المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : امسك عليك لسانك (1)


عصام بابكر عباس
12-23-2010, 02:36 PM
امسك عليك لسانك

الحمد لله الجليل الشأن، الواسع السلطان، الآمر عباده بحفظ اللسان، القائل: «الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ» [الرحمن:1-4].
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد الديان، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله المصطفى والمجتبى للهداية إلى الجنان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه في كل زمان ومكان، وجعلنا وإياكم منهم برحمته ومنه وكرمه إنه هو العظيم الرحمن.
وبعد: فإن نعم الله على الإنسان لا تُعد ولا تحصى، ومن هذه النعم العظيمة والجليلة نعمة اللسان، قال تعالى: «ألم نجعل له عينين * ولساناً وشفتين» [البلد:8-9].
اللسان ذلك العضو الصغير قد يكون سبباً لدخول صاحبه الجنة أو النار، فإن استغله الإنسان في طاعة الله وذكره؛ سلك به طريق الجنة، وإن استغله في الغيبة والنميمة وقول الزور وغيرها؛ قاده إلى النار.
اللسان هو رسول القلب وترجمانه ودليله، صغير جُرمه، عظيم خطَره.
اللسان آيةٌ سبحان مُبدعها وصانعها.
اللسان متى استقام لله جل وعلا استقامت من بعده الجوارح.
اللسان إذا حركه قلبٌ يخاف الله ويخشاه لم تسمع منه إلا طيباً.
اللسان إذا أُطلق له العنان هوى بصاحبه في دركات الجحيم والنيران.
احذر لسانك أيها الإنسان لا يلدغنك إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه كانت تهاب لقاءه الشجعان

ولقد وصَّى الله جل وعلا عباده المؤمنين بأن يتقوه -سبحانه وتعالى- في هذا العضو.
قال تعالى: « يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا» [الأحزاب:70].
وقال تعالى: «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ» [المؤمنون:1-3].
وحث الإسلام المسلم أن لا يُحدِّث بكل ما سمع، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع»، كما نهى المسلم أن يكون ثرثارًا أو متشدقًا أو متفيهقًا، قال صلى الله عليه وسلم: «وإن أبغضكم إليّ وأبعدكم منى يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون». [رواه الترمذي]، والثرثار هو كثير الكلام تكلفًا، والمتشدق المتطاول على الناس بكلامه ويتكلم بملء فيه تفاصحًا وتعظيمًا لكلامه، والمتفيهق هو المتكبر.

اللسان ما هو إلا كلمات، فالكلمة مسؤولية لابد أن نعي كيف نتعامل معها، فرب كلمة نابية أدت إلى خصومة، ورب كلمة جافية فرّقت شمل أسرة، ورب كلمة طاغية أخرجت الإنسان من دينه، والعياذ بالله، ولكن رب كلمة حانية أنقذت حياة، ورب كلمة طيبة جمعت شملا ً، ورب كلمة صادقة أدخلت إلى الجنة، جعلني الله وإياكم من أهلها، وفى الصحيحين من حديث أبى هريرة واللفظ للبخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالاً يرفعه الله تبارك وتعالى بها درجات، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم».
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كان فيمن قبلكم رجلين كان أحدهما صالحا وكان الآخر مسيئاً، فكان الرجل الصالح يأمر هذا وينهاه، فلما طال الأمد قال: والله لا يغفر الله لك، فقبضهما الله، فأوقف هذا بين يديه، وقال: من يتألى عليَّ أن لا أغفر لفلان، قد غفرتُ له وأحبطتُ عملك». [أخرجه مسلم]، قال أبو هريرة: تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته.
كل كلمة تخرج من هذا اللسان لا تذهب أدراج الرياح،بل هي مسجلة مقيدة في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها،قال تعالى: «ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد» [ق:18].
إن جميع الأعضاء يدور صلاحها على صلاح اللسان، كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أصبح ابن آدم، فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان -أي تذل وتخضع له- تقول له: اتق الله فينا، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا»[حسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي (1962)].

