المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جزء من نص للشاعر محي الدين الفاتح


بكري على حمير
02-09-2011, 11:21 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه الكلمات جزء من قصيدة اتطلع لإمراءة نخلة للشاعر محي الدين الفاتح وهو طيبي من طابت الشيخ عبدالمحمود .
اعجبتني هذه القصيده وابحرت بي بعيدا حيث كانت الطفوله والبراءه حين كانت المدرسة الابتدائية .
حتي صرت اجتر واقلب شريط الذكريات في واول يوم دخلت فيه المدرسه،،،،،،،
واول درس كتبته من خلف الكراس ،،،،،
واقع اظن ان اغلبنا قد مر به وعايشه نسبة لتشابه الواقع في طابت ووادي شعير،،،،،،،

النخلة

و أنا طفل يحبو

لا أذكر كنت أنا يوما طفلاً يحبو

لا أذكر كنت أنا شيئاً بل قل شبحا يمشي يكبو

قد أذكر لي سنوات ست

و لبضع شهور قد تربو

أتفاعل في كل الأشياء

أتساءل عن معنى الأسماء

و النفس الطفلة كم تشتط لما تصبو

في يوم ما ... إزدحمت فيه الأشياء

أدخلنا أذكر في غرفة

لا أعرف كنت لها إسماً

لكني أدركها وصفا

كبرت جسماً ... بهتت رسماً ... عظمت جوفاً... بعدت سقفاً

و على أدراج خشبية كنا نجلس صفاً صفا

و الناظرُ جاء ... و تلى قائمة الأسماء

و أشار لأفخرنا جسداً أن كن ألفة ... كان الألفة

أتذكرهُ إن جلس فمجلسه أوسع

إن قام فقامته أرفع

إن فهم فأطولنا إصبع

و لذا فينا كان الألفة

كم كان كثيراً لا يفهم

لكن الناظر لا يرحم

من منا خطأهُ الألفة

كنا نهديه قطع العملة و الحلوى

لتقربنا منه زلفى

مضت الأيام ... و مضت تتبعها الأعوام

أرقاماً خطتها الأقلام

انفلتت بين أصابعنا

و سياط الناظر تتبعنا

و اللحم لكم و العظم لنا

و مخاوفنا تكبر معنا

السوط الهاوي في الأبدان ضرباً... رهباً ... رعباً ... عنفا

الباعث في كل جبان هلعاً ... وجعاً ... فزعاً ... خوفا

و الصوت الداوي في الآذان شتماً ... قذفا

نسيتنا الرحمة لو ننسى يوماً رقماً

أو نسقط في حين حرفا

و المشهد دوماً يتكرر

و تكاد سهامي تتكسر

لكأني أحرث إذ أبحر

لا شط أمامي لا مرفأ

و جراحي كمصاب السكر

لا تهدأ بل لا لا تفتر

لا توقف نزفاً لا تشفى



**********

و غدت تُخرسنا الأجراس

و تكتم فينا الأنفاس

و تبعثرنا فكراً حائر

للناظر منا يترأى وهماً في العين له الناظر

في الفصل على الدرب و في البيت

يشقينا القول كمثل الصمت

الصوت إذا يعلو فالموت

فانفض بداخلنا السامر

و انحسرت آمال الآتي

من وطأة آلام الحاضر

لكني أذكر في مرة

من خلف عيون الرقباء

كنا ثلة ... قادتها الحيرة ذات مساء

للشاطئ في يوم ما

إذ قامت في الضفة نخلة

تتعالى رغم الأنواء

تتراقص في وجه الماء

فإذا من قلتنا قلة

ترمي الأحجار إلى الأعلى

نرمي حجراً ... تلقي ثمراً

نرمي حجراً ... تلقي ثمراً

حجراً ... ثمراً ... حجراً ... ثمراً

مقدار قساوتنا معطاء

يا روعة هاتيك النخلة

كنا نرنو كانت تدنو و بنا تحنو

تهتز و ما فتأت جزلى

من ذاك الحين و أنا مفتون بالنخلة

و الحب لها و ليوم الدين

مطبوع في النفس الطفلة



**********

مضت السنوات و لها في قلبي خطرات

صارت عندي مثلاً أعلى

يجذبني الدرس إذا دارت القصة فيه عن النخلة

و يظل بقلبي يترنم

الوحي الهاتف يا مريم

أن هزي جزع النخلة

في أروع لحظة ميلاد

خُطت في الأرض لها دولة

و مضت الأيام ... جفت صحف رفعت أقلام

فإذا أيام الدرس المرة مقضية

و بدأنا نبحث ساعتها عن وهم يدعى الحرية

كانت حلم راودني و النفس صبية

تتعشق لو تغدو يوما نفساً راضية مرضية

تتنسم أرج الحرية


ودمممممممممتم بود

مجتبى ميرغني
02-09-2011, 02:29 PM
تسلم يابكري وماحرمنا من ابداعاتك

زهاوي عبد الجليل الامام
02-09-2011, 07:02 PM
الأخ / بكري علي سلام
قصيدة رائعة لشاعر يمتلك ناصية البيان
والقدرة على التعبير ليجعل المتلقي أو القاريء يعيش
حالة النص وهو في توافق تام مع ذاتية الشاعر ورمزيته المطلقة!!
شكراً يا غالي على إهدائنا هذا النص الجميل!!
خالص تحايانا لك ولناس الرياض وناس منفوحة بصورة أخص!!