في مقالي السابق ( خمس اوقفنني خلال هذا الاسبوع ) تطرقت في الرابعة للمدعو بله الغائب
وقد نشرت صحيفة اليوم التالي جزء من دجل هذا الرجل في لقاء معة يدعي فية المزيد من تنباءته الباطلة
نشرت صحيفة اليوم التالي لقاء مع المدعو بلة الغائب يتنبأ فيه مجدداً بامتداد حكم البشير لـ 31 سنة و25 يوماً ..
كان هذا الغائب المغيب قد ذكر في لقاء صحفي سابق أنه زار الرئيس البشير وأنه كشف له أنه سيحكم السودان ثمانية عشرة عاماً وخمسة وعشرون يوما ، ثم عاد يقول: ومن فضل الله على البلاد أن المدة الاولية قد تمت زيادتها للرئيس البشير بعد ان أوفى وعده وحقق التنمية، وانه - أي الرئيس البشير - سيحكم السودان لسبع سنوات قادمات.. وها هو الآن يقول إن المدة التي سيحكمها البشير واحد وثلاثين عاما و خمسة وعشرون يوما ..
لا شك عندي أن مثل هذه التنبؤات تجد هوى كبيراً لدى الإنقاذيين وتداعب أمانيهم في البقاء على سدة الحكم إلى الأبد، وإلا فلماذا يتركون مثل هذا الدجال يشكك الناس في عقائدهم بدلاً من تطبيق حد الله فيه بالقتل دون استتابة كما هو الشأن مع السحرة والكهانة والسفليين؟
ففي العام الماضي تحدث هذا الدجال الكبير عن تسخيره للجن وأخبر القوم بوجود أطنان كبيرة من الذهب مدفونة تحت عنابر سجن النساء بأم درمان تكفي لحل مشاكل السودان حسب زعمه .. وعلى الفور قامت السلطات الحكومية بشراء أجهزة الكشف عن الذهب وقررت هدم عنابر السجن ونقل السجينات الي دار الانتظار ببحري ..
وفي العام 2005 كان هذا الدجال ( بلة المغيب ) قد تنبأ بنجاة جون قرنق عقب اختفاء طائرته ، وقال إن قرنق لم يمت وإنه سيظهر.. وشاء الله أن يفضح كذبه على رؤوس الأشهاد ويموت قرنق .
وفي لقاء أجرته معه صحيفة الاهرام السودانية يوم 4 نوفمبر 2010م قبيل الاستفتاء توقع هذا الدجال هروب رئيس الحركة الشعبية سلفا كير إلى دولة مجاورة لم يسمها ، وتوقع كذلك أن يصوت الجنوبيون للوحدة بنسبة عالية ، وشاء الله أن يفضحه مرة أخرى وينفصل الجنوب.
والغريب أن مجالس الخرطوم تحدثت وخاضت في هذه النبوءة كثيراً وصدقها أقوام وكذبها آخرون حتى أن الصحفي مكي المغربي كتب في صحيفة السوداني بتاريخ 10 / 11 / 2011م مقالاً بعنوان: (عزيزنا سلفا كير: ليست نبوءة فحسب بل توقعات ذات صلة بالواقع) وقال في مقاله إن النبوءة هي علاقة مقدسة بين الخالق والخلق
وفي لقاء آخر مصور ومنشور في اليوتيوب يقول هذا المغيب عن نفسه أن الله أتى به رحمة للسودان ..(أنا بعتبر ربنا جابني رحمة لناس المليون ميل مربع ( ولا أدري لماذا لم تخبره شياطينه أن هذه المليون ميل ستنقص في عهد البشير وسيصبح هذا الرقم المتميز في خبر كان ؟؟
وفي لقاء آخر سأله الصحفي عن مستقبل السودان فقال:
بلة: - السودان دا ما فى أى دولة حا تحصلوا في الثروة والرخاء ولا حتى دول الخليج زاتها ..
الصحفي: - وبالنسبة لي امريكا ومجلس الأمن؟ ..
بلة: - لا لا لا امريكا ما جاياكم .. ما تخافوا ..
الصحفي: - الأيام دى أظنك سامع بالقوات الاممية ؟..
قال بلة:- يا ابنى مافي أي قوات دولية خاشة عليكم .. ودة خليهو سر بينى وبينك ..
الصحفي: - لو سمحت لى ننشروا على الاقل دا يمكن يطمئن الناس ..
بلة:- قول ليهم ما فى اى قوات خاشة لا فى غرب السودان ولا في العاصمة.
ودخلت القوات الأممية وسرحت ومرحت في البلاد..
إن علاقة الانقاذيين بالدجل والشعوذة ليست بعيدة ، وهي علاقة لها جذورها الضاربة في القدم ، ففي العام 1990 شارك نفس هذا المشعوذ فيما سمي وقتها بمؤتمر الاستراتيجية القومية الشاملة الذي انعقد في قاعة الصداقة في الخرطوم بورقة حول "دور الجن في اكتشاف واستخراج بترول السودان" وجلس الإنقاذيون يستمعون لخطرفات مشعوذ وهو يتحدث لهم عن الجن ويعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً ..
وقبل أسابيع طالعتنا بعض الصحف المحلية بأنباء عن لجوء بعض الوزراء إلى المشعوذين وضاربي الرمل لابقائهم في مناصبهم ولا تطالهم التعديلات الوزارية..
إن أمة يترك فيها هؤلاء الدجاجلة يسرحون ويمرحون ويصرحون ويخطرفون ويلتقيهم رئيسها ويفتح لهم أبواب قصره بل ويستضافون في المؤتمرات هي أمة مهزومة مهزومة مهزومة حتى ولو رفعت شعار لا اله الا الله والحال كما نرى يغني عن المقال ..