[مجتبى ميرغني]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله

عناية الدين باستقرار الأسرة المسلمة :

الأسرة لبنة أساسية من لبنات المجتمع المسلم ، وفي استقرارها استقرار للمجتمع ككل ، وقد عنى الإسلام بالأسرة عناية فائقة ، ونلحظ ذلك في كم النصوص الواردة من القرآن والسنة في هذا الشأن ، وفي اتباع المسلم لهذه النصوص استقرار وسعادة لجميع أفراد الأسرة دون استثناء – وهو التدين الذي نعنيه - و أسوق هنا بعض النصوص الدالة على ذلك تمثيلاً لا حصرا :

( 1 )

يقول الله سبحانه وتعالى :
( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ) .
هنا يبين الله سبحانه وتعالى أن القوامة في الأسرة للرجل ، فلابد لكل مجتمع من قائد يقود دفته إلى بر الأمان ، ولاشك أن الأسرة مجتمع مصغر ، والقيادة هنا ليست تعني السيطرة المطلقة ، والتفرد باتخاذ القرار ، واحتقار قرار المرأة ، إنما القيادة في الإسلام تعني الشورى ، تعني تلمس الحكمة أنى وجدت ، فقد أخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأي زوجته أم سلمة رضي الله عنها في غزوة الحديبية ، حين أشارت عليه بأن يأمر حلاقه بقص شعره أمام أصحابه رضي الله عنهم ، فيقتدوا به ، وهنا يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بهذه المشورة ، وهو من هو صلى الله عليه وسلم ؟؟؟ ، هو أفضل الخلق أجمعين ، يأخذ بأمر امرأة في قضية خطيرة كهذه .
وقد فضل الله الرجل بالقوامة لقيامه بالنفقة على الأسرة ، والقوة في الجهاد ، والميراث ، والأمر بالمعروف والنهي هن المنكر ، وفي تكليف رب الأسرة المتدين بالقوامة استقرار للأسرة ، وإبعاد شبح تضارب الآراء ، فعلى رب الأسرة أن يقوم بهذا التكليف كما أمر الله سبحانه وتعالى .


( 2 )

قول الله سبحانه وتعالى :
( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة )
يبين لنا ربنا هنا أحد آيات عظمته سبحانه ، حيث خلق الزوجين وجعل بينهما المودة والرحمة ، وهذا هو الأصل ، في العلاقة الزوجية - المودة والرحمة – المودة أي المحبة والميل القلبي ، والرحمة أي الرأفة ، وهو ما يكون فعلاً بين الزوجين سليمي الفطرة ، فهما يتبادلون المودة والرحمة ، مما يثمر بعد ذلك الاستقرار النفسي والعقلي والجسدي .
فالمتدين الحق لا يمكن أن يجافي زوجته أو يحتقرها لأن ذلك مناف للمودة ، ولا يتعامل معها بالعنف اللفظي أو الجسدي ، لأن ذلك مناف للرحمة .


( 3 )

و يقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : ( إن الله إذا أحب أهل بيت أدخل عليهم الرفق )
فلا يوجد بيت إلا وهو عرضة للمشاكل ، سواء بين الزوجين ، أو بين أحد الوالدين والأبناء ، أو بين الأبناء أنفسهم ، فالأب المتدين كما في الحديث يتعامل بالرفق في حلوله لهذه المشاكل ، بل ويربي زوجته و أبناءه على هذه الخصلة التي تجلب محبة الله سبحانه وتعالى .


( 4 )

و يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إذا أنفق الرجل على أهل بيته نفقة وهو يحتسبها كانت له صدقة )
فجعل ديننا الحنيف النفقة على الزوجة و الأبناء من الصدقات التي يؤجر عليها رب الأسرة ، مما يعالج مسألة البخل المادي لدى بعض الأزواج ، وخصوصا ممن فتح الله عليهم باب الرزق ، لكنهم في المقابل يقصرون في حقوق زوجاتهم وأبنائهم المادية .


( 5 )

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : (تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم ولا تكونوا كرهبانية النصارى )
وهنا دعوة من النبي صلى الله عليه وسلم إلى نبذ الرهبانية ، نبذ البخل الجنسي ، و أن ذلك ليس من الدين في شي، ، و أن هناك حقوق جنسية للزوجين ، لا يحق لأحدهما أن يمنع منها الآخر . بل بين العلماء إن العنة – عدم قدرة العضو الذكري على الانتصاب – من الأمور التي تفسخ النكاح .


( 6 )

ويقول صلى الله عليه وسلم : لجابر بن عبدالله لما علم أنه تزوج ثيباً : (فهلا بكراً تلاعبها وتلاعبك وتضاحكها وتضاحكك ) هكذا يكون المؤمن أحياناً في بيته ، يضاحك زوجته ويلاعبها ، وليس ذلك مناف للمروءة كما يظن البعض ، وإنما هكذا يبين النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : أن المؤمن يلاعب زوجته ويضاحكها أحياناً ، مما يبعد عن المنزل جو الكآبة ، والرتابة .


( 7 )

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : (خياركم خياركم لنسائهم )
وبهذا الحديث العام أختم مقالي ، حيث علق النبي صلى الله عليه وسلم الخيرية بأنها الإحسان للنساء ، و إكرامهن ، فمن يهين زوجته ليس من خيار المسلمين وإن كان إماماً لمسجد أو خطيباً لجمعة .

