المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هَلْ يكون عَبدُ الفَضيْل المَاظ مِنَ "البِدوْن"؟ .. منقول


عمر محمد الأمين
05-19-2011, 08:27 PM
هَلْ يكون عَبدُ الفَضيْل المَاظ مِنَ "البِدوْن"؟ .. بقلم: جمَال مُحمد إبراهيم
أقربُ إلى القلب:

[email protected]
يُحِبُّ العَاقلوْنَ على التّصَافي وَحُبُّ الجَاهليْنَ على الوَسامِ
وآنَفُ مِن أخي لأبـي وأمّي إذا أنـا لَـمْ أجِـدهُ مِن الكِـرامِ
أبو الطيب المتنبي
( 1 )
لماذا تتأرجح وقائع تاريخنا القريب ، بين ألسنة تشافه وقائعه، وأخرى تكتبه مموّهاً في أحيان ومبتوراً في أحايين أخرى . ليس عام 1924 بزمانٍ غابر، فيتعسّر على كُتّاب التاريخ ودارسيه التقصّي العميق، وجمع الحقائق من أفواه أبطال هذه الوقائع، أو من أبنائهم أو أحفادهم أو من المشاركين بدورٍ فيها، قصُرَ أم كبُر .
أحدّثك عن عبد الفضيل، وقد شكّل استشهاده شرارة أولى في مسيرة الحركة الوطنية المعادية للوجود الاستعماري الذي فرضته اتفاقية الحكم الثنائي اقتدارا: سيطرة بريطانية ومشاركة صورية بلا لون، من قِبـَلِ مصر. وفيما نحنُ على أعتاب خروج جنوب السودان دولة مستقلة، إثر الاستفتاء الذي اسْتُطبخَ استجابةً لاجندا غامضة على المواطن السوداني، فإنك تسمع مِن غُلاة السياسيين في الخرطوم هذه الآونة، من يجاهر بالقول صراحاً، أن الجنوب جنوبٌ، والشمال شمالٌ، ولن يلتقيا، قولاً ما تخيّرهُ الشاعرُ الانجليزي "كيبلينغ" في قصيده الشهير. بعضُ أولئك الغُلاة لا شك قد تمنّى، أن لو كان مجرَى النيل من الشرق إلى الغرب ، حتى تُرسّخ الطبيعة "مجرَى" الإنفصال. وإنْ كانت البُلدان تنشأ بين أُطُرٍ وحدود، فإنّ الأمم تنشأ بانتماءٍ وجداني يتغذّى من تماثل اللغة والثقافة والعقيدة والعادات ، عبر مدىً زمانيّ متصلٍ وعميق الجذور في مساره التاريخي.
أرى السودان الذي نعرفه أمّةً واحدة ، أمّا الانفصال فقد أفرز بلدين لهذه الأمّة . بهذا المنطق، لن ينجح غُلاة المتطرفين في استنشاء أمة سودانية بلا هُويّة، أو بلداً من "البدون" لا يحمل "سودانيته" في وجدانه. الماظ في استشهاده، هو اللبنة الأولى في صرحِ الحركة الوطنية، ولن يكون، لسببٍ طاريءٍ من توترات سياسية في حيّز زماني معيّن، مواطناً بلا هوية، مواطناً من "البدون". لنا أن نتذكّر هنا ما جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة عام 1948 ، في مادته الخامسة عشرة :
- لكل فرد الحق بالتمتع بجنسية معينة ،
- لا يجوز حرمان أيّ شخص من جنسيته وإنكارها عليه أو حقه في تغييرها .
ولا أرانا نستهدي بما فعلت الكويت تاريخياً، بقبائلها المشتركة مع العراق، تمنّعت عليهم بهويّةٍ، فشكّلوا ظاهرةً اسمها "البدون". من بين كل الملفات العالقة، يظلّ ملف المواطنة الأكثر حاجة للتدارس، الأكثر حاجة لتلمّس وجدان السودانيين في البلاد، قبل البتّ في أمره.
( 2 )
نجد متخصصاً في الشأن السوداني هو د. تيم نيبلوك، وقد عمل محاضراً في سنوات السبعينات يُدرّس العلوم السياسية في جامعة الخرطوم، لا يكاد يأتي على ذكر اسم عبد الفضيل الماظ ، فيما هو يرصد تفاصيل التمرّد الكبير الذي كانت شرارته حادث اغتيال السير "لي ستاك"، حاكم السودان وسردار الجيش. يقول د.نيبلوك في كتابه "صراع السلطة والثروة في السودان"،(الصادرة ترجمته عن دار الخرطوم للطباعة والنشر والتوزيع ، عام 1994): ((كان المتمردون على ما يبدو يعتمدون على الحصول على دعم وتأييد من وحدات الجيش المصري المتمركزة في الخرطوم بحري، ولكنها لم تجد الدعم الذي تتوقعه وقامت القوات البريطانية بقمع التمرد. . )) ليس من ذِكرٍ لاسم عبد الفضيل الماظ في كتاب الدكتور نيبلوك، لكنه أشار إلى مذكرة مخزية وقّعتْ عليها عليّة الزعامات السودانية ، تتبرأ فيها ممّا وقع، وكادت المذكرة أن تدمغ الذين قادوا انتفاضة 1924 وكأنهم من حثالة المجتمع، ولا يمثلون رأيا سودانياً يعتدّ به في البلاد. تلك مذكرة تكاد العين السودانية أن تتجاوزها عمداً، وكأنها حملت في أحشائها ذلك الاستعلاء الذي دفع بنا إلى أنفاق المفاصلة المأساوية .
