.::||[ آخر المشاركات ]||::.
كتب صديق عبد الهادي: بعض قضايا... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 10247 ]       »     تنعي منتديات وادي شعير المغفور... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 9067 ]       »     بمزيد من الحزن والأسى تنعى منت... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 4349 ]       »     تنعي منتديات وادي شعير المغفور... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 4028 ]       »     كتب صديق عبد الهادي: وما الذي ... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 13360 ]       »     من الواتساب: أقوال منسوبة للشي... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 5023 ]       »     تنعي منتديات وادي شعير المغفور... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 4511 ]       »     الراكوبة: لجنة للتحقيق في بيع ... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 2 - عدد المشاهدات : 9515 ]       »     الراكوبة: تكوين لجنة تمهيدية ل... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 6996 ]       »     الراكوبة: محافظ مشروع الجزيرة ... [ الكاتب : عمر محمد الأمين - آخر الردود : عمر محمد الأمين - عدد الردود : 2 - عدد المشاهدات : 8863 ]       »    



الإهداءات

العودة   منتديات وادي شعير الأقسام العامة منتدى السياسة والفكر والأدب
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

عمر محمد الأمين
:: عضو نشـــط ::
رقم العضوية : 3
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 3,281
بمعدل : 0.64 يوميا

عمر محمد الأمين غير متواجد حالياً عرض البوم صور عمر محمد الأمين



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتدى السياسة والفكر والأدب
افتراضي يوسف أحمد المصطفي.. سيرة مناضل اسطوري لحركة المزارعين في السودان
قديم بتاريخ : 09-08-2012 الساعة : 09:36 AM

يوسف أحمد المصطفي.. سيرة مناضل اسطوري لحركة المزارعين في السودان
[IMG]
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[/IMG]


هزّ عرش ملكة بريطانيا العظمي !!
توثيق/ حسن وراق
"ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" صدق الله العظيم.
من الذين صدقوا واخلصوا لقضية المزارعين وعاهدوا الله وشعبهم علي النضال من أجل الدفاع عن حقوق المزارعين ونذروا عمرهم لا يبالون بما تعرضوا له من عظائم الامور سجنا ومطاردة وتشريدا ومحاكمات ورغم أنهم فلتوا من اعواد المشانق والتصفيات واحكام الاعدام وعنابر الموت في جودة الا أنهم لم يتوقفوا عن مسيرة النضال حتي هذه اللحظة لم يمنعهم المرض او تقدم السن فلا تزال حيوية الشباب ( تتحالف ) مع حكمة الشيوخ تشكل مرجعية وتجربة وخبرة نضالية لم تنطفئ جذوتها فنارة تضئ الطريق للأجيال القادمة .

