عفو الخاطر في رثاء تاج المكارم ____ عمر محمد الأمين
بتاريخ : 04-09-2018 الساعة : 08:08 AM
عفو الخاطر في رثاء تاج المكارم
عمر محمد الأمين
___
بسم الله الرحمن الرحيم
لعَمْرُك ما الأسماءُ إلاَّ علامةٌ منارٌ... ومِنْ خيرِ المنار ارتفاعُها.
قالت العرب قديما: لكل مسمى من اسمه نصيب، ولكن "التاج ود حوه" كانت علامة مناره أنه تيجانا وليس تاجا واحدا، وأنعم بها من تيجان في شخص واحد
جمع التاج في شخصيته الكثير من منهج التربية النبوي: صلة الأرحام والسعي في قضاء حاجات الآخرين والكرم والتواضع والتبسم.
فقد كان التاج تاجا للمروة، متواضعا كان موطأ الأكناف يألف ويؤلف متبسطا مع الجميع من حيران والخلوة ومع المسؤولين متواضعا مع الفقراء والأغنياء، مع عتالة السوق. مع الصغير والكبير
فقد كان التاج تاجا لصلة الأرحام عليم بها وبامتداداتها، فلم ير ولم يسمع التاج قط إلا هو ينادي أي فرد بصلته الرحمية: تعال ابن خالتي، مرحبا خالي حباب ابن الخال وهكذا تكون تحيته رسالة سلام ومحبة تفتح له الأبواب وتزيل الحواجز، وجعل الله له بذلك السلوك القبول فكان المبادر دوما لحلحلة المشاكل الأسرية وكلما يشجر بين الأفراد والأسر، وكلما تسال عن أمر ما يقال لك الموضوع دخل فيهو التاج ومحلول إن شاء الله. كان يرتق النسيج الأسري ويحفظ ويصون العوائل من التفكك في صمت تسبقه بسمة وثغر باسم.
و كان التاج تاج كرم وعطاء يدا ممدودة وكلمة طبية وبسمة وضاءة هي رسول محبة وقبول.
كان التاج هميما (شخص قدامي) في كل شأن عام وفي شأن أهله وعشيرته فلا راحة له إلا بعد أن ينجزه ويثبه.
اللهم إن التاج ود حوة قد نزل بك ضيفا وأنت أكرم منزول به فاكرم وفادته وأنزله مع الشهداء والصديقين
اللهم ثبت قدميه يوم تزل الأقدام كما في البشارة النبوية " من مشى مع أخيه في حاجة حتى يقضيها له؛ ثبت الله قدميه يوم تزل الأقدام"،
وفي فجيعتنا نستحضر قول زهير وهو شعر مشهور:
فلو كان حمد يخلد المرء لم يمت ... ولكن حمد المرء غير مخلد
وكذلك قول جرير:
فلو كان الخلود بفضل قوم ... على قوم لكان لنا الخلود
اللهّم هذا عبدك التاج قد جاءك فأَثْبَتَ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزِلُّ الأَقْدَامُ وعامله بما أنت أهل له،
اللهّم إنه كان يقري الضيف ويكرمه فاكرم وفادته يا أرحم الراحمين يا أكرم الأكرمين يا خير منزول به
اللهّم إن عبدك ( التاج) نزل بك وأنت خير منزول به, اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى نزلاً له يا رب العالمين,
اللهّم أدخله الجنة بغير حساب برحمتك يا أرحم الراحمين,
اللهم إنه في ضيافتك, فهل جزاء الضيف إلا الإكرام والإحسان وأنت أهل الجود والكرم.
اللهّم استقبله عندك خالٍ من الذنوب والخطايا واستقبله بمحض رحمتك وعفوك وأنت راضٍ عنه غير غضبان عليه برحمتك يا أرحم الراحمين .
وصادق العزاء و المواساة لكافة أهلنا الجليلاب حيثما كانوا ولعارفي فضله وكرمه وسمو خلقه.