جذبت ذاكرتي اولى محطات الحياه لشخصية ذلك الطفل العفو ى ، والذى تفاعل مع الموجودات حوله بكيفيتها وكينونتها ، ومن تلك المحطات التى تفاعل معها كانت بيارة المويه، كانت البياره عباره عن فرع من شبكة المياه بتلك البلدة الحالمه والتى لم يكن اهلها حينذاك ينعمون بمياه تتدفق في سويحات بيوتاتهم الطينيه ، بل كانوا يردونها من مجمع واحد يسمى البياره او الماسوره 0 ولعدالة التوزيع خص كل فريق من تلكم القريه بياره واحده ، لقضاء حوائج اهله من الناس والدواب ، كانت بيارتنا تقع غربي بيت الهناء ، ولا تبعد عنه اكثر من مرمى ظله في اولى ساعات الضحي 0 علاقة ذلك الطفل بهذه البياره كان ذلك الطين الذي تجمع حول ساحتها والذي تكون من تدفق المياه من الواردين و تفجر مواسيرها من مرور اللواري والكوارو فوقها احيانا ، او من بقايا امطار راكده في احيان أخر0
عشق ذلك الطفل رائحة ذلك الطين الاخضر ، الذي تخمر وتعفن حتى علته الطحالب ، وعجنته اقدام الماعز والابقار، وحلقت فوقه الدبابير، وحامت حوله الفراشات والطيور لتروى ظماءها من المياه الراكده على اثار درب الماره فوقه 0
وتملآ بطونها من تلك الفراشات الحائمه ومنها ابو الدقيق الذي كان من الفراشات ففسق عنها ، فكان منها بمثابة ابليس من الجن ذلك تشبيه من قبلى فهل هو من فصيلة الفراشات او الحشرات لا ادري فهو غريب في خلقه غريب في تصرفاته 0
احب ذلك الطفل هذه البيئه القدريه عليه ، وتجانس معها كاحد من اشيائها ، لايدرى ما سره مع الطين، ولكنه يدرك ان له رغبة تواقه للعب في محيطه الضيق ، كان يحلق بخياله مع تلك الدبابير ، يعلو ويهبط معها كانها طائرة مروحيه تحلق لاستكشاف احد مخابي العدو، كان لها ازيز وطنين يستهوى عاطفته ، ويجذبه اليها كما يفعل الرحيق بفراشات راقصه ، يطرب ويرقص معها احيانا ، ويركض لاصطيادها في احيان أخر ، لايخشى لدغتها السميه المؤذيه 0 واذا تمكن من صيدها يقوم بربط خيط طويل على ذيلها ويفرج عنها بعد ذلك لتحلق بحرية مقيده بزمام خيطه الطويل0 انه حب التملك ذلك الذي يطغى على قلوب الاطفال لاستحواذ الدمى والا لعاب ، دون تمييز الوسيله ، ويطغى على الكبار احيانا لاستحواذ المال والاملاك وان كان على طريقة ميكافيلي 0
كان يلتقط ايضا يرقات الفرشات ذات الالوان التشكيليه الرائعه ويقوم بتجميعها من تلك البيئه فبئته لم تكن تنعم بالوان مائيه او خشبيه تثير خياله اكثر من الوان تلك البروش التى شكلتها ونسجتها انامل جدته العجوز ببيت الهنا،
كان يقوم بنخر الطين وتجميعه في بقايا ظل تجمعت اطرافه ، ثم يقوم بعجنه وتشكيله حسب ما يحلو له كجنيي سليمان، فكم صنع من تمثاثيل وجفان وقدور على مشئته الخاصه ، وليس على مشئة سليمان ، كان الصبيه يتجمعون حوله ويشاركونه اللعب المسلي، ويقومون بصنع المدافع من ذات الطين بتشكيلات تشبه الدفوف على احاجم صغيره وبعد ان يتم تمليسها بالماء او اللعاب يرمونها على الارض بشده لتحدث دويا عاليا0 يصيحون ويفرحون على اثر ذلك الدوي، كفرحتم ببنادق الاثرياء حين تطلق في أعراس ذلك الزمان0
[لله درك أستاذنا الهادي...