و الأحاديث في هذا الباب كثيرة لا يمكننا حصرها في هذا المقال ، لكننا نخلص هنا إلى أن الدين الإسلامي قد اعتنى بجانب الأسرة واستقرارها ،وأن من تدين به ، و تمسك بأوامره فإن ذلك سيجلب بإذن الله السعادة والاستقرار له ولأسرته .
والله الموفق لما فيه الخير والرشاد ، وصلى الله على نبينا محمد و على آله وصحبه وسلم .

إعداد
عمر بن عوض شملان

[عيبدة احمد دفع الله]

ألف مرحبا بالعودة يا مجتبى إفقتدناكم كثيرا وكل سنة وانت طيب , مشكور علي الموضوع المفيد الهادف , ولعل الفقرة الأولى ستغضب نساء هذا الزمان لأنهنّ يعتبرنّ أنفسهنّ متساويات مع الرجل في كل شيئ على الرغم من توضيحك للقوامة وعدم التسلط , ( شغل المرأة , تنصيبها مناصب قيادية وقضائية , و مشاركت الرجل النفقة , والخ...).
اكرر شكري مرة أخري ونرجو عدم الإنقطاع.

[مجتبى ميرغني]

أشكرك الأخ عيبدة للمشاركة الطيبة وكل سنة وانت طيب وان شاء الله ما حا ننقطع تاني

[الهادي الامام محمد]

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اهله وصحبه الكرام
السلام عليكم الاخ مجتبى وعودا حميدا قد افتقدناك كثيرا ومشكور على الطله والاختيار الموفق للحديث عن اسرار الاستقرار الاسري والذي يقود لاستقرار المجتمع واضيف ما يلي:
قال صلى الله عليه وسلم يا معشر النساء ! تصدقن وأكثرن الاستغفار . فإني رأيتكن أكثر أهل النار . فقالت امرأة منهن ، جزلة : وما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار . قال : تكثرن اللعن . وتكفرن العشير . ........ (هوى ياراجل انا شفت ليك شنو!!!!) ( وكذلك تكثر من اللعن والتسخط ) وهذا ملاحظ وكثير.وهو مما يكدر صفاء الحياة الزوجيه ويدخل الضجر العصبيه بين افراد الاسره.
وحتي تنعم الاسرة بالاستقرار يجب ان ترضى المرأة بعطاء زوجها ولاتكفر به وتنكره مهما كان قليلا.
كذلك المرأة مأمورة بطاعة زوجها وطاعته مقدمه على طاعة والديها فلاتعصيه في فراشها ،
ولاتصوم صوم وزجها شاهد الا باذنه ،
ولاتغادر بيتها الا باذنه.
فاذا طلب لبت واذا نهى انتهت. (الا في معصية الخالق)
ولاتدخل احد في بيتها الا باذنه.
وجائزتها في ذلك الجنة والنجاة من النار
الحال الغالب الان:
(نجد نسائنا الان في الاسواق وفي البكيات والمناسبات والفرشات والزوج لايعلم اين هي يأتي من الخلاء او العمل وبعد ما يشرب كوز المويه يقول لابنه ياجنا هوى امك وين .... مشت السوق!!!! او مقيله في البكاء او والله ماعارفها مشت وين!!!!


حسن التبعل
من اهم مقومات الاسره وعدم تفككها هو حسن تبعل المرأة لزوجها والتجمل له وتهيئة راحته في منزله حتى لايترك حلاله ويهرب لغيره مما حرمة الله خاصة في زمن شاع فيه الفجور والفسوق وبيع الهوى-
الحال الان ولا اعمم:
(تلقى المرأة تحوم بالنهار وتربط راسها بالليل وبدلا من ان يشم عطرها يشم رائحة المطبخ من البصل والثوم ودخان الحطب ، او رئحة ابوفاس والفكس !!!!!

التودد والتلاطف وحسن الاستقبال
حتى وان كان مصطنعا في بدايته فهو مطلوب من الجانبين ممن منا دخل البيت والقى تحية وسلام خاص لزوجته او دلعها بكلمة خفيفه من كلمات المسلسلات العاطفيه (نهارك سعيد يام فلان او يامدام ....) صباح الخير ( يا حـ ب يـ ......) والله انا ذاتو ماقادر اكملها الظاهر دي ما كانت في زمنا

كذلك الزوجه مطلوب منها نفس الشعور مع زوجها في التلاطف والتودد - الكلام دى بعض الناس بحسوه في الزوجات لكن من الصعوبه ان تتفوه به المراة او كذلك الرجل مع انه حلال طيب يقوى اواصر الصلة والمحبه ويقوى دعائم الزوجيه، واذ كان موجود كاحساس برضو كويس فالعافيه درجات، وقد يكون في بداية الزجيه ولكن لايستمر كثير في اغلب الاحيان.

هناك الكثير والكثير والذي هو من لب الدين لتأسيس الحياة الزوجيه على نهج قويم يسعى لترابط المجتمع المسلم وعدم تفككه ولكن يعتبره الكثير منا (كلام مدينه)
ولكم جزيل الشكر واستغفر الله لكل ذلة ولكن قصدت التوضيح والتبسيط وشكرا

[مجتبى ميرغني]

مشكور الاخ الهادي للمداخلة الرائعة و الكلمات المفيدة وحققكم علي ومافقدتكم في شينة كما نقول