المناضل يوسف احمد المصطفي سيرة نضالية عطرة جديرة بالتوثيق نقدمها للأجيال كتجربة لن تتكرر خرجت من رحم الشعب السوداني ومن معاناته ومن ارثه الحضاري ومكوناته الفريدة. التقيته في داره العامرة بقرية صراصر وجدت بجانبه ابنه ، الدكتور محمد يوسف (ود يوسف) وزير الدولة السابق للعمل والاستاذ المحاضر بكلية اقتصاد جامعة الخرطوم واحد أبرز قيادات الحركة الشعبية في قطاع الشمال الي جانب رفيق درب المناضل الاستاذ محمد الجاك ابوشمة نثقب في ذاكرة هذا المناضل حتي نتعرف علي ما هو شارد الي حواف السهو وما هو مسكوت عنه في تاريخ الحركة الوطنية وخاصة ما يلي دور المزارعين فيها.
البطاقة الشخصية :
يوسف احمد المصطفي من مواليد 1927 بقرية صراصر غرب الحصاحيصا ينحدر من أسرة جذورها من بطون البديرية الدهمشية هاجر جدهم الاكبر واسمه ( النيل ) الي قرية أم دليبة بالجزيرة (جنوب غرب ) طابت. التحق بخلوة شيخ عبدالجبار التي وطدت ارتباطه بالمشائخ والعلماء ليواصل مسيرته في التعليم ليلتحق بمدرسة رفاعة الابتدائية في 1941 ولكن وفاة والده منعته من مواصلة التعليم ليتفرغ الي مسئولية الاسرة وهو الابن الوحيد وسط عدد من الاخوات.
الخلفية الدينية والبحث عن الحقيقة :
استهوته مسألة البحث عن الحقيقة كاتجاه فلسفي للتبحر في علم الحديث علي يد مولانا الشيخ الطيب ابوقناية وبرفقته ابن الشيخ الامين ابوقناية وكونا معا جمعية البحث عن الحقيقة واصدروا نشرة لتعليم الحديث عرفت باسم الهدي النبوي في مدينة وادمدني لتبدأ ملاحقة الاجهزة الامنية له واتهامه بالترويج للأفكار الشيوعية نظرا لان السلطات كانت تربط الفكر الوهابي بالشيوعية لموقف الوهابية من طريقة اسلام الطرق الصوفية . اتجه الي اتباع الطريقة العجيمية مع رفيقة حسن عبدالرحمن كرنديس في إطار البحث عن الحقيقة وذهب الي شيخها العجيمي الكبير والد مولانا نور الدائم في قرية البرصة بالشمالية وهنالك نهل من علمهم الفياض في الفلسفة والبرهان والخلق والتوحيد ومناهج المعرفة الربانية ومن الطريقة العجيمية انتمي لجماعة انصار السنة المحمدية وهنالك التقي برفيق دربه النضالي شيخ الامين محمد الامين اول رئيس لحركة المزارعين والذي كان من جماعة انصار السنة قبل أن يصبح شيوعيا ومن رحم انصار السنة المحمدية انطلق يوسف أحمد المصطفي وشيخ الامين للنضال من أجل قضية المزارعين بعد التحاقهما بالحزب الشيوعي السوداني وهنالك وجدا ما يبحثا عنه في البحث عن الحقيقة.
الالتحاق بحركة المزارعين ومراحل تكوين الاتحاد:
يؤرخ المناضل يوسف أحمد المصطفي لحركة المزارعين بتاريخ 1946 علي إثر الاضراب الشهير عن زراعة القطن والنضال ضد الشركة الزراعية وتوطدت علاقته مع شيخ الامين محمد الامين بواسطة احد الشيوعيين من قرية مصطفي قرشي وهو أحمد علي الحاج الحلاوي مسئول الاتصال الحزبي والذي كان يقوم بتوزيع مجلة الشرارة الحزبية
شهد متجره بطابت والذي اصبح مركزا فيما بعد لميلاد فكرة تكوين حركة المزارعين الثورية والتي كان من مؤسسيها مع كل من, شيخ الامين محمد الامين والذي كان عضو بمجلس ريفي الحصاحيصا وعبدالرحمن الماحي والطيب الدابي وآخرين . قامت مجموعتهم هذه بصياغة البيان التأسيسي(المنفستو) لوحدة المزارعين و كان ممهورا بتوقيع شيخ الامين في حين تولي الطيب محمد الامين ( شقيق شيخ الامين) الاتصال بالأستاذ الصحفي عبدالله رجب (جريدة الصراحة) والذي قام بطباعة اربعة الف نسخة من البيان وتم توزيعه علي جميع المزارعين وبعد ذلك بدأت حركة الطواف علي القري والاقسام والمكاتب للقاء المزارعين وشرح ما جاء في البيان من ضرورة وحدة المزارعين عبر لجان اعدت خصيصا لهذا الغرض الي ان تم تتويج هذا العمل الجبار بعقد مؤتمر جامع عام 1953 في قرية ام عضام لتكوين اول اتحاد للمزارعين و حضر هذا المؤتمر ولأول مرة مزارعين من القسم الشمالي والجنوبي وبدأت بعد ذلك عمليات الطواف علي المزارعين من اجل تجميع وتوحيد اكبر عدد من المزارعين حول فكرة الاتحاد وبدا الترويج لذلك عبر البيانات والصحف والاجتماعات الي ان تم عقد مؤتمر واد مدني والذي حضره اكثر من 700عضوا في عام 1953 حيث تم تكوين اول لجنة تنفيذية من 25 عضوا برئاسة شيخ الامين وسكرتارية يوسف احمد المصطفي وعباس دفع الله من مكتب درويش امينا للخزينة.
يتواصل الحديث مع المناضل يوسف والذي افاد ايضا انهم قاموا بابتداع شكلا تنظيميا فريدا وغير مسبوق بتكوين لجنة اخري مباشرة عرفت باللجنة الوسطية اشبه بلجان الظل ولكنها تعمل علنا مكونة من 65 عضوا لتنفيذ قرارات اللجنة التنفيذية و بهذه الوسيلة تم تقسيم العمل ووضع تكليفات محددة كان الهدف منها الحاق الهزيمة باللجنة والتي كانت تخدم توجهات مدير الشركة الزراعية مستر سميث Mr. Smith C.H و كانت برئاسة شيخ احمد بابكر الازيرق وعضوية محمد عبدالله الوالي (والد جمال الوالي ) وعبدالرحيم حمد النيل المنصوري وآخرين.
بعد انعقاد مؤتمر وادمدني وتشكيل اللجنة التنفيذية كان ذلك بمثابة انتصار ساحق علي لجنة الشركة الزراعية طلبت اللجنة التنفيذية من اللجنة الوسطية تنظيم عدد من المسيرات والتظاهرات لرئاسة المديرية و مكاتب الادارة ببركات استعراضا لقوة الاتحاد ولجنته التنفيذية ومن ثم ارسال وفد الي الخرطوم لمقابلة الحاكم العام للاعتراف بالاتحاد .
قامت مجموعة الازيرق بالاتصال بالحاكم العام للفت نظره بان ما يتم من حراك وسط المزارعين ما هو الا محاولات تخريبية يقوم بها الشيوعيون واستطاعت هذه المجموعة التأثير علي الحاكم العام الذي اصدر بيانا تحذيريا للمزارعين منعهم فيه من مجرد التفكير في الحضور الي الخرطوم لانه اصدر التعليمات الي قوات الامن باستعمال القوة و الضرب في (المليان) الي حد (الابادة) وكان هذا البيان يذاع علي الاثير بصورة متكررة اثناء ساعات البث في ذلكم الوقت.
الزحف نحو الخرطوم واحتلال ميدان عبدالمنعم :
في صبيحة يوم 29 ديسمبر 1953 كما يذكر المناضل يوسف تحرك المزارعون في قرابة 100 لوري دفعة واحدة غير اولئك الذين سافروا من جميع أنحاء المشروع تجاه الخرطوم ليقدر عددهم الكلي ب 25 الف رغم تحذيرات الراديو وتمويها للسلطات الامنية قمنا في القيادة باستغلال القطار الي الخرطوم حتي محطة سوبا ومن هنالك كانت عربة في انتظارنا لتقلنا الي أم درمان بتوجيه من قيادة الحزب الشيوعي بينما عسكر المزارعون في ميدان عبدالمنعم والذي كان يعرف ب ( موقف 3) وفي ام درمان امضينا اليوم كله في نقاش لوضع الخطط والتدابير لمجابهة كافة الاحتمالات تحت اشراف مباشر من قبل (الشهيد) الشفيع أحمد الشيخ ومحمد سلام واللذان كانا في حالة استنفار دائم حتي صبيحة اليوم التالي بينما كانت جموع المزارعين تحتل الميدان في انتظار المواجهة وفي غاية الحذر لدرجة أنهم رفضوا تناول الطعام الذي حمله لهم المواطنون تحسبا أن تكون أجهزة الامن التابعة للحاكم العام قد دست لهم السم في الطعام,
في الصباح حضر الاستاذ كامل محجوب بعربة بها مكبرات للصوت نذيع منها علي المزارعين البيان الذي اعددناه للحاكم العام ويحوي مطالبنا بموجب المادة 75 من قانون الحكم الذاتي وأهمها الحق في إختيار قيادة للمزارعين . بدأت المواجهة عندما قام مدير مديرية الخرطوم بتوجيه أمر التحرك للعسكر بضرب المزارعين فتصدي له أحد الضباط من أبناء القطينة ويدعي مهدي مصطفي وأبطل قرار مدير المديرية. في الثامنة صباحا حضر وفد حزب الامة بقيادة السيد الصديق المهدي مطالبا المزارعين وقياداتهم بتهدئة الموقف وفي ذات المقصد حضر وفد الحزب الوطني الاتحادي بقيادة شيخ علي عبدالرحمن الامين والسيد حماد توفيق وبدأت الامور تزداد تأزما حتي قامت السلطات بإرسال وفد لمقابلة المزارعين برئاسة السيد سليمان أكرت الذي كلفه الحاكم العام بأن ينتدب المزارعون 5 اشخاص ينوبون عن لجنتهم لمقابلة السكرتير الاداري لترفض القيادة هذا العرض وترضخ السلطات لطلب اللجنة وهو مقابلة جميع اعضاء اللجنة للسكرتير الاداري وهنالك كان يتواجد السيد عبدالله محمد توم من أعيان المدينة عرب وأحد المؤيدين لاتحاد الشركة الزراعية المناوئ لحركة المزارعين الثورية ، لم يتردد شيخ الامين من الاعتراض علي وجود عبدالله محمد توم حتي تم ابعاده من حضور الاجتماع الذي لم يستمر طويلا حتي تمت الموافقة علي جميع مطالب قيادة المزارعين .حدثت مشادة بين شيخ الامين محمد الامين والسكرتير الاداري الذي أعاب علي شيخ الامين الخروج علي الديمقراطية بعدم اشراك بقية قيادات المزارعين الموالين لهم ويقصد مجموعة الازيرق لتجي كلمات شيخ الامين ردا مفحما " اين كانت هذه الديمقراطية التي تتحدثون عنها الآن وأنتم تستعمرون بلداً كاملا كالسودان ، إننا كسودانيين لم نختار الاستعمار ولم نختاركم مستعمرين لنا "