وفي رصدٍ تاريخي آخر، أشار الدكتور حسن عابدين في كتابه "فجر الحركة الوطنية" ( صفحة 63 من الترجمة العربية ،الخرطوم، 2005)، إلى أنّ بين مؤسسي وروّاد جمعيتي "الاتحاد السوداني" و"اللواء الأبيض" الأوائل ، ضباط في الجيش السوداني..(( لذلك كان من الطبيعي أن تكون لهم أراؤهم السياسية وطموحهم الوطني، شأنهم في ذلك شأن رصفائهم من المدنيين، ولم يكن سبب مساهمتهم النشطة في الأحداث والتنظيمات الوطنية، هو انتماؤهم إلى الطبقة المتعلمة فحسب، وإنما أيضاً لأن تصرفاتهم كانت تنبع من موقع فريد ، كانوا يحتلونه في سلم السلطة الاستعمارية وفي البنية الاجتماعية للبلاد .))
ومضى د.عابدين ليشير إلى كون أكثرهم ينتمي إلى طبقة اجتماعية جديدة من أبناء الأرقّاء السابقين ظهرت في السودان، في بداية القرن العشرين..(( لذا يجدر بنا قبل أن نتحدث هنا عن دورهم السياسي أن نتطرق إلى أصولهم الاجتماعية والعرقية، وإلى تقاليد الانخراط في الخدمة العسكرية التي جذبت الكثيرين منهم ..))
( 3 )
عن خلفية التمرّد الذي قاده عبد الفضيل الماظ، حكى د. نيبلوك ود. حسن عابدين، إشارات مسهبة إلى ما هو معروف عن أهداف غزو السودان منذ محمد علي باشا : المال والرجال. جاء من د.عابدين في كتابه المشار إليه وفي صفحة 69 ، ما يلي:
(( ويلزم بدءاً أن نذكر شيئاً عن الأصول العرقية والاجتماعية لهؤلاء الضباط السود فقد كانوا من أبناء وأحفاد الأرقاء الذين خدم بعضهم ضباطاً وجنوداً في الجيش التركي والمصري أو الجيش الانجليزي المصري، كما ذكرنا من قبل . وعند التقاعد من الخدمة استقرّ معظمهم في المدن الكبرى مثل امدرمان والأبيض ومدني(...) كان أكثر الرقيق المحرّرين الذين عاشوا في أمدرمان مركز النشاط الوطني، من الدينكا فقد بلغ تعداد سكان مدينة امدرمان 43520 نسمة في عام 1921، منهم 1090 من الدينكا، أي حوالي 4% من سكان المدينة، ولم يكونوا فقط سابع أكبر مجموعة عرقية في مدينة تقطنها ستون مجموعة عرقية مختلفة، وإنما كانوا أكبر جالية غير عربية فيها . لم يكن من قبيل الصدف أن يكون الضباط السّود أمثال علي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ وزين العابدين عبد التام، من أصول دينكاوية. (...) كما كان ينظر إليها باعتبارها أكثر احتراماً من أي عمل آخر يمكن لافراد هذه الفئة ممارسته. ولم يكن العمل في الجيش يتطلب تعليما يذكر ، بينما يتيح فرصاً للترقي في السلك الاجتماعي لا يتيحها أي عمل آخر..))
فيما يقول د.عابدين بأن أصل عبد الفضيل الماظ يعود إلى قبيلة الدينكا ومصدره في ذلك كتاب ريتشارد هيل:"قاموس السير الذاتية للسودان" ( صدر بالانجليزية - لندن ، 1967) نجد أن حسن نجيلة في كتابه "ملامح من المجتمع السوداني"،(طبعة دار عزة – الخرطوم ،2005)، يردّ أصوله - نقلاً عن ابنه الوحيد جار النبي- إلى قبيلة النوير، وهي ثاني أكبر قبيلة نيلية بعد الدينكا في جنوب السودان. وإني هنا أرجّح الذي جاء من نجيلة، لاستقائه المعلومة من أسرة عبد الفضيل التي أشار إلى أنها كانت تقيم في حي بانت بجنوب أم درمان، وألاحظ أن كتاب نجيلة، لم يكن من بين المراجع التي نظر فيها د.عابدين.
كتب د.حسن عابدين، ( ص63 من كتابه) يصف بداية التمرّد :
(( في الخرطوم شرعت القوات البريطانية في تنفيذ أوامر الإخلاء فحاصر الجيش البريطاني يوم 24 نوفمبر الوحدات المصرية المكونة من 3 كتائب وأمرها بالاستعداد للمغادرة. وبعد صعوبات جمة وتهديد من البريطانيين باستعمال القوة ، انصاعت احدى الكتائب المصرية للأوامر بينما أصرت الكتيبتان الأخريان على تلقي أوامر مباشرة من الحكومة المصرية قبل المغادرة.
