الهادي الامام محمد
06-01-2010, 07:03 PM
من الذاكره /10 المدرسه
بينما كان ذلك الطفل الحالم ، سعيدا يلهو ويلعب اخذه والده من يده في ذات يوم من الايام ، مصوبا به نحو مجهول خارج اطار بيئته التى كان يظن ان الدينا تنتهي عندها، لم يدرك الى اين ، كذلك لم يتجرا على السؤال الي اين يا ابتاه، بل كان مستسلما وحاله يقول افعل ما تؤمر ستجدني انشاء الله من الصابرين 0
وعند خروجه من محيط دنياه ، رأي أيضا بعض من الاطفال مقتادين مثله ، حيث اخذ الاباء يتجاذبون اطراف الحديث بينهم عن القبول واللجنه ! ما فهم ما القبول وما فهم ما اللجنه، وما علاقة ذلك باقتياده واخراجه عنوة من عالمه الذي الفه وصار جزء من حياته ، غير انه مضطر ومزعن لمشئة والده 0 وقد خففت عليه رؤية اصحابه شىء من وطئة ذلك الاقتياد اللامبرر - بعد ان كان حرا طليقا يركض خلف الفراشات والدبابير-
لم يكن يدر أيضا ان تلك هى نهاية المطاف لعلاقته بالطين السقيا من ماء مدين، ليأنس من جانب الطور نورا ، يضيء له الطريق لعالم آخر ، فما كان بمقدوره غير الاستسلام لابيه كما استسلم الذبيح لابيه ابراهيم، ولم يكن يدرك ان هذه بداية اقرأ عنده وما اصعب اقرأ لجاهل لم ير النور0
تجمع الناس هناك حيث انتهى به المطاف الى عالمه الجديد ، واخذوا يقتادون ابنائهم واحد تلو الاخر، ويعرضونهم على طائفة من الناس يقومون برؤية كل طفل على حده ، ومن ثم فتح فكه ومعاينة ثنياه للتأكد من استئفائه سنين القبول، كما يفعل بالشاة المستوفيه لسني الاضحيه، حيث لم يكن لذلك الطفل كغيره من اترابه سجل ميلاد أوسيلة يحسب بها سني عمره غير نظرة تلك اللجنه لاسنانه0 ثم يتناقشون بينهم ليتخذ القرار بعد ذلك بان تقرأ في ذلك العام او انك لست بقاري ، تلكم هي ما يسمى بلجنة القبول والتى تتكون من الاعيان في القريه لاختيار التلاميذ المقبولين بالمدرسه الصغرى في كل عام، نعم قد وقع الاختيار عليه من قبل اللجنه في ذلك العام، ليبدأ حياة جديده كتلميذ يتلقى العلم تلقيا منتظما ، على ايدي معلمين من بنى البشر خلافا لعلمه الذي تلقاه من الطين والدبابير بماء مدين وخلافا للعلم الذي تلقاه من جدته المهيبه ببيت الهناء بين ابقارها وسمنها وودعها واحاجيها التي علقت بالخيال واستوطنت بمؤخرة ذاكرته0
لم يكن سعيدا في ذلك اليوم وربما بكى وسال الماء من أعلى رجليه الى اخمص قدميه من حيث لايدري من شدة الخوف والرهبه، عند وقوفه بين يدي اللجنه لاول مره لفحصه او طرح بعض الاسئله الغبيه عليه لتحديد مستوى ذكائه0
الا انه وفي الايام التي تلت قد البس ثياب زاهيه، وعشقت رجليه الحذاء الجديد من اول لبسه، حيث انها كانت اول علاقه برجليه مع الاحذيه ، وفي ذلك اليوم -اول ايام المدراسه - اقتادته امه من يده هذه المرة بدلا من أبيه كما تقتاد شاتها من اذنها للراعي ، ولكنه كان اكثر طمأنينه ، وهو على يد امه الدافئه مستظلا بطرف ثوبها الذي تدلى على رأسه حتى وصل للمدرسه0
هناك وجد كثيرا من الاطفال يتسامرون ويلهون ويتصايحون في ثيابهم الجديده فكانت النقله الاولى لعالم النور والعلم0
غدا سنكمل الحكايه