تراني الأن قد إقتربت من المساك بأحد خيوط دبابيرك
الطائرة ولكني أخطأتها لأقع صريعاً مستسلماً داخل بنية هذا النص
المستمد تماسكه من خصوبة خيال كاتبه .
على طريقة منوفلي في مسلسل الحاج مُذكر أها أها يازول شوقتنا شوقتنا!![/b]
الهكرز الله يجازيكم دايرين تحرمونا من هذا الإسترسال الجميل.
دمت بود.
توقيع زهاوي عبد الجليل الامام
الفراشات لو ضيعت حلم الوصــــــــــــــول
ما ضيعت إحساسا بي طعم الرحــــــــيق
مشكور الأخ الكاتب والراوي الهادي الامام
والله لقد سحنا معك مع الدمى والتماثيل والعربات
وانت تزكرنا بالماضي واللعب بالطين
فكنا نلعب بالطين الاحمر الذى كنا نأتى
به من بئر جدنا عبد الرحمن
وان إختلفنا معك قليلا فى نوعية الطين
ولكن تشابه شكل اللعب به
فهلا أكملت لنا برواياتك الرائعة والسلسة
الهادي مشكور على هذه اللوحات عن الطفولة و العاب الطفولة
وطالما أن الشيء بالشيء يذكر فقد كانت الخدمات الاجتماعية بالمشروع توفر وتقدم جميع الخدمات من تشييد للمدارس و نقاط الغيار والشفخانات و الأندية وبيوت المجالس (وهذه تشيد للمجالس الزراعية بالقرى لعقد الاجتماعات و اللقاءات) إضافة لحفر الآبار الارتوازية و صيانتها وكان يقوم بذلك قسم الجيولوجيا،
وبعد حفر البيارة في وادي شعير تم تمديد شبكة تتكون من أربعة فروع:
• فرع جنوب دكان العمدة
• الفرع الثاني أمام ديوان حاج أحمد حسن (مختار أحمد حسن لاحقا)
• الفرع الثالث بجوار خلوة عبد الله ود الشيخ – وهذا الذي تدور حوله وفيه حكاياتك،
• الفرع الرابع مع البيارة الرئيسة حيث لا زالت المصطبة قائمة وحول هذا الفرع ومن المياه المتدفقة منه قام العم محمد حلف الله بتسوير منطقة البيارة وزراعة هذه الأشجار القائمة الآن وكان يقوم بزراعة الخضر وبيعها بالجزارة .
وكان قسم الجيولوجيا يقوم في الصيف بصيانة الأبار و الصهاريج في قرى الجزيرة حيث يتم تحديد يوم معين يخطر به شيخ الحلة والذي يخطر الجميع لتخزين حاجتهم من المياه لمدة يومين أو ثلاثة حيث تملآ الأزيار و البراميل (لمن يملك برميلا) و تنزل الجرادل والحلل من فوق رأس الفضية أو الدولاب و الطشاتة مع ترشيد الاستهلاك وحظر الغسيل في هذه الأيام،
حيث يتم تنظيف البئر ثم تنظيف الصهريج و تجديد طلائه من الداخل والخارج ( وخلال هذه الفترة يكون فريق العمل في ضيافة شيخ الحلة و البقية حيث يجتمع الجميع حولهم كل يحمل صينية يعولها طبق برتال ويعقب ذلك براد الشاي وتسمع كركبة كبابي الشاي من جميع الاتجاهات متجهة صوب الديوان
بسو الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين ، صلوا عليه كما امركم ربكم فصلاتكم موصولة اليه في يوم الجمعة والليلية الزهراء0
ا لاساتذه والاخوه الاجلاء الجيلي، زهاوي ، امجد ، صديق ، عمر ( عفوا آثرت ان يكون الترتيب تصاعدي ليشعر الصغار بانهم كبار ويشعر الكبار بانهم شباب في العطاء )
السلام عليكم ولمن حولكم ، والشكر لكم لدخول عالمي الذي باعد الزمن عنه ، وحاولت وصله بذاكرة ضعيفه، لكنها مستمدة لقوتها من تيار حرفكم المضىء ، للولوج لتلك
الكهوف المظلمه لكشف خبايها وتعرية كنوزها0