وقد أدى جلاء الوحدات المصرية الوشيك الحدوث الى ردود فعل سريعة ومفعمة بروح التمرد وسط عدة كتائب سودانية وخاصة الكتيبة 11 في الخرطوم ، والتي نفذت تمردها ..))
( 4 )
تناولت صحيفة "الأهرام اليوم" في تحقيق صحفي أعددته الأستاذة نادية محمد علي في أكتوبر من عام 2010، والمعروض في موقع سما بورتسودان، www.samaportsudan.com بتاريخ 3/11/2010،وكتبت أنها التقت بالسيدة خديجة جار النبي، حفيدة البطل عبد الفضيل الماظ، التي حكت لها : (( كيف توفي البطل وهو شاب لم يتجاوز الثلاثين وكان قد وُلد ونشأ في مدني، وترك وراءه ابنه الوحيد جار النبي. تقول خديجة : نشأتُ على سيرة جدي وأسرتنا كغالب الأسر في السودان، جذورها مختلفة من جنوب السودان من قبيلة الشلك ولها جذور مختلطة في جبال النوبة..) وكتبت الصحفية نقلاً عن حفيدة عبد الفضيل، أن الرئيس الأسبق جعفر نميري كان مهتما بأسر شهداء ثورة 1924 حيث استقبلهم بالقصر الرئاسي وقلد زوجة عبد الفضيل ألماظ وسام الشجاعة. . فيما تشير مصادر أخرى، إلى أن السيد اسماعيل الأزهري رئيس مجلس السيادة في عام 1966، هو الذي احتفى بأسر شهداء ثورة 1924 ، وبينهم أسرة عبد الفضيل الماظ.
وفي موقع جبل أولياء الالكتروني www.jabalalawlia.com ، كتبت الأستاذة مي عبد الله، تفاصيل كثيرة عن عبدالفضيل الماظ ، وبرغم عدم ذكرها مصادر معلوماتها، إلّا أن من الواضح أنها استقتها من كتاب الأستاذ حسن نجيلة: "ملامح من المجتمع السوداني" ، الذي صدر حسبما أذكر، في أواخر ستينيات القرن العشرين، وأعادت دار عزة نشره، في الخرطوم في عام 2005 . ولا نجد عند معظم روّاد الكتابة الالكترونية، حرصاً لتوثيق كتاباتهم، وذكر المصادر التي نقلوا عنها. إن استسهال الكتابة الالكترونية من طرف البعض، يفضي حتماً إلى بلبلةٍ وارباك في التوثيق، ينبغي أن نلتفت إلى إحكام كتابته ، خاصة إذا اتصل بوقائع تاريخية حساسة.
ها نحن نسمع أن عبد الفضيل دينكاوياً مرة (د. عابدين- د.نيبلوك) ، ثم شلكاوياً في أخرى، كما جاء على لسان حفيدته ، حسب الصحفية من جريدة "الأهرام اليوم"، وذلك خلافاً لما أورد حسن نجيلة من كون أصله من النوير . والأوثق عندي هو ما جاء من نجيلة ، ومعروف عنه أنه لم يكن يكتب إلا بعد تقصٍ وتمحيص.
أما يوم الاستشهاد، فلا تذكر التقارير ولا الكتب، أين كان يقيم عبدالفضيل في العاصمة . القصص التي أشارت الى مقامه في تلودي وفي واو وفي مدني ، لم تشر أبداً إلى مدينة أم درمان ، وإلى الفتيحاب تحديداً. هنا تتواتر روايات أهل الفتيحاب عن الضابط الذي أقام مع خالته في حوش أحمد ود الشقليني القديم في الفتيحاب ، وكيف ودّع يوم الخميس 27 نوفمبر عام 1924، أهل الحي كبارهم وصغارهم، وداع من يعرف أنه إلى سفر طويل بلا عودة . يقول الأستاذ الطيب نور الدائم، وهو من أهالي الفتيحاب، أن معمّراً تجاوز المائة أخبرهم أنـــه (( وبينما كان في طريقه إلى مزرعته على شاطيء النيل الأبيض قبالة منطقة أم درمان العسكرية الحالية ، شاهد الضابط عبد الفضيل الذي كان يسكن حوش الشقليني مع خالته "حواء"، يقود مجموعة من الجنود، في طريقهم إلى قرية "بروكة" فلم يعر الأمر التفاتاً لأنه اعتاد أن يراهم جيئة وذهاباً إلى تلك القرية، ولكنه فوجيء بأن عبد الفضيل في ذلك اليوم، اقتحم الخرطوم وقتل عساكر الانجليز..)) وتمضي الرواية الشفهية تحكي عن اصطحاب الضابط عبدالفضيل لسريتين تحت قيادته من الخرطوم إلى قريته في الفتيحاب، وكأنّه في مشوار تدريب روتينيي، وقضى نهار ذلك اليوم يعدّ الخطط لجنوده، ثم غفل عابراً جسر النيل الأبيض إلى الخرطوم. رواية الفتيحاب، جديرة بالنظر بلا شك .

