المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حاطب ليل


عمر محمد الأمين
04-30-2011, 10:49 AM
منقول
====
حاطب ليل
قطن ابيض طويل التيلة
عبد اللطيف البوني
[email protected]

الباشمهندس الزراعي محمد عثمان سيراب ظل يرفد الساحة الصحفية بمقالات قيمة متعلقة بالشأن الزراعي وفي كتاباته تجتمع المعرفة العلمية بالتجربة الطويلة لذلك نجدها معتقة عظيمة الفائدة .
عوضا عن الكتابة المباشرة اختار الباشمهندس هذة المرة ان يرسل لنا رسالة مطولة لكي تنشر في هذا الباب
لان متن الرسالة عبارة عن تعقيب واستطراد لما ورد في هذا الباب فليسمح لنا سيادته تلخيص أهم الأفكار الواردة في الرسالة ومناقشتها رغم ضيق المساحة

يقول السيد سيراب أن حاطب ليل يرى أن القطن غير مفيد لمزارع الجزيرة إنما يستفيد منه كارتيل القطن فقط بينما يرى المهندس سيراب أن للقطن فوائدة جمة على مجمل الاقتصاد السوداني وللمزارع في الجزيرة بصفة خاصة وان مشاكله ليست عصية على الحل .
أقول للسيد سيراب إنني لم أكن في يوم من الأيام ضد زراعة القطن في الجزيرة بصفة مطلقة بل في تقديري إن القطن محصول نقدي هام وان أفضاله على البلاد لا يمكن أن ينكرها إلا مكابر ومثل غيري من المتابعين اعلم أن أسعار القطن هذا العام بلغت أرقاما قياسية وسوف تستمر مجزية لعدة مواسم قادمة
ولكن ما ظللت اردده ومازلت مصرا عليه وهو ان مزارع الجزيرة لم ينعم بمحصول القطن في يوم من الأيام منذ نشأة المشروع 1925 لا بل منذ المرحلة التجريبية في 1913 إلى يوم الناس هذا لقد دخل القطن على المزارع بالساحق والماحق

نعم استفادت الدولة من القطن ولفترة طويلة واستفاد الإداريون في المشروع من القطن استفاد اتحاد المزارعين من القطن استفادت شركات المدخلات والترحيل والتسويق من القطن
لقد نشأت جماعة مصلحة (كارتيل) حول القطن أما المزارع المكدود الراكب حماره وعلى سرج العصي لم يستفد من القطن في يوم من الأيام اللهم إلا موسم 1952 / 1953 وبسبب الحرب الكورية وهذه قصة أخرى .
هناك فوائد غير مباشرة لمحصول القطن مثل الخدمات الاجتماعية الممولة من القطن والتي أحدثت طفرة اجتماعية في الجزيرة من مياه ومدارس وشفخانات وأندية .
تدفق الماء للقطن ولشهور طويلة ساعد على تربية الحيوان ولكن مزارع الجزيرة لم يدخل جيبه من مال القطن ما يكافي جهده الذي بذله فيه .
حاولت ذات مرة حصر كميات القطن طويلة التيلة التي أنتجها والدي عليه رحمة الله من حواشته ولمدة نصف قرن وضربتها على اقل الأسعار فوجدت لو انه أعطي عشرين في المائة فقط من مباع قطنه لامتلك فندق مريديان في قلب الخرطوم .
القطن كمحصول نقدي ما فيه كلام خاصة هذه الأيام لكن المشكلة في كارتيل القطن المشكلة في القائمين على امر القطن من تماسيح وقطط سمان تورمت على حساب المزارع فلو لم تزاح أو تنزاح أو تلقى في البحر هذة الجماعات سيظل القطن محصول سخرة و إهانة للمزارع فسياسة التحرير التي تدعو لها الدولة لوطالت القطن سوف يصبح زارع القطن في السودان مثله مثل زارعه في باكستان ومصر الخالق الناطق هذا اذا لم نقل في كلفورنيا
اقترح الباشمهندس سيراب جسما جديدا في مشروع الجزيرة من المزارعين الذين وصفهم بالمستنيرين لكي يقوم بدور جمعية طوعية لترقية الأداء وحل مشاكل المشروع
فمزارعي الجزيرة اليوم منهم من كان وزيرا ومنهم كان قد تسنم أعلى رتبة عسكرية وأعلى وظيفة مدنية فهؤلاء لو اجتمعوا وتفاكروا في أمر مشروعهم لخرجوا بنتائج طيبة
اتفق مع السيد سيراب فيما ذهب إليه من أن نوعية مزارعي اليوم مختلفة ولكنني أقول إن مثل الجسم لن يقوم
لان جماعة المصلحة سوف تخنقه وتفطسه في مهده باستعداء الحكومة عليه
سوف يصوفون بأنهم مهددين لا من المشروع
ولنا تجربة في هذا الشأن قبل خمسة عشر عاما عندما أقمنا ندوة مجرد ندوة لتوعية المزارعين بحقوقهم في قرية السريحة
فالذين دعونا خرجوا منها بالجلالة
ولكن في تقديري انه مع المتغيرات الدولية والإقليمية والمحلية أن الوقت جد مناسب لقيام مثل هكذا هيئة
ولكن من يقنع الديك ؟