وادي شعير الجغرافية والتاريخ ( نبذه عن قرية وادي شعير)
بتاريخ : 04-02-2015 الساعة : 07:52 AM
وادي شعير الجغرافية والتاريخ والحاضر ( نبذه عن قرية وادي شعير)
الموقع :
تقع القرية على خطي طول 33,04 وعرض 14,38 بولاية الجزيرة معتمديه الحصاحيصا .تقع على بعد 5 كيلومترات جنوب غرب مدينة طابت الشيخ عبد المحمود وعلى بعد 28 كيلومتر غرب مدينة الحصاحيصا ويربطها شارع أسفلت بطريق الخرطوم ود مدني . التأسيس :
أسس قرية وادى شعير عبد الجليل ود حجازى في النصف الثاني من القرن العاشر الهجري – (سنة 974 هجري) - المرجع د.حسن الفاتح غريب الله - أو عام 985 هجري (المرجع د.يوسف فضل) –وحجازى هو مؤسس مدينة اربجى التى تقع جنوب الحصاحيصا وهو باني مسجد أربجى المشهور في ذلك الزمان ومازال موقعه معروف حتى يومنا هذا.ولقد قدم عبد الجليل من اريجى بعد أن اقام بها فترة من الزمان سبب التسمية وما قيل عنه
ما تردد على السنة أجداد القرية الأوائل أن الاسم مشتق من نبات الشعير الذي انبت على الوادي (الحفير ) الذي كانت تتجمع فيه مياه الأمطار .وفى فصل الصيف كان اهل القرية يجلبون الماء من النيل الازرق بواسطة الجمال .هنالك عدة روايات في هذا الصدد منها أن تلك الجمال المحملة بمياه القرب كانت تفرغ عند ذلك الحفير بعد أن يأخذ السكان كفايتهم منها وحول ذلك الوادى نبت الشعير . والرواية الأخرى أن سروج الأبل كانت تحتاج للتبطين فلجأ أجداد القرية الى استغلال سيقان الشعير بدلاً من الصوف أو القطن الذى كان يصعب الحصول عليه مما ساعد في نثر حبوب الشعير على الوادي فأمتلأ الوادي بالشعير – وهذا التاريخ يعكس أمكانية قيام مشروعات لمحصول الشعير الذى يستورد منه العالم العربى ما يقارب سبعة مليون طن. قدوم الشيخ تاج الدين البهاري :
كان جد القرية الحاج داود الوارد أسمه في طبقات ود ضيف الله والمعروف بالتاجر السوداني كثير السفر الى الاراضى المقدسة وكان رجل تربى على حب بناء المساجد وزيارة العلماء والصالحين وكان يكثر من مجالستهم وفى أحد رحلاته للأراضي المقدسة قدم معه الشيخ تاج الدين البهارى خليفة الشيخ عبد القادر الجيلاني والذي نشر الطريقة القادرية بالحجاز . عند قدوم الشيخ تاج الدين البهارى مع الحاج داود ود عبد الجليل الى قرية وادى شعير واقام معه سبعة سنوات كانت خير صحبة لشخصين جمع بينهما حب العلم ومجالسة العلماء وحب الصالحين.ويقال أن الشيخ تاج الدين البهارى قد تزوج امرأة من أربجى التى أقم بها وأنجب منها بنتين . وادي شعير مدخل للطريقة القادرية للسودان وأفريقيا:
قبل ان يعود الشيخ تاج الدين البهار ى الى الحجاز طلب منه الحاج داود ان يخلفه على الطريقة القادرية وحسب الرواية المذكورة في الطبقات أن الشيخ تاج الدين البهارى قد وضع شرطاً (امتحان) للحاج داود ان يتم ذبح احد فرسان قبيلة الجليلاب ثمناً لهذا الحق ولكن الحاج داود رفض الحاج الفكرة- ويقال ان المقصود كان الوقوف على قدرة الحاج داود على تحمل اعباء الطريقة الصعبة التى يمكن ان تفدى باعز الابناء. أقام الشيخ تاج الدين البهارى خلوته لتحفيظ القرآن واقامة الاذكار بترس تقى (ترعة العديد حالياً) شرق موقع القرية السابق وعندما انتشر خبره بدأ يفد عليه مريدون من كثير من انحاء السودان وقد بدأ يُعرف الناس بالطريقة القادرية وقراءة أورادها الراتبة ولقد اخذ عدد من المشائخ المشهورين الطريق القادرى من الشيخ تاج الدين البهارى منهم :
•
الشيخ الهميم ود عبدالصادق ( الصادقاب )
• الشيخ ود بانقا الضرير ( اليعقوباب )
• الشيخ حجازي ود معين ( مؤسس أربجي)
• الشيخ شاع الدين ود التوم ( جد الشكرية)
• الشيخ عجيب الكبير ( جد العبدلاب)
ويقال ان الرحلات إلى الأراضي المقدسة من بعض الدول الإفريقية عبر السودان مروراً بوادي شعير أو أماكن تواجد الخلفاء الذين اخذوا الطريقة القادرية وأقاموا الخلوة والمسيد ساعد في انتشار الطريقة القادرية في بعض الدول الإفريقية مما أوجد بينهم صلات روحية وثيقة دفعت بعدد منهم أن يقيم في السودان لفترات متفاوتة.