( 5 )
هانحن أمام وقائع لم تزل هشّة ولم تتنزل مصداقيتها في كتب التاريخ ، ولكن بأيّ حبرٍ سنكتب، وأيّ مخطوطات ستتلى والتاريخ إلى انشطار، وجسر النيل الأبيض الذي عبره عبد الفضيل، لن يكون ذلك الجسر الرابط، ولا الخرطوم هي الخرطوم، ولا النوير هم النوير، وعبد الفضيل عرضة لمصير "البدون" . ما أتعسها من أمّة تلك التي تتغافل عن أمجادها ، غير أن كتابة التاريخ لن تكون رهناً بجيلٍ واحد، يحمل مصائره تحت إبطيه. كلا. . !
ثمة تاريخ في أحشاء المستقبل، تكتبه أجيال تحمل في جيناتها وجدان أمّة السودان..
الخرطوم- 18مايو 2011

الهادي الامام محمد
05-20-2011, 03:51 AM
الاخ عمر تشكر لانتقاء المواضيع الثقافيه التى تغيب عن كثير من ابناء هذا الجيل:‏
‏ ‏
‏ اما بخصوص البطل على عبد الفضيل فقد استرجعت الذاكره عندما كنا بالمدرسة الابتدائيه ‏وفي احد ليالي الاحتفال بذكرى الاستقلال كانت تمثيلية البطل على عبد اللطيف بالمدرسة ‏الابتدائيه للبنات وبدأت المسرحيه بتوجيه الاسئله للمتهم (البطل على عبد اللطيف) كما يلى:‏

ما اسمك : ذكر رتبته العسكريه على ما اظن (ساق او يوز باشا) ثم ذكراسمه .‏
ما قبيلتك : قال انا سوداني الجنسيه لايهمنى ان انتمى لهذه القبيلة او تلك.‏
‏ ( عندها علت الهتافات والتصفيق بين الحاضرين)‏
وقد كان مقصودا من ذلك او( هكذا فهمنا ) من الناحية التربويه ترسيخ هذا ‏المعنى العميق بين التلاميذ.‏

اذا وضع على عبد اللطيف بلا هويه هذا كلام منكروعارى من الصحه فهو سوداني الجنسيه بلا ‏خلاف بمعنى ليس حبشي او تشادي ام بلاد غير السودان المعروف باطرافه انذاك وليس ‏كالبدون كما هو جاري في الكويت ( اللهم الا ان اطلقت هذه الصفه عليه بعد ظهور النفط في ‏السودان ) ومحاولة حرمان البدون منه كما حرموا هم انفسهم منه.‏

