المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أراضي مشروع الجزيرة بين الإخلاء والتعويض العادل حسن فضل المولى = منقول


عمر محمد الأمين
01-07-2011, 07:58 PM
أراضي مشروع الجزيرة بين الإخلاء والتعويض العادل حسن فضل المولى = منقول
لقد ظل مشروع الجزيرة ولحقب ممتدة يمثل حجر الزاوية والركن الاقتصادي الركين، فقد اعتمد السودان وبصورة تكاد أن تكون كلية على ما ينتجه هذا المشروع من محاصيل زراعية، يأتي على رأسها القطن طويل التيلة عالي الجودة، فقد كان هدف المستعمر من إنشاء هذا المشروع مد مصانع مانشستر بانجلترا بالنوع الممتاز من الأقطان التي يتم تصنيعها ومن ثم إعادة تصديرها في شكل منسوجات وملبوسات عالية الجودة لجميع أنحاء العالم، وقد اكتسبت هذه المنسوجات سمعة عالية أدت لزيادة الاهتمام بالمشروع الذي ينتجها، ولأهمية هذه الأقطان أخذ المستعمر يولى جل اهتمامه لهذا المشروع العملاق، فقد كان العمل يسير في المشروع بدقة متناهية وكفاءة عالية وتم تجنيد أفضل العناصر السودانية والأجنبية لتسيير دولاب العمل بدقة متناهية أصبحت مضرب الأمثال في الانضباط والالتزام، وقد قام هذا المشروع على سهول أراضي الجزيرة المترامية الإطراف وعلى أرض يمتلك المواطنون حوالي (42%) من المساحة الكلية، وهذه النسبة المعتبرة من الأرض الخصبة المملوكة للمواطنين تم استئجارها منهم مقابل عائد معقول في ذلك الزمان، ونتيجة لانخفاض القوة الشرائية للجنيه السوداني تضاءلت قيمة هذا العائد ورغم ذلك لم تف به الحكومة وتم إيقافه في العام 1968م، بتوقف دفع قيمة إيجار الأرض للملاك تكون الحكومة قد استغلت هذه الأرض ولمدة (42) عاماً دون وجه حق، إخلالا بمبدأ المسؤولية العقدية الأمر الذي يستوجب فسخ العقد والإيفاء بالمتأخرات كاملة بالإضافة للتعويض عن الضرر الذي لحق بالملاك طوال هذه الفترة، فالواجب القانوني والأخلاقي يلزم الحكومة بإخلاء هذه الأرض وتسليمها لأصحابها بعد استيفاء الحقوق الموضحة أعلاه، وقد سعى الملاك وطرقوا كل الأبواب لاستيفاء حقوقهم هذه وقد اصطدم سعيهم هذا بالتعنت والمماطلة، ولم يجد هذا المطلب الشرعي إلا التجاهل والاستخفاف رغم عدالة القضية ومشروعيتها متمثلة في حق أبلج لا سبيل لإنكاره، في سابقة تمثل أبشع أنواع ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، فهؤلاء الملاك لديهم أسر يعولونها والتزامات حياتية ومعاشية صعبة، وقد ذاقوا الظلم والعنف والقهر وهم في اشد الحاجة الماسة لحقوقهم، وبدلاً من مكافأتهم ورد حقوقهم كاملة غير منقوصة وتكريمهم على دعمهم للاقتصاد السوداني طوال هذه الحقبة الطويلة تسومهم الحكومة ألواناً من الظلم لا يستحقونها بل يستحقون العكس تماماً، هؤلاء الملاك ولقناعتهم التامة بقضيتهم لم يتنازلوا، وظلوا يقبضون على جمر قضيتهم اقتداء بالحكمة الشهيرة (ما ضاع حق وراءه مطالب)، وقد استبشروا خيراً بصدور قرار السيد رئيس الجمهورية في مارس 2008م بإعادة الأراضي