سلام اخوكم الهادي الامام
بينما كان ذلك الطفل الحالم ، سعيدا يلهو ويلعب اخذه والده من يده في ذات يوم من الايام ، مصوبا به نحو مجهول خارج اطار بيئته التى كان يظن ان الدينا تنتهي عندها، لم يدرك الى اين ، كذلك لم يتجرا على السؤال الي اين يا ابتاه، بل كان مستسلما وحاله يقول افعل ما تؤمر ستجدني انشاء الله من الصابرين 0
وعند خروجه من محيط دنياه ، رأي أيضا بعض من الاطفال مقتادين مثله ، حيث اخذ الاباء يتجاذبون اطراف الحديث بينهم عن القبول واللجنه ! ما فهم ما القبول وما فهم ما اللجنه، وما علاقة ذلك باقتياده واخراجه عنوة من عالمه الذي الفه وصار جزء من حياته ، غير انه مضطر ومزعن لمشئة والده 0 وقد خففت عليه رؤية اصحابه شىء من وطئة ذلك الاقتياد اللامبرر - بعد ان كان حرا طليقا يركض خلف الفراشات والدبابير-
لم يكن يدر أيضا ان تلك هى نهاية المطاف لعلاقته بالطين السقيا من ماء مدين، ليأنس من جانب الطور نورا ، يضيء له الطريق لعالم آخر ، فما كان بمقدوره غير الاستسلام لابيه كما استسلم الذبيح لابيه ابراهيم، ولم يكن يدرك ان هذه بداية اقرأ عنده وما اصعب اقرأ لجاهل لم ير النور0
تجمع الناس هناك حيث انتهى به المطاف الى عالمه الجديد ، واخذوا يقتادون ابنائهم واحد تلو الاخر، ويعرضونهم على طائفة من الناس يقومون برؤية كل طفل على حده ، ومن ثم فتح فكه ومعاينة ثنياه للتأكد من استئفائه سنين القبول، كما يفعل بالشاة المستوفيه لسني الاضحيه، حيث لم يكن لذلك الطفل كغيره من اترابه سجل ميلاد أوسيلة يحسب بها سني عمره غير نظرة تلك اللجنه لاسنانه0 ثم يتناقشون بينهم ليتخذ القرار بعد ذلك بان تقرأ في ذلك العام او انك لست بقاري ، تلكم هي ما يسمى بلجنة القبول والتى تتكون من الاعيان في القريه لاختيار التلاميذ المقبولين بالمدرسه الصغرى في كل عام، نعم قد وقع الاختيار عليه من قبل اللجنه في ذلك العام، ليبدأ حياة جديده كتلميذ يتلقى العلم تلقيا منتظما ، على ايدي معلمين من بنى البشر خلافا لعلمه الذي تلقاه من الطين والدبابير بماء مدين وخلافا للعلم الذي تلقاه من جدته المهيبه ببيت الهناء بين ابقارها وسمنها وودعها واحاجيها التي علقت بالخيال واستوطنت بمؤخرة ذاكرته0
لم يكن سعيدا في ذلك اليوم وربما بكى وسال الماء من أعلى رجليه الى اخمص قدميه من حيث لايدري من شدة الخوف والرهبه، عند وقوفه بين يدي اللجنه لاول مره لفحصه او طرح بعض الاسئله الغبيه عليه لتحديد مستوى ذكائه0
الا انه وفي الايام التي تلت قد البس ثياب زاهيه، وعشقت رجليه الحذاء الجديد من اول لبسه، حيث انها كانت اول علاقه برجليه مع الاحذيه ، وفي ذلك اليوم -اول ايام المدراسه - اقتادته امه من يده هذه المرة بدلا من أبيه كما تقتاد شاتها من اذنها للراعي ، ولكنه كان اكثر طمأنينه ، وهو على يد امه الدافئه مستظلا بطرف ثوبها الذي تدلى على رأسه حتى وصل للمدرسه0
هناك وجد كثيرا من الاطفال يتسامرون ويلهون ويتصايحون في ثيابهم الجديده فكانت النقله الاولى لعالم النور والعلم0
غدا سنكمل الحكايه
سلام اخوكم الهادي الامام