‏ قد افحم الكاتب كلمة الارقاء ومايشابهها من مصطلحات اثنيه قصرا في هذا المقال ، (ما ندرى ‏ما نيته ) ولكن لاشك انها قد تركت انطباعا سيئا لدى القاريء وكذلك ستجرح مشاعر احفاد ‏هذا البطل الذين مازالوا على قيد الحياة والذين يجب ان يكونا على مفخرة وعزة من صنيع ابيهم، ويستحق ان يكونوا بمنزلة قادة الانصار الحالينن ( ......) مفخرة بابائهم الذين طردوا المستعمر من البلاد يجب ان نفخر بهولاء ونرفع لهم الرايات ولانجرى لاي قبيلة ينتمون حتى نغالى في تكريمهم او نحفظ حقوقهم ونشكر صنيعهم (الحمد لله ماكان جعلى ولاشايقي ولابديري ولاغيره)..اذا لرأينا الرايات تخفق في ببيوتهم كلما عاد التاريخ نفسه لهذا الحدث.
ولا اعتقد بأن عدم توثيق (قبيلته) هو قصور او غباء في مؤرخي ذلك الزمان. ‏
فنحن قد زارنا اسماعيل باشا من مصر مستعمرا وكتب المؤرخين تاريخه هل تعرض الكتاب ‏سواء في مصر او السودان الى قبيلته ان كان صعيدى او من الشرئيه (كمايقول المصريين ) ‏.

على عبد اللطيف سوداني اصيل ان كان شلكاوى او دينكاوي او غرباوي او جعلى او شايقي ‏وقاموس الرق يجب ان لايزج به من قبل المثقفين واثارة النعرات القبليه فهذه كلها من اعمال ‏الجاهليه ( دعوها فانها منتنة ) ويجب تضميد الجراح لا فتقها وتساوى الناس في الحقوق ‏دون تمييز عرقي (العدل والمساواة وانا لست منهم) ‏
واعتقد ان كل الحكومات قد اهملت حقوق هولاء الابطال واحفادهم فيجب ان يوفر لهم التعليم المجاني كابناء المجاهدين والدبابين او حتى ان( يدخلوا الجامعات بدون شهادات ) وان توفر لهم فرص العمل والتجاره في ماليزيا والصين وان تبنى لهم المنازل والقصور العاليه ، وتمييزهم هذا حق لا منة لانهم قد طردوا مستعمرا حقيقيا لامستعمرا وطنيا .
‏ ‏
ودمتم بود

عمر محمد الأمين
05-20-2011, 07:32 AM
شكرا يا الهادي
زمان المسرح المدرسي و يوم الآباء و الجمعيات الأدبية
كانت وسائل تربوية لغرس قيم الوطنية وحب الوطن و القيم الفاضلة في نفوس التلاميذ و الطلاب
و التعليم في الصغر مثل النقش في الحجر،
الكاتب نقل ما سطره دكتور حسن عابدين عن أحفاد الأرقاء
ولكن بمعرفتي به وهو رجل صديق وزميل وكمان من أبناء امدرمان ( المدينة البوتقة التي صهرت الإثنيات و العرقيات و القبيلة في جوفها فاخرجت لنا إنسان السودان)
فهو يشير للانشطار الذي سيحدث في ذاكرتنا التاريحية بعد الانفصال وكيف أن شخصيات مثل علي عبد اللطيف و عبد الفضيل الماظ سيصبحون من "البدون" لأنهم تجاوزا في زمانهم وبفكرهم مرحلة الشمال و الجنوب
وها نحن في 2011 سنعود لشمال و جنوب و يصبح السوداني الذي تسامى على القبيلة و العرق معلق في الهواء نحسن صنعا إن إدعاه كل طرف منا ولكن أن يترك معلق وكرعيو مدلدلات بدون ما يركز ليهو على واطة فلا هو شمالي ولا جنوبي فقطعا سيكون ّمن البدون"

الهادي الامام محمد
05-20-2011, 10:56 AM
هو منا ياعمر كما قال صل الله عليه وسلم سلمان منا آل البيت وكل من هو قبل 29 يوليو 2011 منا ايضا ال بيت وسوف لن يكون معلقا مثل ابيى ولكن اثارة هويته او تعليقه سيجعل الطرف الاخر ادعائه او نبش قبره ليكون بالقرب من قبر(طارد المستعمر) جون قرنق او تقسيمه مثل ابيي

دمت بود

زهاوي عبد الجليل الامام
05-20-2011, 07:08 PM
ما أنجزه البطل عبد الفضيل الماظ في ذلك الزمان
جزء لا يتجزأ من ملامح الهوية السياسية السودانية
التي شكلتها كل الحركات الوطنية المناوئة للمستعمر.
لذلك سيبقى البطل عبد الفضيل الماظ وما قدمه
من تضحية سوداني أصيل يتسامى صنيعه فوق كل
ما هو إثني وقبلي...حتى ولو إنشطرت ذاكرتنا التاريخية
إرغاماً بعد الإنفصال!!
كونوا بخير