عند انفضاض الاجتماع تم تبليغ المزارعين بالانتصار الذي تحقق علي أيدي قيادتهم بانتزاع الحق في التنظيم وحل هيئة شئون المزارعين ليشتعل الميدان بالهتافات والتهليل والتكبير وكان مشهداً فوق التصور خاصة عندما تحركت ( اللواري ) تحمل جموع المزارعين في مشهد ملحمي يجسد النصر في أبهي صوره ولا يزال بعض أهل الخرطوم 3 يذكرون سحابة الغبار العالقة التي خلفتها حركة اللواري وهي تتحرك جنوبا بشارع الحرية نحو الجزيرة واصوات التنبيه ( البوري) تشق عنان السماء تصحبها الاكف الملتهبة بالتصفيق والحناجر المنطلقة بالهتافات من علي جانبي الطريق
[email protected]

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عبدالله محمد الامين برقاوي من القيادات التاريخية لحركة المزارعين
[IMG]
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[/IMG]
[IMG]
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[/IMG]

=========
الراكوبة


عمر محمد الأمين
:: عضو نشـــط ::
رقم العضوية : 3
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 3,281
بمعدل : 0.64 يوميا

عمر محمد الأمين غير متواجد حالياً عرض البوم صور عمر محمد الأمين



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : عمر محمد الأمين المنتدى : منتدى السياسة والفكر والأدب
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-09-2012 الساعة : 07:30 AM


يوسف أحمد المصطفي.. 2/4

[IMG]
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[/IMG]
حسن وراق
يواصل المناضل يوسف أحمد المصطفي أول سكرتير لحركة المزارعين في الجزيرة والمناقل سيرته ومسيرته النضالية مطلقاً العنان لذاكرته تسترسل وقائع الاحداث التاريخية التي كان شاهد عصر عليها . في الحلقة الاولي استعرضنا جانبا من سيرته الذاتية وخلفيته الدينية التي قادته للبحث عن الحقيقة والتي جعلته يتنقل بين جماعة انصار السنة المحمدية التي جمعته مع رفيق دربه شيخ الامين محمد الامين ثم انتقاله الي الصوفية والتحاقه بالطريقة العجيمية في البرصة الي ان قاده اضراب المزارعين في الجزيرة عن زراعة القطن في 1946 متصديا للدفاع عن المزارعين وكون مع زملاءه أول حركة للمزارعين في السودان قاموا بالاعتصام في ميدان عبدالمنعم مجبرين سلطات الحاكم العام بتحقيق مطلبهم الرامي الي تكوين اتحادهم للدفاع عن قضاياهم .
قيام أول انتخابات للمزارعين وبداية تآمر الحكومات والاحزاب:
في العام 1955 قامت اول انتخابات للمزارعين فاز فيها كل مرشحي حركة المزارعين الثورية واصبح بذلك شيخ الامين رئيسا وشخصي سكرتيرا و عباس دفع الله أمينا للخزينة (المال) . لم تستمر هذه اللجنة عاما واحدا حتي تآمرت عليها الاحزاب وحكومة ( يحي الفضلي) واسقطتها ، هذا التآمر ارتبط بأحداث عنبر جودة والذي قامت فيه الحكومة الوطنية والتي لم تمض اسابيع علي تكوينها في فبراير 1956 لتتصدي للمزارعين في كوستي وهم يطالبون بحقوقهم لتقوم السلطات بإطلاق النار عليهم وتردي 25 منهم قتلي ويزج بالباقين في أحد العنابر ( جودة ) ليموت عددا منهم وهم حوالي 219 بالاختناق لينفجر الموقف وتحدث معارضة قوية ضد الحكومة والتي بدأت في حملة اعتقالات واسعة شملت بعض قيادات اللجنة التنفيذية ، شيخ الامين محمد الامين وشخصي لتجتمع اللجنة التنفيذية في غيابنا ونحن بالمعتقل لتوكل قيادة الاتحاد في 17/5/1956 الي السيد جابر عثمان رئيسا مناوبا مكلفا بمهام شيخ الامين والسيد أحمد علي الحاج سكرتيرا مناوبا لشخصي بالإضافة الي بابكر دكين لأمانة المال.

