ينعي ملتقى نهضة ولاية الجزيرة الأستاذ السفير احمد يوسف مصطفى التني
بتاريخ : 04-25-2017 الساعة : 04:28 PM
ينعي ملتقى نهضة ولاية الجزيرة الأستاذ السفير احمد يوسف مصطفى التني
بمزيد من الحزن والأسى ينعى ملتقى نهضة ولاية الجزيرة الأستاذ احمد يوسف مصطفى التني سفير السودان السابق بالدوحة الذي وافته المنية قبل يومين بالسودان والملتقي إذ ينعي إنما ينعي فيه دماثه الخلق وطيب المعشر والوطنية الصادقة.
كان الإستاد أحمد يوسف مصطفى التني سفيرا للسودان بالدوحة في أول التسعينات وفي عهده تم قيام أول جالية سودانية عن طريق التمثيل النسبي للفئات وكان من أميز السفراء الذين مروا على الدوحة وكانت له مواقف كثيرة دفع ثمنها بأن تم إنهاء خدماته قبل مدته فلم يرجع وعمل موظفا بمصرف قطر الإسلامي وكان وقتها حديث النشاءة.
وكان الأديب الكبير الطيب صالح قد كتب في حقه:" كنت في الدوحة حين انتهى أمدُ الجواز. رُحت إلى السفارة، وأنا بين الشك واليقين، فقد كنتُ أعلم ُ أن الجواز لم يعُد حقاً مشروعاً في هذا العهد، ولكنه صار منه تفضلاً، يمنحونه ويمنعونه كما يحلو لهم. وكانت ترد إلى السفارة من الخرطوم قوائم بأسماء مواطنين حرامٌ عليهم التمتُع بالحق الذي فرضته لهم القوانين والأعراف، وما يدريني أنني واحد منهم.
لكنني وجدتُ سفيراً غير هياب ولا وَجِل، سودانياً كأحسن ما يكون السوداني، ومن سماحة وشجاعة الأكفاء وترفع. كان من القلة التي بقيت من الدبلوماسيين بعد حملات التطهير والتشريد والإحالة على المعاش. وكان الناس يعجبون كيف أنهم لم ينتبهوا إليه، فظل في منصبه، يعامل المواطنين على اختلاف انتماءاتهم السياسية دون تفرقة. دائماً تجده بينهم في مسرّاتهم وأحزانهم، لا يبالي إن كان الشخصُ مرضياً عليه من النظام. ولم يكن يهاب أن يجدد الجوازات لمستحقيها دون أن يطلب الإذن من سلطات الخرطوم لأنه يعلم أنه لو سألهم فسوف يجيبون بلا.
من خيار الناس وخيار السفراء، بشهادة أهل البلد التي عمل فيها، وكل من عرفه أو تعامل معه. أعادوه إلى الخرطوم ضربة لازب، ولم يلبث غير أشهر حتى أحالوه إلى التقاعُد. ذلك وهو في عزّ الشباب وعُلو النشاط وقصارى الجهد في خدمة الوطن.
إنما هو قد خدم السودان في صيرورته التي تظل ثابتة، بعد أن تجيء العهود وتذهب.
اسمه " أحمد يوسف التّني " ومن سخريات الأمور أن والده " يوسف مصطفى التّني " كان من كبار شعراء السودان، ومن المناضلين الأوائل، ومن الجيل الأول من السفراء الذين جعلوا السودان رصيداً بدده أصحابنا هؤلاء فعل من لا يخشى الفاقة، وفوق ذلك هو صاحب النشيد الذي ألهب خيال أجيال من السودانيين يقول فيه :
نُدني بالائتلاف .. آمالنا البعيدة
لا نعرف الخلاف .. في الجنس والعقيدة
فالدين لله .. والمجدُ للوطن".
لما لا وهو ابن ذاك الاسد فقد كان والده " يوسف مصطفى التّني " من كبار شعراء السودان ، ومن المناضلين الأوائل ، ومن الجيل الأول من السفراء الذين جعلوا السودان في حدقات العيون ، وفوق ذلك فهو صاحب النشيد الذي ألهب خيال أجيال من السودانيين يقول الذي بقول فيه :
وصاحب النشيد الوطني
في الفؤاد ترعاه العناية بين ضلوعي الوطن العزيز
لي عداه بسوي النكاية
وان هزمت بلملم قواي
غير سلامتك ما لي غاية
إن شاء الله تسلم وطني العزيز
+++++
د. صديق الإمام
نائب رئيس ملتقى نهضة ولاية الجزيرة