|
|
المنتدى :
المنتدى العام
رفاعة قلب السودان النابض حباً وسلاماً (1-2) .. بقلم: شول موبيل. فنلندا
بتاريخ : 07-11-2016 الساعة : 04:56 PM
رفاعة قلب السودان النابض حباً وسلاماً (1-2) ..
بقلم: شول موبيل. فنلندا
[email protected]
++++
تعريف الإنسانية بمفهومها البسيط هي مجموعة من الجوانب الإيجابية والأخلاقية للإنسان، والأخلاق بدورها تُكتسب من بيئة المنشأ المشبع بالتربية الحسنة والتعليم الممنهج فيخرِج لنا إنساناً متزناً مبدئه في الحياة الإنسانية أي يعيش دائماُ متصالحاً مع نفسه شجاعاً في أرائه يحب الخير لكل من حوله.
هذا التعريف وما تلته من صفات يتميز به إنسان رفاعه الذى عرفته عن قرب في فترة دراستي المرحلة الثانوية (1993-1995)وأيقنتُ وقتها بإن إنجاب رفاعة لأعلام مثل الشيخ بابكر بدرى، الأستاذ محمود محمد طه، الشاعر محمد عثمان عبدالرحيم شاعر أنا سوداني، الفنان التشكيلي عثمان عبد الله وقيع الله، والشيخ محمد عبدالله قوي المعروف بشيخ لطفي لم تكن صدفة فالناس هنا يتنفسون الحب، حب الإنسان لأخية الإنسان وظاهرة مدرسة الشيخ لطفي خير شهادة على ودَّ ومحبة وأصالة أهل رفاعة فالمدرسة أُعيد افتتاحها للطلبة الجنوبيين عام 1985 واختير مربى الأجيال قرنق أليو أنيانق مديراً لها أبان فترة الحرب الأهلية التي شتت الأسر وأهدرت فرص التعليم لقطاع كبير من أبناء الجنوب إذ ظللنا نهيم بوجوهنا في مدن مختلفة من أنحاء السودان وخاصة الخرطوم بحثا عن طوق نجاة لنشل مستقبلنا الباهت من براثن الضياع دون جدوى فكان الفرج والأمل من أُناسٌ عُرِفوا بنشر التعليم لوجه الله سنيناً عددا أهل رفاعة أحفاد الشيخ بابكر بدرى إذ فتحت أسرة الشيخ لطفي أبواب مدرستها العريقة للطلبة الجنوبيين دون مقابل، وقد كانت البداية بثلاثة فصول مقابل العدد الضخم من الطلبة النازحين تقدر تعدادهم ب 450 طالب، عددٌ تخطت الميزانية الممنوحة من الحكومة المركزية فالمدرسة بحوجة لمعلمين وإلى 12 فصل للدراسة على أقل تقدير وكتاب مدرسي ومواد غذائية بالشئ الفلاني وقد كادت أن تؤدى هذه المعضلة لقتل الحلم في مهدها لولا تتدخل أهل رفاعة وقالوا قولتهم الشهيرة (لو الفصول ما شالتهم بيوتنا بتشيلهم) وهذه العزيمة والإصرار من أهل رفاعة ليس وليد اللحظة فقد قالها من قبل الشيخ لطفي في وجه الإنجليز الذين تماطلوا وقتها بمنح تصريح فتح هذه المدرسة نفسها سنة 1945 ففتحها الشيخ دون إذنهم واستشاطوا غيظاَ وهددوا الشيخ بإغلاقها فقال لهم (أنا فتحتها تعالوا إنتو قفلوها).
ولا ننسى بأن الكادر الجنوبي المتعلم أيضاَ لم يغب عن هذه الملحمة فمعظم من عمل في طاقم التدريس بمدرسة الشيخ لطفي لم يكن في الأساس خريج تربية فمثلاً على سبيل المثال لا الحصر عبدالله دينق نيال السياسي المعروف فهو حاصل على ليسانس اللغة العربية وآدابها من جامعة الأزهر الشريف، والمرحوم الأستاذ أندرو أكول خريج لاهوت من لبنان، والأستاذ أيزاك ماكور خريج هندسة من مصر، والأستاذ كوير ويل ألير خريج زراعة من مصر وغيرهم، وجاءت هذه البادرة الطيبة منهم لسد حاجة المدرسة من المعلمين وكللت تعاون أهل رفاعة مع الجنوبين بنجاح منقطع النظير استمرت لأكثر من ربع قرن من الزمان إذ ازدادت أعداد الطلبة في السنوات التالية لتصل ما يقارب ال800 طالب وقد خرجت المدرسة حوالى 12000 طالب جنوبي طيلة ال 25 عاماً إذ يشغل معظمهم الآن مناصب عليا في دولة جنوب السودان منهم مثلاً إستيفن ديو داو وزير وزارة التجارة والصناعة في الحكومة الانتقالية الحالية، جوزيف منتويل حاكم ولاية الوحدة المكلف سابقاً، أكول فول كورديت رئيس قطاع الشباب بالحزب الحاكم ونائب وزير الإعلام، ين ماثيو شول الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان سابقاً، والمهندس شول تونغ ماياي حاكم ولاية البحيرات الأسبق وغيرهم الكثير الكثير لا يمكننا حصرهم جميعاً في هذا المقال.
وقد ساهم طلاب مدرسة الشيخ لطفي إسهاماً كبيراً في رفع راية المدرسة عالياً خفاقاً في المناشط الرياضية على ضوء منافسات الدورات المدرسية على مر السنين فما كان يذُكر ولاية الجزيرة إلا وذكروا معها محافظة البطانة ورونقها مدرسة الشيخ لطفي وكسب منتخبات لطفي جمهوراً عريضاً في كل من ملاعب رفاعة ومدنى إذ تغنوا وهتفوا معها في نهاية كل مبارأة في مسيرة تجوب الشوارع (طائرة قدم سلة لطفي * طائرة قدم سلة لطفي)
يتبع.
+++++
[email protected]
|
|
|
|
|