قامت الحكومة وقتها بإهتبال فرصة اعتقال قيادات المزارعين و ( المكتب التنفيذي) لتعلن عن قيام انتخابات لاختيار قيادة جديدة في عام 1957 وذلك بحضور السيد الصديق المهدي والد السيد الصادق واسماعيل الازهري ليفوز فيها السيد أحمد بابكر الازيرق ( اتحادي) رئيسا واحمد علي الحاج سكرتيرا و محجوب الامين لأمانة المال.

طوال فترة الحكم العسكري الاول ( حكم عبود ) كنا نقود عملا سرياً علي الصعيدين السياسي والنقابي الذي يقود حركة المزارعين بالجزيرة .في العام 1963 قمنا بتحريض المزارعين بالإضراب عن لقيط القطن وطالبنا بتمثيل المزارعين في مجلس الادارة وضم عملية قليع القطن للحساب المشترك ورفع نسبة نصيب المزارعين في الشراكة من 46% الي 48% لتقوم حكومة عبود باعتقال شيخ الامين وبقية القيادات وعندما أصبح الاضراب عن لقيط القطن واقعا لا محالة منه أذعنت الحكومة مؤخرا لمطالبنا وتم إطلاق سراح المعتقلين و أصر المزارعون علي أن يخاطبهم شيخ الامين شخصيا وبالفعل وافقت الحكومة تحت الضغط والاصرار لنقوم بتوفير عربة عليها مكبرات الصوت لشيخ الامين والذي طاف علي المزارعين واعلن لهم موافقة الحكومة علي تحقيق مطالبهم ليتم رفع الاضراب . في العام 1964 أجريت انتخابات عامة للمزارعين فاز فيها بجدارة شيخ الامين بالرئاسة وشخصي في السكرتارية وحمد النيل دفع الله أمينا للمال ونظرا لدور هذا الاتحاد في ثورة أكتوبر تم اختيار شيخ الامين وزيرا للصحة في حكومة أكتوبر وكانت تلك آخر دورة عملت فيها لتبدأ بعد ذلك سلسلة التآمر والالتفاف و استقلال السلطات وابتداع الاساليب الدخيلة علي العمل السياسي والنقابي لتجري انتخابات 1965 والتي كانت عبارة عن تسوية سياسية منح بموجبها حزب الامة وكان مندوبه عمر نور الدائم منصب الرئيس والذي كان من نصيب الشيخ النور النعيم ويصبح السكرتير اتحاديا وكان محمد عبدالله الوالي ( والد جمال الوالي ) وكان امين المال ايضا اتحاديا وهو يوسف ابو الكرام بمباركة الشريف حسين الهندي وكان في تلك الفترة ولأول مرة يتم تمثيل المزارعين في مجلس إدارة المشروع وقد وقع الاختيار وقتها علي السيد محمد عبدالله الوالي و عثمان جاد الله واحمد الشيخ الجيلي.

في العام 1969 وبعد سحب الثقة من اللجنة التنفيذية والتي كانت برئاسة النور النعيم عاد شيخ الامين محمد الامين الي رئاسة الاتحاد مرة أخري وتولي الامين أحمد الفكي لأول مرة سكرتارية الاتحاد وأصبح سعد جادين أمينا للمال ولم افز في تلك الانتخابات ليتم تعييني في مجلس إدارة البنك المصري سابقا ( بنك الشعب التعاوني) وعين السيد عبدالله محمد الامين برقاوي في مجلس إدارة مؤسسة الدولة للسينما.
أول انقلاب في حركة المزارعين:
في ابريل من عام 1970 قام نفر من المزارعين وابرزهم ، الصديق أحمد البشير ( عم الرئيس عمر البشير ) والسر كاسر ( من سكرتارية تحالف المزارعين حاليا ) وآخرين بانقلاب أطاحوا فيه بالمكتب التنفيذي السابق مدعومين من وزير الزراعة وقتها عثمان ابو القاسم وكونوا قيادة جديدة برئاسة عبدالرحيم ابوسنينة وسكرتارية داؤود عبداللطيف وتم اختيار محمد زين الدين أمينا للمال .
بدا ظهور المرحوم الطيب العبيد ود بدر الرئيس السابق عند فوزه عام 1973 بالرئاسة ووقتها كان السكرتير حسن مصطفي عبدالحليم ويوسف أبو الكرام امين للمال ومن أبرز احداث تلك الفترة الزمنية إضراب المزارعين الشهير في يونيو 1980 ( أيام نميري )والملاحظ أن قيادة الاتحاد ظلت كما هي دون تغيير الا في بعض المواقع حيث ظل الطيب العبيد ود بدر في موقعه منذ 1973 والي أن توفاه الله عام 2008 في ما عدا تلك الفترة المؤقتة التي تولي فيها عبدالجليل حسن عبدالجليل الرئاسة وعبدالله عبدالرحمن سالم من ( سرحان ) السكرتارية ومحمد زين الدين من (القليع ) أمانة المال بعد الاقصاء المؤقت لود بدر من ( قرية النخيرة ) والامين أحمد الفكي من (العقدة ) وعلي عبدالله تمرة من (الجاموسي) والذي عمل في دورات 1978 الي 1983 الانتخابية ليتعاقب علي موقعه في أمانة المال بصورة شبه دائمة اسماعيل شمبول من قرية ( ودحسين ).
حركة المزارعين ، الانجازات والرؤية المستقبلية:
حمل المناضل يوسف أحمد المصطفي هم حركة المزارعين مع زملائه ورفقائه المزارعين معددا جملة من الانجازات التي تحققت علي ايديهم بدأً بإشاعة مبدأ ديموقراطية العمل المطلبي واقرار شعار ، لكل حزبه والنقابة للجميع وكان هذا اساس نجاح الحركة التي التف حولها كل المزارعين ، من الانجازات التي تحققت ، انتزاع الحق الديمقراطي بتكوين اتحاد المزارعين وتمثيل اتحادهم في مجلس إدارة المشروع وتكثيف وتنويع التركيبة المحصولية والتوسع في زراعة القمح والتي كانت محدودة وتعديل الحساب المشترك بإدخال بعض العمليات التي كانت تقع علي عاتق المزارع مثل (قليع ) القطن ورفع نصيب المزارع في الحساب المشترك وإدخال محصول الفول والبستنة ووضع العديد من دراسات الجدوى لجعل المشروع وحدة انتاجية متكاملة بإدخال التصنيع الزراعي والانتاج الحيواني الميكنة لرفع الانتاجية وتنشيط الحركة التعاونية وسط المزارعين بداية وإدخال ولأول مرة الحاصدات الزراعية وقشارات الفول وقيام مطحن دقيق قوز كبرو ومصانع الزيوت وبناء قاعدة متينة لصناعة الغزل والنسيج . كل هذه المشاريع التعاونية الناجحة تم تدميرها بواسطة القيادة الحالية وبيعت بأبخس الاثمان الي درجة أن شهد شاهد منهم بقوله " الشيوعيين عملوها والاسلاميين لغفوها ".

