فهمونا علمونا فنحن اغرار في السياسه

[الهادي الامام محمد]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك الاخ الشفيع ونشكركم على طرحكم الجميل ورؤيتكم العميقه لمستقبل العلاقات بين الدوليتين ودعني اتداخل معك على طرحك لما بعد الاستفتاء:
لقد تفنن الجنوبيون في طبخ اكلتهم في مؤتمر نيفاشا ، عندما زجوا بالانفصال كخيار أخير وبحضور المجتمع الدولي ، او كتحلية بعد الاستمتاع بالوجبة التي قدمتها لهم حكومة الشمال استجابة لطلبهم دون مقابل ، غير قد استجيبت دعوتكما فاستقيما فجاءتهم الوجبه (كلحم طير مما يشتهون وحور عين) - متعنا الله بهما في الجنه - وهي (50 في المئه من البترول ، الشراكه في حكم الشمال, حكم الجنوب باكمله ، التفاوض حول ابيي ، تعميير الجنوب الخ .....)
كل ذلك مقابل الانفكاك من أتون الحرب التي أرهقت الدوله واخلت بتوازنها البشري والاقتصادي وكذلك مقابل الضمان الغير مضمون لخيار الوحده والذي اجزمت الحكومه علية بناء على معطيات وحدوية زعيم الحركه الدكتور قرنق فهى اذا غير نادمه مهما قدمت واعطت من تنازلات ما دامت ستصب في وعاء الوطن الواحد اخيرا .
وقد ُسحرت عيناها عن احتمال الخيار الآخر (الانفصال) واستبعدته عن الخيال حتي وكأنها تمشي عليه ولاتراه ، فلماذا اذا رقص البشير معهم ( سو سوا) وهو غير منتبه لسم الانفصال الذي كان مدسوسا في خيار الوحده الجاذبه ، وان كان هذا عكس ذاك فلماذ لم ُيحسب لهذ الخيار حسابه ولم ُتدرس نتائجه او ُتوضع شروطه الجزائيه في حال وقوعه او الاخلال بشروطه قانونيا، بل تم الاكتفاء بالقانون الاخلاقي والادبي في هذه اللعبه الخطيره من غير معرفة اخلاق الشريك الاخر او غابية قانونه الادبي ، قبل البدء في العمليه برمتها ، او قبل ان يصبح هذا الانفصال واقعا مريرا ، نجتر ويلاته ونحترق بناره ونتخبط في كيفية الخروج من مأذقه 0
فاصبحنا نتخبط في القررات والتصريحات وعجزنا عن ترتيب اوضاعنا لمواجهته ، ودرأ خطره بينما هم يحتفلون بفوز لعبتهم القذره وبشراكة المجتمع الدولي الذي اصبح حليفهم على حساب الشمال وكل قراراته تصب في صالح الانفصال والذي فات عليهم بانه سيضر بهم وان كان ضرره علينا اكثر وجعا من ضررالحرب التي اوجعتنا نصف قرن من الزمان فيا حسرة على ماقبضناه من هذه الاتفاقيه المشؤمه وهو:
الوحده الجاذبه في الوجدان.
الامن المهدد من الحركات المتمرده التي ستبيض وتفرخ في عش آمن .
ذراع اسرائيل الذي سيمتد قليلا ليصل لعدوائه الاسلامي التقليدي من غير فاتورة تدفع .
امريكا التي طلما عانت لوضع قدمها على بترول السودان ستجد الطريق سهلا وستفرح وتغني للملايو بثوب نيكروما، وسيرقص الجنوبين فرحا على ايقاعها واحتفاء باعادة بناء مصنع الجعه بجوبا لامصنع –الشفاء- ببحرى.
فقدان اعز جزء من الوطن الشمالي ( ابيي بما فيها من ثروات) تحت اغراءات معسوله واماني كاذبه ان رضينا بالجزره والا سيكون ذلك تحت ضربة العصاء بغطاء الشرعيه الدوليه وحقوق الانسان ومحكمة لاهاي الخ .
تهديد وارهاب وزعزعة واستقرار الولايات المتاخمه للبلد الجديد بمنطق (ضربني و بكا وسبقنى اشتكى).