الحاج سعيد يخلف والده ويؤسس مدينة ود راوة ويشيد مسجد الشيخ دفع الله العركى :
عندما توفى الحاج داود تولى ابنه الحاج سعيد مكانة والده وكان مشهوراً له بالتقوى وحب العلم وبنا ء المساجد والخلاوى وكان يعتبر من الصالحين الذين يخافهم الجن والشياطين ويقال أن الشياطين تخاف دخول الحاج سعيد وتهرب من المواقع التى يتواجد فيها. وكان يعالج مس الجان ومازالت هنالك بعض الروايات تروى هذا الشأن . ويقال انه اقام عدداً من المساجد يذكر منها مسجد الشيخ دفع الله العركى بابو حراز (طبقات ود ضيف الله 208) وقام بتأسيس قرية حلة سعيد المعروفة اليوم بودراوة (تقع شرق النيل الأزرق على بعد 100 كيلومتر جنوب الخرطوم ) والتى تقطنها قبيلة الجليلاب مع بعض القبائل الاخرى. التعليم في القرية
منذ إنشائها عرفت وادى وادى شعير باهتمامها بخلاوى حفظ القرآن وتدريس الفقه وخرجت عددأ من الحفظة ولقد درس بها الفكى عبد الماجد الذى هاجر لتدريس القرآن بمنطقة ري عبد الماجد(120 كيلومتر جنوب الخرطوم) ولقد سميت المنطقة باسم ري عبد الماجد . من أهم الخلاوى التى كانت في تلك الفترة أي قبل قيام مشروع الجزيرة والمحددة بالفترة من القرن السادس عشر الى اواخر القرن التاسع عشر والتى يمكن اعتبارها مرحلة الخلاوى الاولى:
خلوة الشيخ يوسف دفع الله المكاشفى - خلوة الشيخ إبراهيم - خلوة ود بادي
وتعتبر خلوة الشيخ يوسف من اكبر واعرق الخلاوى والتى كان انشاؤها قبل 400 عاما ولقد بلغ عدد الدارسين بها 900 تلميذ .ولقد درس فيها اشهر ابناء الأسر الدينية في السودان ويقال ان الشيخ يوسف ود دفع الله قد خرج مهاجراً في سبيل العلم واستقر اخيراً بمصر وكان من اشهر علماء رواق السنارية بالإزهر الشريف بالقاهرة. أما مرحلة الخلاوى الثانية فلقد كانت في الفترة من بداية الربع الأول من القرن العشرين الى النصف الثانى من نفس القرن وكانت من اهم تلك الخلاوى :* خلوة الشيخ ابراهيم (التي كانت امتداد ) - الذي تتلمذ على يد الشيخ الأستاذ عبدالمحمود الشيخ نور الدائم الشيخ الطيب ود البشير وأجازه للطريقة السمانية وزوجه كريمته النّور ، وهو بذلك أول شيخ للطريقة السمانية في القرية وأول من دخل الخلوة الأربعينية ومكث فيها فترة طويلة حتى توفي وخلفه أبنه الشيخ محمد الأمين الشيخ ابراهيم وتوفي عام 1984وخلفه ابنه الشيخ المأمون حتى يومنا هذا وخلوة ود الناسخ (وكانت مشهورة بالحداثة –ولقد أسسها مدير قسم وادى شعير" مستر فلمى" البريطانى الجنسية المسيحى الديانة (ايام الاستعمار) ولقد بدأ التدريس فيها الشيخ محمد الحسن الشيخ ابراهيم والشيخ الزبير أبوعلامة وفيما بعد تولى التدريس الشيخ محمد ود الناسخ وسمي بهذا الاسم لأنه كان مثل والده يقوم بنسخ المصحف الشريف بيده لأنه كان يملك موهبة الخط الجميل وكانت له روح فنية ساعدته في ادخال التلوين على كتابة المصحف - * وخلوة الفكي عبد الرحمن – * وخلوة الفكى مصطفى- ولقد كانت هذه الخلاوى تؤسس وترعى بواسطة الفريق الذى تتواجد فية ويصرف عليها نفر من المواطنين الذين كانت لهم اوضاع اقتصادية مميزة ، خصوصاً الخلاوى التى يوفد اليها الفقهاء من خارج القرية. مدرسة وادى شعير الصغرى:
كان أبناء القرية يتلقون تعليمهم بمدرية طابت الأولية والتي كان يصلون اليها على ظهور الدواب . قناعة أهل القرية بالتعليم المنتظم دفعهم لتشييد مدرسة صغرى للبنين بالعون الذاتى والتى تعتبر من الاوائل بالمنطقة وكانت مكونة من ثلاثة فصول كان ذلك في عام 1950 وكان أول ناظر لها هو الاستاذ احمد ابراهيم من قرية الفقراء مع عدد من الاساتذه على سبيل المثال مبارك قمر الدولة (طابت) محمد فضل المولى(الزبيرات) يوسف بابكر (رفاعة) التجانى محمد أحمد (ود النعيم ) والذى يرجع اليه فضل دخول اول دفعة للمدارس الوسطى في عام 1954 بعد ان اصر على ان يفتح الفصل الرابع والذى الحق في مرحلة لاحقة بالرغم من عدم جاهزيته و بمساعدة كوكبة من الاساتذة مثل حسين يوسف مساعد ، ولم يكن من السهل في ذلك الزمان أن يمتحن تلاميذ مدرسة صغرى الى المداس الاوسطى الا بعد يتحول طلاب المدارس الصغرى الى مدرسة أولية مثل طابت أو فطيس والمسلمية وعلى التلميد اعادة السنة الثالثة وبعدها يؤهل الى الفصل الرابع ولكن اصرار الاستاذ التيجانى وثقته في تلامذته دفعه ليراهن على نجاحهم وكانت فرصة الدخول الى المدارس الوسطى في غاية من الصعوبة بسبب قلة المدارس الوسطى حيث كانت كل المدارس الصغرى والاولية تجلس لأمتحان القبول بمدارس بود مدني المحدودة (الأهلية –الاميرية –المدينة عرب) ولا تتعدى نسبة القبول 10% من جملة عدد الممتحنين .لم تتجاوز تلك الدفعة الثلاثون طالباً ثلثهم كان يأتى من قرية الفريحاب على ظهور الدواب . أول دفعة تم قبولها بمدارس ود مدني مكونة من يوسف الطيب بانقا (المدرسة الاهلية – ) عبد القادر محمد عبد القادر (المدينة عرب –والتى اتخذت من بيت الشيخ احمد بابكر الازيرق مقراً لها(طوعا) ولاحقاً مبانى اتحاد مزراعى الجزيرة قبل ان تنتقل نهائياً الى المدينة عرب وكانت تسمى مدرسة اتحاد مزارعى الجزيرة الذى اسهم في بناء عدد من المدارس الوسطى في تلك الحقبة) إضافة الى عوض عثمان (الاهلية –كان والده يعمل موظف برئاسة قسم وادى شعير) وخالد الحاج عوض الله(مدرسة الصناعية).توالت بعد ذلك دفعات أخرى.ومن بين النظار والمدرسين الذين عملوا بالقرية في الفترة 1954-1975: هاشم محمد الامين القرشي، عثمان الامين ،عبد الرؤوف ، خالد محمد احمد ،يوسف بابكر ، محمد الامين (المحامى) ، فتح الرحمن ،وغيرهم لحقهم بهم بعد ذلك عدد من ابناء القرية الذين تخرجوا فى معاهد التربية مثل داود محمد احمد، على حمد ، مساعد محمد احمد .كانت أول لجنة أباء للمدرسة مكونة من عباس عبد القادر دكين(رئيس)، عبد الصادق بخيت(سكرتير) ، محمد الحسن الشيخ ابراهيم (أمين المال) وعضوية كل من عبد الرحمن زين الدين ولقمان محمد بادي وكانت هذه التشكيلة تمثل الأسر الكبيرة التي تقطن وادى شعير. التوسع في التعليم :
ظل التوسع في التعليم يتماشى مع رغبة السكان وتزايد عدد التلاميذ مع انكماش في تعليم الخلاوى الذى صار لا يجاورى نمط التعليم الحديث ولم يحدث توافق بينهما لعدم وجود الروية المستقبلية .ففى عام 1973 تم مدرسة متوسطة للبنين وكانت ايضاً بعون ذاتى من اهل القرية . ثم لحقت بها في عام 1983 مدرسة متوسطة للبنات بدعم ذاتي ساهم فيه صديق عبد القادر دكين ومحمد الحسن الشيخ ابراهيم ومختار أحمد حسن وعباس محمد بادى بالجعل الكبير .ولقد تم ترفيع مدارس المتوسط الى ثانوى بنين وبنات في عام 1993 .
المصادر:
موقع وادي شعير
طبقات ود ضيف الله
مقابلات كبار أهل القرية
لك التحية د. صديق الامام
اوفيت وكفيت.