من خلال النضال داخل حركة المزارعين كانت تواجهنا الكثير من العقبات ، يواصل المناضل يوسف أحمد المصطفي في سرده التاريخي الشيق ، هذه العقبات كنا نتقلب عليها بفضل وحدة وتماسك المزارعين حول قيادتهم الا أن لكل نجاح أعداء . حملات العداء بدأت منذ الاستعمار الذي حاول ضرب حركتنا بشتي الطرق والوسائل مستخدما فيها بعض العناصر المحلية التي اعمت الغيرة بصيرتها وتحولت الي تآمر مكشوف استثمرته بعض الاحزاب السياسية التي تختفي وقت الشدة وتظهر عندما (تبرد) الحارة . من هنا كانت البداية لمحاولات تذويب حركة المزارعين داخل حوش الاحزاب واحتواء بعض القيادات التي انجرفت وراء الاجندة الخاصة لتتعامل مع حركة المزارعين وفق منظور الكسب السياسي الذي قاد التي تفتيت وحدة المزارعين بالإضافة الي الدور الذي قامت به الحكومات المتعاقبة وخاصة الانظمة الشمولية وطوال فترة مايو والي الآن لم تشهد حركة المزارعين بعثا جديدا علي مستوي القيادة أو علي صعيد الانجازات ويكفي ما انتهي اليه المشروع بفضيحة ما يعرف بقانون 2005 لمشروع الجزيرة والدور الذي لعبته القيادة الحالية في تنفيذ هذا القانون والذي هدف الي توجيه الضربة القاضية الي مشروع كفل كل السودان. في ظل التطور العلمي وثورة الحاسوب أعاد العالم كله والدول من حولنا صياغة خطط المستقبل لتستوعب متطلبات الالفية الثانية والعالم كله ينظر الي السودان بوصفه سلة غذاء الكون ومشروع الجزيرة المرشح الاوحد لملئ هذه السلة ولكن إذا عرف السبب بطل العجب ، إن كل هذا النقع المثار وكل هذه العجلة في تطبيق قانون 2005 هي عملية سرقة واضحة لبنيات المشروع التي تقدر بحوالي 42 مليار دولار تعتبر ملكا خاصا بالمزارعين ، دفعوا قيمته من الخصومات التي كانت تقوم بها الحكومة . ما يحدث في مشروع الجزيرة الآن ما هو الا مخطط خطير لأكبر عملية سرقة بالبلاد يستخدم فيها القانون يعني ( سرقة قانونية ) يستوجب علي المزارعين استنفار كل الجهود والامكانيات المتاحة وغيرها للدفاع عن مشروع الجزيرة لأنه اصبح رأسمال المزارعين وشرفهم ومستقبل أجيالهم القادمة .
اعتقد أن مستقبل هذا المشروع لابد أن يصبح وحدة إنتاجية واحدة ومتكاملة وأن تقوم الدولة بإعادة تأهيله وفقا للمستحدثات والمتغيرات العلمية الحديثة وتوجيه عائدات الثروة النفطية (الناضبة ) لاستثمارها في النهوض بالمشروع وهذه واحدة من الرؤي والاطروحات التي يتبناها ويناضل من أجلها تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل والذي يعبر بصدق وإخلاص عن قضايا المزارعين الحقيقية ولعل هذا ما يجعلني أكثر ثقة و اطمئنان بأن حركة المزارعين الآن في أيدي أمينة وان ما قمنا بغرسه لم ولن تذروه رياح التآمر والالتفاف والمصالح الذاتية الضيقة رغم إرهاب الانظمة الشمولية والقيادات الدمي الاراجوزية التي آزرت وناصرت السلطان علي حساب قضية المزارعين .
[IMG]
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[/IMG]
وفد اتحاد المزارعين في زيارة الي مسلمي الصين

[IMG]
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[/IMG]

[IMG]
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[/IMG]
صلاح حمدالنيل من القيادات التاريخية لحركة المزارعين