كل من له حسابات مع الحكومه سيجد ملاذا آمنا لتصفيتها في البلد الجديد.
الابتزاز الذي سيفرض على الشمال كلما مد يده لينال من كيكة الاعمار والمشاريع والبنيه التحتيه التي سوف تؤسس في الجنوب مهما ابرز الشمال سحر خبراته الفنيه او جمل مقومات اقتصاده بشركات النفيدي والمتعافي .
بعد كل ذلك مازال الشريك يغازل شريكه ( ذو الطبع الشين ) على الوحده والذي كشر عن انيابه وفضح نواياه عندما عض كالكلب المسعور يد الطفل التي حملت له الازهار في الدوره المدرسيه حتى ولو كان الثمن جميع الثروه البتروليه ........لماذا؟؟؟!!!!
فهمونا وعلمونا فنحن اغرار في السياسه:
هل كانت الحكومه غير ناضجه سياسيا عندما ذهب لنيفاشا ؟
هل غفل السياسيون وقت ذاك او غيبوا سياسة السياسه واستحضروا سياسة حسن النيه وحسن الضيافه وشهامتنا السودانيه ؟
هل هناك اجنده مازالت عنا نحن اغرار السياسه خفيه ؟
هل مورست علينا نحن الضعفاء ضغوط دوليه ؟
هل كان هدفنا الاسفار للعالم عن وجه الديمقراطيه ؟
هل سيرضى بالوحده الجاذبه من اعطيت له كامل الحريه؟
هل رغبنا بان نأتي بسلام مخدوش لنغير نظرة العالم حولناوننعم بجائزة السلام الدوليه؟
هل حلمنا بان يسكت اعدائنا وترفع عنا عقوبات الجنائيه؟
هل نسينا عدم الرضاء عنا حتى نتبع النصرانيه؟
هل بعنا الوطن الغالي من اجل مطامع شخصيه؟
هل صممنا عن قول المضيع ذهب في سوق الذهب يلقى
لكن الميضع وطن وين الوطن يلقى؟
ثم بعد الانفصال هل تعلمنا كيف سنحيك خيوط لعبتنا السياسيه؟
وانتم يا احزاب وين دوركم في الوطن يا دعاة الحريه؟
واين اختلاف الرأى الذي لم يفسد للود قضيه؟
واين دوركم في نبذ الخلاف من اجل الوطنيه؟
علمونا فهمونا فنحن اغرار في السياسه الدوليه والمحليه !!!!

[الشفيع محمد علي]

الاخ الهادي الامام تحياتي وتقديري ودعواتي لك والاسره الكريمه........اولا انا في غاية السعاده ان تمنحني هذا الشرف الذي لااستحقه بالتعليق علي موضوعي....وسعادتي كذلك بهذا التواصل بعد طول غياب
واتفق معك في كثيرا مما ذهبت اليه....ثم دعنا نقولها صراحة ان السودان عان كثيرا بهذا الارتباط الذي لاتربطه وحده هويه او دين اوعرق اوثقافة ....ماذا كسبنا من هذه الوحده الزائفه المصنوعه سوي الحروب والقتل والدمار الاقتصاد....إن الوضع الأفضل والأسلم لكل من الشمال والجنوب أن يتم الانفصال بصورة سلمية وسلسة تسمح بالتواصل والتعاون بين البلدين خدمة لمصالحهما المشتركة في بعض المجالات الحيوية لكلا الطرفين مثل إنتاج وتصدير النفط، وزيادة موارد مياه النيل، وفض النزاعات وتأمين التجارة والرعي عبر الحدود. ، ينبغي لها أن تستمر أياً كانت الأوضاع السياسية في هذا البلد أو ذاك. ويتطلب هذا الوضع الأفضل أن يحرص عليه الطرفان، ولا يدخل أي منهما في مغامرة غير محسوبة ضد الطرف الآخر، فيفسد العلاقة القائمة ويفتح الباب لردود فعل غير متناهية. ولا ينبغي للحركة الشعبية في هذا الوقت الحرج من تاريخ البلاد، أن تلعب بالنار، فقد تكون الأكثر تضرراً منها..!!