اللسان هو الميزان الذي توزن به الرجال، وتعرف به أقدارها، ما صلح منطق رجل إلا ظهر ذلك على سائر عمله، ولا فسد منطق رجل إلا عرف ذلك من سائر عمله.
قال صلى الله عليه وسلم: «لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه»[حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (2841)].
،ومعنى الحديث انك لوا انشغلت بإصلاح قلبك وسلامته ولسانك ليس نظيفا فإنك خاسر،وكذب من أدعى صلاح وصفاء القلب ولسانه ليس نظيفا،فاللسان ما هو إلا مغرفة يغرف من القلب.
قال ابن القيم: كم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم، ولسانه يسري في أعراض الأحياء والأموات ولا يبالي بما يقول!.
ولقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم عقبة بن عامر، حين قال: يا رسول الله! ما النجاة؟ فقال له صلى الله عليه وسلم: «أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابكِ على خطيئتك»[رواه الترمذي وحسنه].
وقال صلى الله عليه وسلم: «المسلم من سلم المسلمون يده ولسانه»[رواه مسلم] أي: المسلم الكامل والمسلم الحق، ولقد تعجب معاذ بن جبل رضي الله عنه من كون الإنسان يؤاخذ بما يتكلم به ويحاسب على ذلك فقال: {يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به}؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم»،والحديث يدل دلالة ظاهرة، على أن أكثر ما يدخل الناس النار هو اللسان.
وفي البخاري من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم:«من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة».

أرأيتم بوابة الإسلام،ومفتاح الدخول في رضوان الله، إنها كلمة: لا إله إلا الله محمد رسول الله.

والخروج من الإسلام قد يكون بكلمة والعياذ بالله فالإنكار والجحود والاستهزاء بدين الله،والسب لله ولرسوله كل هذا سيئات كُفرية تتعلق بالكلمة.

الزواج يقع بكلمة والطلاق كذلك يقع بكلمة،وكذلك العتق والرجعة ولو كان الرجل مازحاً قال صلى الله عليه وسلم: «ثلاث جدهن جد وهزلهن جد: النكاح والطلاق والرجعة» [رواه الترمذي وغيره].

الكذب كلمة،وهي رذيلة خلقية،قال صلى الله عليه وسلم:«إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار،وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً» [متفق عليه].
الغيبة ما هي إلا كلمة قال الله تعالى: «ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه» [الحجرات:12]،ولما عرج بالرسول صلى الله عليه وسلم مر بأقوام لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم،فسأل عنهم: من هؤلاء؟ قال جبريل: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم».
و قال عليه الصلاة والسلام: «الربا اثنان وسبعون باباً أدناها مثل إتيان الرجل أمه، وإن أربا الربا استطالة الرجل فى عِرْضِ أخيه المسلم»[صحيح الجامع (3537)].
والغيبة تباح للضرورة في مواطن كما قيل:
القدح ليس بغيبةٍ في ستة --- متظلمٍ ومعرفٍ ومحذرٍ
ومجاهر فسقًا ومستفتٍ ومن --- طلب الإعانة في إزالة منكرٍ
إفشاء السر: خيانة بالكلمة،حدث جابر مرفوعاً: «إذا حدث الرجل الحديث ثم التفت فهي أمانة». [صحيح الجامع486].

المراء والجدال والخصومة: نوع من إضاعة الجهد والوقت فيما يوغر الصدور ويولد الأحقاد عن طريق الكلمة،يقول عليه الصلاة والسلام: «ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل» وفي البخاري: «إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم».
القذف: كلمة،يعاقب عليها القاذف،بثمانين جلدة تلهب ظهره، قال الله تعالى: (( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )) [النور:4]. قال صلى الله عليه وسلم: «من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال». [الألباني في الصحيحة (437)] وردغة الخبال: عصارة أهل النار.

الحلف: كلمة ولو خالف الإنسان ما حلف عليه قصداً لزمته الكفارة.