الصديق الامام محمد الحسن
:: عضــو متميِّــز ::
رقم العضوية : 10
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 459
بمعدل : 0.09 يوميا

الصديق الامام محمد الحسن غير متواجد حالياً عرض البوم صور الصديق الامام محمد الحسن



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : عمر محمد الأمين المنتدى : منتدى السياسة والفكر والأدب
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-09-2012 الساعة : 07:59 PM

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
من قيادات االمزارعين بالجزيرة أيضا ، العم داؤود عبد الجليل من مواليد 1926م ، كان مزارع في قسم وادي شعير مكتب فطيس ، كان ممثل قسم وادي شعير لمدة عشرون عاماً في اتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل ، عمل سكرتيراً عاماً لمزارعي الجزيرة والمناقل عام 1978م ، وكان رحمه الله من أوائل من اسسوا حزب وحدة المزارعين بقيادة شيخ الامين محمد الامين ويوسف أحمد المصطفى وغيرهم من هذه القيادات ، كان صاحب شخصية قياديه قوية تركت اثرا واضحا في قيادة اتحاد المزارعين، وهو من اصحاب فكرة قيام كلية طب ناصر ( جامعة الجزيرة الحالية ) حيث قُدم المشروع بواسطة اتحاد المزارعين في السبعينات يدعمهم الدكتور الهادي الزين النحاس حتى تحققت الفكرة وتطورت لجامعة الجزيرة الحالية ، ترك بصماته واضحة في العمل العام بالقرية توفي في أكتوبر 1998م ، الا رحم الله العم داؤود رحمة واسعة بقدر ما قدم لوطن



عمر محمد الأمين
:: عضو نشـــط ::
رقم العضوية : 3
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 3,281
بمعدل : 0.64 يوميا

عمر محمد الأمين غير متواجد حالياً عرض البوم صور عمر محمد الأمين



  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : عمر محمد الأمين المنتدى : منتدى السياسة والفكر والأدب
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-10-2012 الساعة : 06:05 AM

الصديق
شكرا على هذه الإضاءة في حق الأخ المغفور له بإذن الله داود عبد الجليل
كنت أبحث في (الخرتايه وليس السحارة يا شيخ الهادي) عن صورة للأخ داود و قام الصديق بالواجب وأكثر،
ورد اسم داود في الحلقة الثانية خطأ باسم داود عبد اللطيف وليس عبد الجليل مع عبد الرحيم أبو سنينة ،

قرية وادي شعير كانت تشكل الحاضنة لحركة المزارعين و قضى فيها بعض الاخوان من الشيوعين ممن أسهموا في تأسيس حركة المزارعين بعض الوقت من أمثال عبد الرحمن عباس وكامل محجوب

 أظن أن الشخص الذي يقف في اقصى يسار الصورة مع المسلمين الصينيين هو الأخ داود
 عمل داود أولا سكرتيرا للخدمات الاجتماعية وهي الفترة التي شهدت تخطيط قرى معيجنة و مناقزة و صراصر ورفضها الأهل في وادي شعير
 وكذلك شهدت قيام جنائن البساتين في هذه القرى نفسها ومنها الجنينة في القرية التي أصبحت أثرا بعد العين.

 وهذه إشارة لحاج بابكر عبد القادر دكين ( في غيابنا ونحن بالمعتقل لتوكل قيادة الاتحاد في 17/5/1956 الي السيد جابر عثمان رئيسا مناوبا مكلفا بمهام شيخ الامين والسيد أحمد علي الحاج سكرتيرا مناوبا لشخصي بالإضافة الي بابكر دكين لأمانة المال.)




الصديق الامام محمد الحسن
:: عضــو متميِّــز ::
رقم العضوية : 10
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 459
بمعدل : 0.09 يوميا

الصديق الامام محمد الحسن غير متواجد حالياً عرض البوم صور الصديق الامام محمد الحسن



  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : عمر محمد الأمين المنتدى : منتدى السياسة والفكر والأدب
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-10-2012 الساعة : 09:52 AM

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ومن قيادات المزارعين بالمنطقة جدنا الحاج بابكر عبد القادر دكين أول ممثل لقرية وادي شعير في الاتحاد وهو اول عضو برلماني فاز بهذه الدائرة ، ولد عام 1916 م بمنطقة ود راوة ثم انتقل إلى وادي شعير، دخل اتحاد المزارعين كأول ممثل للدائرة عام 1953 وفي عام 1956 شغل منصب امين خزينة اتحاد المزارعين ، استقر في طابت عام 1955 وفي عام 1958 انتخب كأول ممثل للدائرة في البرلمان ، وظل يعمل في العمل السياسي والإجتماعي ، الى ان توفي بتاريخ 31/12/1996م له الرحمة والمغفرة بقدر ما قدم لوطنه



عمر محمد الأمين
:: عضو نشـــط ::
رقم العضوية : 3
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 3,281
بمعدل : 0.64 يوميا

عمر محمد الأمين غير متواجد حالياً عرض البوم صور عمر محمد الأمين



  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : عمر محمد الأمين المنتدى : منتدى السياسة والفكر والأدب
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-10-2012 الساعة : 11:31 AM

يوسف أحمد المصطفي. سيرة مناضل اسطوري لحركة المزارعين في السودان هزّ عرش ملكة بريطانيا العظمي !! 3 / 4
حسن وراق