لأصحابها، ومنذ صدور قرار السيد رئيس الجمهورية سعى ملاك الأراضي عبر لجنتهم وبالطرق السلمية في استرداد حقوقهم إلا إن هذه المساعي لم تجد الإذن الصاغية وتجاهلتها الجهات الحكومية المختصة، وقد سبق وان قدمت وزارة المالية مقترحات بشأن قيمة الفدان وقيمة الإجارة والتي رشحت عنها أخبار غير مؤكدة تؤكد بان قيمة الفدان (6000) جنيه خلاف مبلغ الإجارة، ورغم ضعف هذه القيمة وعدم قبول الملاك بها تراجعت الوزارة وتقدمت بمقترح لقيمة أقل للفدان وقيمة الإجارة، والعرض المقدم لا يحظى بقبول الملاك لضعفه وعدم تناسبه مع القيمة الحقيقية للأرض التي تتجاوز هذه التقديرات بإضعاف مضاعفة. والحكومة تتجاهل هذه المطالب العادلة لسبب بسيط هو السلوك الحضاري والتعامل الراقي الذي اتبعه الملاك في التفاعل مع قضيتهم، فلم يرفعوا السلاح في وجه السلطة ولم يقطعوا الطرق، ولم يعلنوا التمرد ولم يختطفوا الأجانب ولم يهدروا أرواحهم، فالجزيرة وإنسانها هم رواد التنوير والتعامل المسؤول وعندما لم يفعلوا كما فعل الآخرون يعلمون حقيقة الدور المناط بهم كحملة علم وتنوير في المحافظة على هذه البلاد وعدم تعرضها لهزة كالهزات التي كادت أن تعصف بها، فالمرحلة الدقيقة تتطلب الحيطة والحذر وعلى الحكومة القيام بواجبها في رد الحقوق وعدم المماطلة، وعلى الحكومة التخلي عن سياساتها العقيمة في دفع الناس نحو الانفجار ومكافآتهم بالجلوس معهم والاستجابة لمطالبهم عند حمل البندقية، نتيجة لهذه السياسة ترسخ في أذهان الكافة في وجوب تأبط البندقية والتعدي والاعتداء على أرواح الأبرياء ومن ثم إعلان المطالبة، وان هذه الحكومة لا تفهم إلا لغة واحدة هي لغة السلاح وأي سلوك حضاري مسؤول سيكون مصيره الاستخفاف والسخرية كل هذه المؤشرات والمعطيات لم تؤد لتغيير نظرة ملاك أراضي الجزيرة لقضيتهم ووجوب حلها بعيداً عن العنف والابتزاز وباللجوء للطرق القانونية، بالطعن في دستورية قانون مشروع الجزيرة للعام 2005م واتخاذ كافة الإجراءات القانونية الكفيلة بحفظ حقوق الملاك، وهذه الخطوة تؤكد الالتزام بالقانون في هذه المرحلة الدقيقة، وعلى الحكومة تشجيع مثل هذا السلوك ودعمه والإعلاء من شأنه حتى يكون مثالاً يحتذى به متضمناً رسالة هامة تحمل بين طياتها أن السلوك الحضاري والتعامل وفق القانون يمكن أن يؤدي لإعادة الحقوق لأهلها، وتؤدي كذلك لمسح الصورة التي رسخت في الأذهان بأن هذه الحكومة لا تأتي إلا باستعمال القوة والقيام بالتصرفات المخالفة للقانون، وقد وقف الملاك كثيراً أمام مواقف الحكومة التي تتسم بالتناقض والمحاباة، فالحكومة دفعت تعويضات المناصير وأقامت العديد من مشاريع البنى التحتية، والاعتقاد السائد أنها لم تفعل ذلك إلا نتيجة لسفكها دماء الأبرياء من أبناء المناصير في أمري عندما قابلت مظاهراتهم السلمية التي تصدت لها الشرطة بالرصاص الحي وأدت لسقوط العديد من الضحايا دون ذنب جنوه سوى مطالبتهم بحقوقهم العادلة فهل تريد الحكومة أن تسيل الدماء في المعيلق والريحانة ود جميل وفي الدبيبة الدباسين وفي أم بوشه وفي القلقالة وفي الجاموسي وود رعية حتى تلتفت لمطالبهم العادلة؟ لماذا يكون الطريق نحو الحق مضرجاً بالدماء ومحفوفاً بتلال الجماجم؟ فأرض الجزيرة الطاهرة مشربة بدماء أبنائها الزكية وقد تصدوا للظلم والجبروت كابرا عن كابر وهذه الدماء ليست بعزيزة على البذل في سبيل استرداد حقوقهم وعلى الحكومة الإسراع في رد هذه الحقوق وعدم محاصرتهم وتضييق الخناق عليهم حتى لا يضطروا لركوب الصعب واتخاذ مواقف المواجهة، فالحقوق تنتزع ولا تستجدى وهم الآن يحاولون انتزاع حقوقهم بالطرق القانونية والسلمية، ويجب عدم إجبارهم لاتخاذ طرق أخرى تؤدي للمواجهة التي ستكون آثارها سالبة بالنظر لما تمثله الجزيرة باعتبارها العمود الفقري للدولة، وكان على الحكومة إعطاء هذه الجزئية من اعتبار ورد الدين للجزيرة التي تحملت العبء كاملاً عبر كل هذه السنوات، وشكرها عملياً بإنصافها ورفع الظلم عنها بدلاً من الحيف والإضرار بها والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (لا ضرر ولا ضرار) فأين هيئة علماء السودان؟ ولماذا لم تفت في هذه المسألة الهامة؟ هل قيام الحكومة باستغلال أراضي غير مملوكة لها ولمدة (42) عاماً دون وجه حق؟ هل هذا حلال أم حرام؟ فلماذا لا تكون النصيحة لوجه الله بعيداً عن الفتاوى المعلبة عند الطلب؟ أفتوا يا هؤلاء في هذه المسألة الهامة وانصحوا السلطات وولي الأمر بأن الظلم ظلمات يوم القيامة، فمثل هذه الفتاوى ستكون الفتوى الصادقة لوجه الله تعالى والتي ستقربكم من القلوب وتقنع الناس بأن مصالح العباد ورد الحقوق ونصرة الضعيف ودفع الضرر وإزالة الغبن وإرضاء الله سبحانه وتعالى هي دافعكم للفتوى بعيداً عن ساسة ويسوس. عليه ولما تقدم يجب على الحكومة إعطاء ملاك أراضي مشروع الجزيرة حقوقهم كاملة أو إخلاء أراضيهم وتسليمها لهم.

زهاوي عبد الجليل الامام
01-08-2011, 10:16 AM
أبو محمد سلام
في السابق كان مشروع الجزيرة يمثل القلب النابض
و العمود الفقري لإقتصاد السودان......لكن ما أن وطأت
أقدام الإنقاذيون مسرح السلطة قسراً حتى أعلنوا وفاة هذا
المشروع العملاق وحرروا شهادة وفاة هذا المشروع وقاموا
بتسليمها لكل المزارعين في وقت كان ينتظر فيه المزارع المغلوب
على أمره الإنصاف والتحفيز الذي يساهم في مضاعفة الإنتاج!!!
في رأئي إن مثل هذا السلوك الذي تنتهجه الحكومة تجاه مزارعي
الجزيرة من تجاهل وإهمال وتغول على حقوق المزارع ومكتسباته
من أرض...مؤسسات...هندسة زراعية...سكك حديد...سرايات
ومباني كجزء أصيل لا ينفصل عن المشروع حتماً سيؤدي إلى
إنفجار لا يُحمد عقباه حينها ستدرك الحكومة أنها كم أخطأت
في حق المزارع المسكين وجعلت تعض بنان الندم عندما لم تعره
الأذن الصاغية لكل نداءته و مطالباته الحضارية والسلمية!!
النــــــــــــــــــــار لا تطفى إلا بالنـــــــــــــــــــــــار هي اللغة الأنسب
للتعامل مع متغولي السلطة!!
دمتم بود