كل واحد الآخر عن رأيه. وقيل: الأصل في الجدال: الصراع وإسقاط الإنسان صاحبه على الجدالة، وهي الأرض الصلبة.

ولفظ (الجدل) ورد في القرآن في تسعة وعشرين موضعاً، جاء في خمسة وعشرين موضعاً بصيغة الفعل، من ذلك قوله تعالى: {يجادلونك في الحق بعدما تبين} (الأنفال:6)، وجاء في أربعة مواضع بصيغة الاسم، من ذلك قوله سبحانه: {ولا جدال في الحج} (البقرة:197). وفي القرآن الكريم سورة تسمى (المجادلة) تضمنت خبر المرأة التي جاءت رسول الله صلى الله عليها وسلم تشتكي زوجها.

ومادة (جدل) وما اشتق منها وردت في القرآن على ثلاثة معان، هي:

الأول: بمعنى الخصومة، وهذا المعنى أكثر ما جاء عليه هذا اللفظ، من ذلك قوله تعالى: {ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا} (غافر:4)، أي: ما يخاصم في حجج الله وأدلته على وحدانيته بالإنكار لها، إلا الذين جحدوا توحيده. ونحوه قوله سبحانه: {قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا} (هود:32)، أي: قد خاصمتنا فأكثرت خصومتنا. ومنه أيضاً عز وجل: {ومن الناس من يجادل في الله بغير علم} (الحج:3)، أي: يخاصم في الله. أما قوله تعالى: {فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط} (هود:74)، عن مجاهد: {يجادلنا}، يخاصمنا. وتفسير (الجدال) هنا بمعنى السؤال والطلب من الله -كما ذهب إلى ذلك بعضهم- غير مستقيم، واعتبر الطبري هذا التفسير جهلاً بالكلام، قال: لأن الله تعالى أخبرنا في كتابه أنه يجادل في قوم لوط، فقول القائل: "إبراهيم لا يجادل"، موهماً بذلك أن قول من قال في تأويل قوله: {يجادلنا}، يخاصمنا، أن "إبراهيم كان يخاصم ربه، جهل من الكلام، وإنما كان جداله الرسل على وجه المحاجة لهم. ومعنى ذلك: وجاءته البشرى يجادل رسلنا، ولكنه لما عُرِف المراد من الكلام حذف "الرسل".

الثاني: بمعنى المراء، من ذلك قوله عز وجل: {ولا جدال في الحج} (البقرة:197)، يعني: لا مراء في الحج، روي عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: (الجدال) أن تماري صاحبك حتى تغضبه. وعن مجاهد: {ولا جدال في الحج} قال: المراء. ونحو هذا قوله تعالى: {ما ضربوه لك إلا جدلا} (الزخرف:58)، أي: مراء، قاله ابن كثير. ومثله أيضاً قوله عز وجل: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلا} (الكهف:54)، قال الطبري: وكان الإنسان أكثر شيء مراء وخصومة، لا يُنيب لحق، ولا ينـزجر لموعظة.

الثالث: بمعنى الحِجَاج والمناظرة، من ذلك قوله سبحانه: {وجادلهم بالتي هي أحسن} (النحل:)، قال ابن كثير: أي: من احتاج منهم إلى مناظرة وجدال، فليكن بالوجه الحسن برفق ولين وحُسْنِ خطاب. وقد يكون المراد بـ (الجدل) في هذه الآية الدعوة إلى الدين، قال القرطبي: أمره أن يدعو إلى دين الله وشرعه بتلطف ولين دون مخاشنة وتعنيف. ومما جاء بلفظ الحِجَاج والمناظرة قوله عز وجل: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن} (العنكبوت:46).

وقد ذكر بعض أهل العلم فرقاً بين لفظ (الجدال) ولفظ (الحِجَاج)، فقال: "المطلوب بـ (الحِجَاج) هو ظهور الحُجة. والمطلوب بـ (الجدال) الرجوع عن المذهب، وذلك أن دأب الأنبياء عليهم السلام كان ردع القوم عن المذاهب الباطلة، وإدخالهم في دين الله ببذل القوة والاجتهاد في إيراد الأدلة والحجج".