[IMG]
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[/IMG]
L نواصل في سيرة المناضل يوسف احمد المصطفي حيث تعرضنا في الحلقات الماضية عن سيرة المناضل الشخصية وتربيته الدينية التي أهلته للبحث عن الحقيقة وتأثير التربية الصوفية اذ ينحدر من بيت يدين جده الاكبر أحمد المصطفي بالولاء الطائفي للشريف يوسف الهندي ولعل هذا ما دفع والده بتسميته يوسف تيمنا بالشريف يوسف الهندي .
البحث عن الحقيقة جعله يلتحق بجماعة انصار السنة المحمدية حيث التقي برفيق دربه شيخ الامين محمد الامين
والتحق ايضا بالجماعة العجيمية في البرصة
وفي عام 1946 قاده الاضراب عن زراعة القطن في الجزيرة بتشكيل وعيه السياسي وانضوائه تحت حركة المزارعين الذي وضع اساس تكوينها مع رفيقه شيخ الامين وبقية الرفاق وبينا بالتفصيل مراحل نضالية مختلفة ضد الشركة الزراعية والمطالبة بتكوين اتحادهم بعد معركة نضالية شرسة قاموا خلالها باحتلال ميدان عبد المنعم مجبرين الحاكم العام علي الموافقة بتكوين تنظيمهم اتحاد المزارعين.
في الحلقة الثانية تطرقنا الي قيام اتحاد المزارعين وبداية التآمر من قبل الاحزاب والحكومات المتعاقبة والاحداث الشهيرة في مسيرة الاتحاد وتطرقنا الي حادثة عنبر جودة والتي حوكم فيها يوسف احمد المصطفي بالسجن وكان السجين رقم 161
وفي الحلقة الثانية اوردنا مسيرة لجان الاتحاد المختلفة والانجازات والاخفاقات والرؤي المستقبلية في هذه الحلقة الثالثة
والاخيرة نتناول مسيرة المناضل يوسف احمد المصطفي عند التحاقه بالحزب الشيوعي ودوره من الصراعات داخل الحزب وموقفه من الحكم المايوي حتي التحاقه بالحركة الشعبية لتحرير السودان.
مرحلة الالتحاق بالحزب الشيوعي السوداني:
المناضل يوسف أحمد المصطفي بدأ حياته في رحلة بحث دائمة عن الحقيقة كما أوضحنا ذلك . قادته قناعاته الفكرية الي الانتماء للجماعة السلفية
التي تبنت الاتجاه الوهابي في نشر الدعوة الاسلامية وتصحيح العقيدة مما علق بها علي حسب رأي الجماعة ( أنصار السنة) من بدع وانحرافات تسببت فيها الجماعات والطرق الصوفية.
الدعوة السلفية كانت حديثة عهد في ذلك الزمان وكانت تمثل اسلوبا خاصا في العبادة وفي الفهم الديني والدنيوي قوبلت بالرفض من قبل بعض الجماعات الدينية
وخاصة الصوفية التي تري في انتشار هذه الدعوة خطر عليها وعلي مستقبل الدعوة الاسلامية والتي تلعب الصوفية فيها دور مقدر في انتشارها.
الترويج للدعوي السلفية في ذلك الوقت له جانب أخطر من الافكار الشيوعية التي تهدد النظم السياسية القائمة
ولعل اتجاهات التغيير الثورية تمثل قاسما مشتركا بين هذين الاتجاهين المتوازيين
ووقتها كانت السلطات نلاحق الشيوعيين لاعتبارات سياسية معروفة بينما تفعل ذات الشيئ بقيادات الدعوة السلفية.
يقول المناضل يوسف ، كان التحاقي بالحزب الشيوعي قد املته قناعاتي بالبرنامج الذي كان قد طرحه الحزب وانحيازه التام لحركة المزارعين الثورية والطبقة العاملة بشكل عام وفي ذات الوقت كان برنامج الحزب يلاقي تأييدا مطلقا من جانب المزارعين لملامسته قضاياهم المصيرية بالإضافة الي أن دستور الحزب ينادي باحترام المعتقدات الدينية ويقف الي جانب ممارسة الشعائر الدينية وهنا أضرب لكم مثلا أننا كنا نرفع الاجتماعات لأداء الصلوات ولعل نظرة الحزب الشيوعي تجاه الدين هي التي ميزته عن بقية الاحزاب الشيوعية في العالم ولهذا لم يك الالتحاق بالحزب الشيوعي يشكل خطورة الا علي الانظمة السياسية وإن الهوس الديني الذي نلحظه الآن لم يك موجودا وقتها ولم يك يسمح به إطلاقا .

يواصل المناضل يوسف " فترة انضمامي بالحزب الشيوعي كانت فترة الجبهة المعادية للاستعمار من خلال نشاطي في حركة المزارعين حيث كان الاستاذ كامل محجوب ( عليه الرحمة ) كان المتفرغ الحزبي بمنطقة الجزيرة مع المهندس عبد الحليم عمر والذي قام بترشيحي لعضوية الحزب
وكان من السابقين لعضوية الحزب في تلك الفترة من المزارعين ،
شيخ الامين محمد الامين من قرية معيجنة
وداؤود عبد الجليل من قرية ( وادي شعير )
وعبد الرحمن الماحي من قرية ( كافي)
وأحمد علي الحاج من قرية ( الحلاوين مصطفي قرشي )
وعبدالله محمد الامين برقاوي من قرية ( مناقزا الحلاوين )

وكان التكليف الحزبي ينحصر في العمل وسط المزارعين .
الهدف الرئيسي هو بناء تنظيم ديمقراطي لحركة المزارعين يقود العمل بضم مجموعات من المزارعين بصرف النظر عن إنتماتهم الحزبية والطائفية والجهوية لحركة المزارعين المطلبية
والتصدي لقضاياهم وخلق علاقات مع الادارة لتقديم الخطط والمقترحات الرامية الي تطوير المشروع وربطه بالتوجه العلمي في جميع المجالات والتوسع بزيادة المساحات ليتحقق بذلك دخول امتداد المناقل كأحد مشاريع التوسع الافقي ومن ضمن مشاريع التوسع الرأسي قمنا بإدخال الميكنة الزراعية لزيادة الانتاج والانتاجية بالإضافة الي إحداث تغييرات في علاقات الانتاج برفع أنصبة المزارعين في الحساب المشترك مع الحكومة .
من أساليب العمل الجماهيري أثناء أحداث عنبر جودة قمنا بتنظيم المصلين بمسجد واد مدني العتيق عقب صلاة الجمعة لأداء صلاة الغائب على ارواح شهداء الاحداث وذلك بميدان الحرية بمدني واثناء تحركنا نحو الميدان تم اعتقالنا وكنا حوالي 37 شخصا لتتم محاكمتنا في صبيحة اليوم التالي حيث أصدر علينا القاضي الباكستاني الاصل واسمه بيطار حكما بالسجن لمدة ستة أشهر .
علي خلفية تلك الاحداث تم اعتقال مجموعة من الزملاء الشيوعيين في مدينة كوستي ذهبوا الي هنالك أيام الاحداث وتم ترحيلهم الي سجن واد مدني لنترافق داخل السجن
وهم عبدالرحمن عبدالرحيم الوسيلة وحسن الطاهر زروق والسر الدبل ومحمد السيد سلام وبعض من القوي الحزبية الأخرى بالإضافة الي جبارة أحمد ساوي من وحدة المزارعين .