النميمة كلمة، وهي الحالقة، حالقة الدين لا حالقة الشعر، يوم ينقل ذلك الرجل الذي لا يخاف الله ولا يتقيه، تلك الكلمات التي تأجج نار الفتنة وتورث البغضاء وتفرق بين الأحبة والعياذ بالله.
يقول تعالى: (( وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ )) [القلم:10-11] أي: يمشي بين الناس بالنميمة.
وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة نمام» [متفق عليه].
شهادة الزور كلمة، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الكبائر، فلما جاء إلى شهادة الزور قال الراوي: (وكان متكئاً فجلس -وقد تغير وجهه- فقال: ألا وشهادة الزور، ألا وشهادة الزور، ألا وشهادة والزور).
اللعن: كلمة يطلقها الرجل،يقول عليه الصلاة والسلام: «لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة» [رواه مسلم]. واللعن هو الطرد من رحمة الله.. ويقول صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء»،وفي حديث أبي الدرداء مرفوعاً: «إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ثم تهبط إلى الأرض،فتغلق أبوابها دونها ثم تأخذ يميناً وشمالاً فإن لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لُعن، فإن كان أهلاً وإلا رجعت إلى قائلها»[رواه أبو داود وحسنه الألباني]،وقال عليه الصلاة والسلام: «لعن المؤمن كقتله»[متفق عليه].

السب والشتم ما هو إلا كلمة،قال عليه الصلاة والسلام: «سباب المسلم فسوق» [رواه البخاري ومسلم].
وأعظم السب على وجه الدنيا هو سبُّ الرَبّ جل وعلا بنسبة النقص أو الولد له سبحانه وتعالى،، ويأتي تحته درجة أقل منه: وهي سب الأنبياء والرسل، وسب الملائكة، وسب الصالحين، وعلى رأسهم الصحابة، في الحديث الصحيح: «من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين».
أسمعت أولئك الذين يتكلمون في عرض أصحاب رسول الله؟! فقد قال بعضهم: ما رأينا أكبر منهم بطوناً ولا أجبن عند اللقاء، فأنزل الله عز وجل آيات من فوق سبع سماوات: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ) [التوبة:65] [التوبة:65] كنا نقضي الأوقات حتى تمر الساعات.. (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ *لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) [التوبة:65-66] كلمات أُطلقت أَوبقت دنياهم وآخرتهم.
ولذلك قالوا: من استهزأ بالعالم واستخف بالداعية إلى الله فله نصيبٌ من قول الله تعالى: ((قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ )) [التوبة:65] [التوبة:65].

زهاوي عبد الجليل الامام
12-26-2010, 10:10 AM
الأخ عصام بابكر (أبو مريم) سلام
شكراً على المشاركة الطيبة ونسأل الله أن
يكتبها لك في ميزان أعمالك.
دمت بود

الشفيع محمد علي
12-27-2010, 11:37 AM
الاخ عصام (ابومريم) تحياتي وتقديري........ كثير من المسلمين إلا من رحم ربي للأسف الشديد لا يقصر لا أقول لا يقصر ولكن لا ينتبه إلى خطورة هذا العضو، خطورة ما يخرج من اللسان، خطورة ما يكتب للسان أو يكتب عليه,كان معاذ رضي الله عنه يتعجب " أو مؤاخذون على ما نقول يا رسول الله" أو مؤاخذون على ما تنطق به ألسنتنا هكذا معنى كلام معاذ هل يؤاخذنا رب العباد سبحانه بما نتكلم به إن خيرا فخير وإن شرا فشر..... فيقول له الحبيب صلى الله عليه وسلم لمعاذ ولنا " ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم أو على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم".