ياريت لو تتظافر الجهود ونتعاون في جمع المعلومات،
بغية تجميعها وتوثيقها في كتيب ليخدم الكثير من الأجيال
والشباب الذين يجهلون هذا التاريخ المشرف للقرية.
فلنوحد الجهود ونطلق مبادرة كتيب وادي شعير الملمح والتاريخ.
وفقنا الله وإياكم لخدمة الوادي وأهله.
توقيع زهاوي عبد الجليل الامام
الفراشات لو ضيعت حلم الوصــــــــــــــول
ما ضيعت إحساسا بي طعم الرحــــــــيق
لاتقلق الاخ الزهاوي الكتاب تحت الطبع
رغم انه تشوبة العلمية كثيرا الا اني ساترك فيه فصلا كاملا يعالج تاريخ القرية الماضي الحاضر والمستقبل وسوف يكون مصدرا جيدا لطرق وكيفية كتابه البحوث العلمية للراغبين في مواصلة الدراسات العليا
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا د. صديق الامام وفقك الله
السلام عليكم ورحمة الله
حتى تكون معلومات المرحلة التي كانت فيها الدراسة بالخلاوي مكتملة ودقيقة أرجو أن تضيف الى المعلومات
أن خلوة الفكي عبد الرحمن تسمى خلوة الفكي عبد الرحمن ود النعيمة وهو مشهور بود النعيمة واسمه عبد الرحمن
دفع الله ( النعيمة) وهو كما تعلم والدي وقد كان رحمه الله حافظاً لكتاب الله ومتمكن من الفقه المالكي وكان اول
امام وخطيب لمسجد القرية الجنوبي (مسجد ود بادي) وقد خلفه العم يوسف ود حاج علي عندما اصابه الكبر ولم
يتسطع قراءة الخطبة وهو اصلاً ينحدر من قبيلة رفاعة البشاقرة ومقرها قريةالبشاقرة وقرية فضل والتكلة رفاعة
والتكلة أبشر حيث تربطني صلة قرابة بهم وأنا متواصل معهم وهذه القرى بالضفة الغربية من النيل الأزرق بالاضافة الى
حلة حمد والقلقالة وهي بالجزيرة ووالدي تربطة صلة قرابة قوية بحبوبتكم زينب بت الامام ود البشير وايضاً والدة الأخوان
مبارك ومامون ووداعة محمد الأمين ويمكنك ان تتوثق من هذه المعلومة من والدك الامام فهو على قدر كبير بمعرفة أنساب
القرية وأما والدة الفكي عبد الرحمن فهي من الجليلاب وهي التي تربطنا بصلة القرابة مع جدك هجو ود الحسن رحمه الله ،
وكان له حيران يتبعونه في سفره عندما كان السفر بالحمير ( ذكر لي ذلك الأخ حمد الحاج عوض الله وقال لي أنا كنت حوار
ابوك اتبعه حيث ما ذهب ) كما أنني أضيف أنني ورثت عن والدي نسخة من المصحف الشريف مخطوطة باليد ( بكل أسف فقدتها نتيجة الترحال وتغيير السكن ) وأيضاَ كتاب رسالة ابن ابي زيد القيرواني بجزأيها العبادات والمعاملات وكتاب الصفتي وكلها على مذهب الامام مالك وقد اضفت اليهما كتابي الموطأ والمدونة التي ألفهما الامام مالك رحمه الله .آسف للاطالة ولكن حتى تكتمل المعلومة كان لابد من ذلك .
لك شكري وتقديري وأكيد احترامي .
التعديل الأخير تم بواسطة حبيب الله عبد الرحمن ; 04-05-2015 الساعة 02:15 PM.
شكرا الحبيب حبيب الله ود النعيمة أبو عبد الرحمن
حمد الله على السلامة بعد الغيبة عن مشاركاتكم القيمة
كما أشكرك جزيل الشكر على المعلومات الثرة عن هذا الموضوع التي سوف تكون إضافة حقيقية لهذا السفر المتواضع الذي نتمنى من الجميع الادلاء فيه بدلو المعرفة حيث أكتمل في الجانب العلمي وننتظر مثل هذه الاضافات التي تثري هذا الجهد المتواضع باذن الله حيث تكسر فيه حاجز الرتابه العلمية الجافة والمطلوبة ولاشك اني احتاج لكثيرا مثل هذه الاختراقات القيمة
السلام عليكم الاهل بالمنتدي اشكرك اخي صديق علي النبذه القيمة لتاريخ هذه القرية نحن بحكم صغر سننا لم نتعرف علي اصول هذه القرية العريقه لك منا كل الشكر والتقدير اوفيت وكفيت
الإهداءات
وادي شعير الجغرافية والتاريخ ( نبذه عن قرية وادي شعير)
العرض العادي
