بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه وبعد :-
استعانة بالله وتوفيقه نورد المقام الأخير من مقامات المحاسبة والمراقبة الست ، وهو معاقبة النفس على تقصيرها.
أعلم أن المريد اذا حاسب نفسه فرأى منها تقصيراً أو فعلت شيئاً من المعاصي فلا ينبغي أن يهملها ، فانه يسهل عليه حينئذٍ مقارفة الذنوب ويعسر عليه فطامها ، بل ينبغي أن يعاقبها عقوبة مباحة كما يعقاب أهله وولده .
وكما روي عن عمر رضي الله ، أنه خرج الى حائط له ، ثم رجع وقد صلى الناس العصر ، فقال : إنما خرجت الى حائطي ورجعت وقد صلى الناس العصر ، حائطي صدقة على المساكين . قال الليث : إنما فاتته صلاة الجماعة ، وروي عنه أنه شغله أمر عن المغرب حتى طلع نجمان ، فلما صلاها أعتق رقبتين .
وحكي أن تميم الداري رضي الله عنه نام ليلة لم يقم يتهجد فيها حتى أصبح ، فقام سنة لم ينم فيها عقوبة للذي صنع .
ومر حسان بن سنان بغرفة فقال : متى بنيت هذه ؟ ثم أقبل على نفسه فقال : تسألين عما لا يعنيك ، لأعاقبنك بصوم سنة ، فصامها .
فأما العقوبات بغير ذلك مما لا يحل ، فيحرم عليه فعله ، مثال ذلك ما حكي أن رجلاً من بني اسرائيل ، وضع يده على فخذ امرأة ، فوضعها في النار حتى شلت ، وأن آخر نظر الى أمرأة فخلع عينيه ، وهذا كله محرم ، وانما كان جائزأً في شريعتهم ، وقد سلك نحو ذلك خلق من أهل ملتنا ، حملهم على ذلك الجهل بالعلم ، كما حكي عن غزوان الزاهد : أنه نظر الى امرأة ، فلطم عينه حتى نفرت . انتهى قول المؤلف .
لاشك أننا نعيش في زمان كثرت فيه وسائل اللهو التى قل ما يسلم منها أحد ، وتيسرت فيه وسائل الراحة ، فيا ترى بماذا نعاقب أنفسنا ونحن كل يوم نغترف المعاصي من حيث لا ندري ؟ بالصوم كما فعل الأولون ؟ أم بترك المباحات التي نتمتع بها بفضل الله سبحانه وتعالى ، أم ببذل الصدقات في حدود الاستطاعة ؟ أرجو من الاخوة والأبناء الذين يطلعون على هذا المقام أن يدلوا بدلوهم في أمر العقوبات التي يمكن أن نعاقب بها أنفسنا في هذا الزمان . والحمد لله رب العالمين .
التعديل الأخير تم بواسطة حبيب الله عبد الرحمن ; 04-11-2012 الساعة 11:40 AM.
مما لا شك فيه أن الذي شرعه ربنا لنا عند المعصية هو التوبة والاستغفار وما يشتمل عليهما من نحو صلاة التوبة،
ففي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ثم يستغفر الله إلا غفر الله له
ثم قرأ هذه الآية:" وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران : 135]
أخرجه بعض أهل السنن.
قال سفيان بن عيينة: التوبة نعمة من الله أنعم الله بها على هذه الأمة دون غيرها من الأمم وكانت توبة بني إسرائيل القتل.
أما العقوبة بإيقاع الأذى بالنفس فهو من الاشتطاط و العقوبة الجسدية أو المادية تنتهى بانتهاء مفعولها طال الزمن أو قصر
في حين أن التوبة تربية للنفس و التربية تبقى وينمو تأثيرها و مفعولها في النفس.
الإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه كما عرفه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم((أن تعبد الله كأنك تراه ,فإن لم تكن تراه فإنه يراك ))حديث جبريل الطويل في القرآن فإنه ورد الاحسان في قوله تعالى ((ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالانثى فمن عفى له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تحفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب اليم))وفي قوله تعالى في سورة البقر كذلك ((الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان))وفي السنة النبوية نورد حديث عن شداد بن أوس رضي الله عنهما قال ثنتان حفظتهما من رسول الله صلى الله علية وسلم إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم ,فأحسنوا القتلة ,وإذا ذبحتم .فأحسنوا الذبح .وليحد أحدكم شفرته , فليرح ذبيحه))رواه الامام مسلم في صحيحه لذلك لابد للمحسن [ان يلازم الاحسان في كل شيء حتى يرتقى بالنفس بأن تحمل الاحسان في كل أمر من الامور بذلك نتال مدحا في العاجل وثوابا في الآجل .نيل رضى رب العباد ومحبة المخلوقين كما قال الشاعر أحسن غلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الانسان إحسان-