إذا القضية خطيرة ولابد أن نتحدث فيها، الناس يظنون أن الكبائر إنما هي أن يشرب الإنسان الخمر والعياذ بالله أن يتعامل بالربا أن يرتكب الفاحشة أن يقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، ألا يصلي ألا يؤدي زكاة ماله، نعم كل هذه كبائر وكل هذه موبقات خطيرة تردي الإنسان وتهلكه إلا إذا تاب ونزع وابتعد عما يغضب الله سبحانه وتعالى.
..لكن كثيرا من الناس ينسون كبائر متكررة في اليوم والليلة، هذه الكبائر منبعها وللأسف الشديد لسان العبد،.....حفظنا اللة جميعا من الغفلة


دعائي لك ان يفتح اللة لك ابواب رحمته ....انه ولي ذلك وقادر علية

الهادي الامام محمد
12-27-2010, 06:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين

السلام عليك الاستاذ عصام (ابو مريم ) وعلى المتداخلين من بعدك (الاخ الزهاوي والاخ الشفيع) ولي مداخلة معك على هذا الموضوع الجميل0

جزاك الله خيرا على هذه التذكره لايمانيه ، فقد صمتنا بعدها عن حديث كثير كاد يوردنا المهالك.
فليس شىء احوج لطــول سجن من اللسان، ولم ينجو من مهالكه الا من رحم الله ، فتجــد الانسان يصلي ويصوم ويأتي باعمال كجبال تهامه بيضا ، يهلكها هذا اللسان ويجعل صاحبها مفلسا يوم القيامه ليس له حسنة تشفع له عند ربه يوم يكون الحساب بالحسنات لابالدرهم والدينار0
فقد ينطق هذا اللسان بكلمة لايلقى لها بال ترمي بصاحبها في نار جهنم سبعين خريفا، فالرسول صلي الله عليه وسلم ضمن الجنة لمن ضمن لسانه وفرجه0
فأوصي نفسى واهلنا الطبيين الذين نحبهم في الله ونسأل الله ان يجمعنا بهم في جنة عرضها السموات والارض ان يحفظوا السنتهم من كثير من القول الذي لاحاجة له ولافائدة منه فمن كان يؤمن بالله فليقل خيرا او ليصمت.
فكثير من القول نسحبه مباحا ونلقيه دون حرج او دون انتباه او دون قصد تجده يأكل حسناتنا كما تأكل النار الهشيم0
فليكن لنا في رسول الله الله صلي الله عليه وسلم مع ام المؤمنين عائشه رضي الله عنها اسوة حسنة ، عندما قالت له رضي الله عنها حسبك من صفيه انها قصيره فقال لها يا عائشه لقد جئت بكلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته 0

علما بان ما قالته كان حقيقة ان صفية كانت قصيرة ولكنها قد قالت هذه الكلمة في ظهر غيب عنها ، فما بالنا نحن اذا جلسنا في مجلس واحد نذكر في اخواننا واخواتنا عن ظهر الغيب ما لايرضونه ولانرضاه لانفسنا من القول السىء ، والبهتان ، والنميمه ،وقذف المحصنات، وقول الزور، والاستحقار وتقليل شأن الناس ، والسخرية ، او نتفوه بالفحاش والبذي من القول ، او نقول مالايرضى الله ورسوله0
فلو كلمة واحدة نحسبها بسيطة قالتها ام المؤمنين من هذا القبيل قال لها رسول الله لومزجت بماء البحر لمزجته ، فكم يمزج ما نقوله نحن من هذا الكلام في اخواننا من بحار،
فالله الله في اللسان , ثم الله الله في اللسان ، ثم الله في اللسان
فذكر ان الذكرى تنفع المومنين ، ولنتناصح ولنأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ، خاصة في افات اللسان ولاندع من يبدأ في في مثل هذا الكلام ناسيا او عامدا او غافلا ان يستمر رأفة به كي لايهلك نفسه وحسناته بل من واجبنا ايقافه وبيان خطورة ماقاله حتى نتذكر ونتدارك خطورة هذا اللسان علينا.
ولكم مني الشكر والامتنان

عصام بابكر عباس
12-29-2010, 06:47 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جزاكم الله خيراً اخواني واحبابي زهاوي، الشفيع، الهادي - اسأل الله ان يجعل اعمالنا خالصة لوجهه الكريم وان يجعل الستنا رطبة بذكره - احسنتم واضفتم ونفعنا الله واياكم وجميع القراء والاعضاء بما كتبنا وقرأنا وان يجعلنا من الذين بلغوا عن نبينا عليه الصلاة والسلام الذي قال:( بلغوا عني ولو آية)