نخلص مما تقدم أن لفظ (الجدال) أكثر ما جاء في القرآن الكريم بمعنى (الخصومة)، وجاء أيضاً بمعنى (المراء)، وبمعنى (المناظرة) و(الحِجَاج)، وهو بحسب هذا المعنى الأخير محمود ومرغوب فيه، وهو بحسب المعنيين الأول والثاني مذموم ومرغوب عنه.


توقيع عيبدة احمد دفع الله

ربي أغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب




الصديق الامام محمد الحسن
:: عضــو متميِّــز ::
رقم العضوية : 10
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 459
بمعدل : 0.09 يوميا

الصديق الامام محمد الحسن غير متواجد حالياً عرض البوم صور الصديق الامام محمد الحسن



  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : عيبدة احمد دفع الله المنتدى : المنتدى الديني
افتراضي
قديم بتاريخ : 05-21-2014 الساعة : 08:19 AM

شكرا الاخ عيبدة على هذه المعلومات القيمة جزاك الله خيرا ونرجو ان تعم الفائدة



الصديق الامام محمد الحسن
:: عضــو متميِّــز ::
رقم العضوية : 10
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 459
بمعدل : 0.09 يوميا

الصديق الامام محمد الحسن غير متواجد حالياً عرض البوم صور الصديق الامام محمد الحسن



  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : عيبدة احمد دفع الله المنتدى : المنتدى الديني
افتراضي
قديم بتاريخ : 05-21-2014 الساعة : 09:17 AM

شكرا لك اخينا عيبدة فقد استوقفنى الموضوع لذلك تانيت في قرأته وهو بلا شك اختيار جيد لفهم وافق متسع
نجد ذلك كثرا الاخ عيبدة فيما يسمى بعلم البناء اللغوى ( التركيب اللغوي ) وهو علم أصيل في اللغة العربية اخذ منه الاوربيون صناعة لغتهم المتفرقة من أصل لغتهم الام وهي الرومانية فاشتقوا منها الايطالية والاسبانية والفرنسية فهي جميعا صناعة لغوية مبنية على ماء جاء في لغتنا العربية فجميع اللغات الاوربية الحالية صناعة جديدة ( ماخوذه من فكرة البناء والاشتقاق) مشتقة من المجموعة الرومانية القديمة وضعت على اساس المعني الجزئ للكلمات وسهلت عليهم كثيرا في عملية الاشتقاق والمعنى، فاول من عرف هذه الظاهرة في صناعة اللغة هم العرب واستفاد منها غيرهم في صناعة لغتهم ، واستفادو امنها كثيرا في المعاني والتفاسير لهذه اللغات من خلال جزئيات الكلمة الواحدة ومشتقاتها فسهل عندهم المعني وصناعة اللغات الجديدة من خلال فهم أجزاء أو مكونات وبناء الكلمة والامثال لذلك كثيرة في اللغة العربية كما تفضلت وقد جاء بها القرآن وهو المعجزة في اللغة ولايتأت فهم هذه الظاهرة الا بصطحاب التركيب ( البناء والمعنى في وقت واحد) اجزاء اللكلمة الواحدة يمكن الرجوع لبعض القواميس العربية مثل مختار الصحاح والمصباح المنير والقاموس المحيط من القواميس العربية وفي قاموس اكسفوردالانجليزي حيث نجدها اهتمت كثير في أخد المعنى من اجزاء الكلمات وهذا ما اشرت اليه في سهولة التفسير من خلال ظاهرة الاشتقاق والبناء
جزاك الله خيرا اخونا عيبدة لهذه الاتكاءة الجميلة على كلمات لغتانا العربية


إضافة رد


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 02:08 PM بتوقيت مسقط

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
الاتصال بنا شبكة ومنتديات وادي شعير الأرشيف ستايل من تصميم ابو راشد مشرف عام منتديات المودة www.mwadah.com لعرض معلومات الموقع في أليكسا الأعلى