عند انقلاب عبود في 1958 أصدر الحزب الشيوعي وثيقة 17 نوفمبر انقلاب رجعي ولحيازتي تلك الوثيقة تم اعتقالي وتقديمي للمحاكمة بالحصاحيصا وحكم علي بالسجن لمدة ستة أشهر وفي سجن الحصاحيصا وجدت مجموعة من الشيوعيين علي رأسهم الاستاذ محمد الجاك ابوشمة والذي كان قد بعث ببرقية استنكار وإدانة للانقلاب مطالبا فيها الفريق ابراهيم عبود وزمرته بالتنحي ليتم القبض عليه مع موظف البريد الذي ارسل البرقية وقتها النقابي المرحوم حسن قسم السيد وكان معنا بالسجن أحمد المصطفي حسين من الحصاحيصا ( والد خالد بكداش قناة ساهور ) وعبدالله الماحي من قرية ( كافي الحلاوين ) حيث تراوحت فترات اعتقالي أثناء الحكم العسكري الأول حوالي العشرة أشهر غير فترات عقوبة السجن والتي بلغن أطولها مدة عام عقب حركة 19 يوليو التصحيحية بقيادة الرائد هاشم العطا عام 1971.

الوضع السياسي بعد ثورة أكتوبر أصبح ينبئ بتصاعد موجة العداء تجاه الحزب الشيوعي بدوافع الغيرة السياسية من تنامي شعبية الحزب وسط طبقة العمال والمزارعين والقطاعات الأخرى من مهنيين وموظفين وطلاب ونساء وشباب . بدأت تحاك المؤامرات علي المواقع التي علي قياداتها الشيوعيين و الديمقراطيين. تآمرت الاحزاب في مرات عديدة لإسقاط اتحاد المزارعين وتواصل مسلسل التآمر بافتعال حادثة معهد المعلمين واتخاذها ذريعة لحل الحزب الشيوعي وإبعاد نوابه من البرلمان في أول سابقة لتقويض الديمقراطية واستهداف وجود الحزب في الساحة السياسية .
تلك الاحداث وأخري كانت بمثابة تربة صالحة لتنامي العديد من الاتجاهات الفكرية الثورية وسط قوي اليسار بمن فيهم الشيوعيين والديموقراطيين من أجل وقف العداء والمد المعادي للتوجه التقدمي والديمقراطي . من بين الاتجاهات الثورية وقتها المطالبة بضرورة تأمين مسيرة تحالف قوي اليسار المستهدف وذلك عبر استنفار القوي الثورية داخل الجيش لإحداث تغيير سريع يقطع الطريق أمام قوي اليمين المتحالف لضرب اليسار وكان نتاج ذلك انقلاب 25مايو1969 أحد إفرازات الصراع الفكري والذي حسم بواسطة الضباط الاحرار أحد فصائل القوي الثورية وذلك باستلامه لمقاليد الحكم ليضع كل القوي الثورية أمام الامر الواقع في امتحان تاريخي ..
بدأ الصراع الفكري يأخذ أبعادا كثيرة في تقييم ما حدث في 25 مايو ، هل هو انقلاب أم ثورة ومن ناحية أخري كان هنالك صراعا من نوع آخر تحكمه أجندة شخصية محورها استهداف شخص الامين العام الاستاذ عبدالخالق محجوب يقوده بعض أعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي والذين وجدوا السانحة المناسبة لتصفية حساباتهم وكانت نتيجة ذلك انقسام الحزب وما ترتب عليه من أحداث كان لها تأثيراتها في فصول من تاريخ السودان المعاصر .

[IMG]
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[/IMG]


عمر محمد الأمين
:: عضو نشـــط ::
رقم العضوية : 3
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 3,281
بمعدل : 0.64 يوميا

عمر محمد الأمين غير متواجد حالياً عرض البوم صور عمر محمد الأمين



  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : عمر محمد الأمين المنتدى : منتدى السياسة والفكر والأدب
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-11-2012 الساعة : 06:55 AM

يوسف أحمد المصطفي.. سيرة مناضل اسطوري لحركة المزارعين في السودان هزّ عرش ملكة بريطانيا العظمي !! 4 / 4

[IMG]
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[/IMG]
() احمد سليمان كان الوحيد الذي يعلم بانقلاب مايو!
()تم إخفاء انقلاب مايو عن عبدالخالق حتي لا يفشله!
() برقاوي كاد أن (يطخ) أحمد سليمان بمسدسه!
نواصل في سيرة المناضل يوسف احمد المصطفي حيث تعرضنا في الحلقات الماضية عن خلفية المناضل الشخصية وتربيته الدينية التي أهلته للبحث عن الحقيقة وتأثير التربية الصوفية اذ ينحدر من بيت يدين جده الاكبر أحمد المصطفي بالولاء الطائفي للشريف يوسف الهندي ولعل هذا ما دفع والده بتسميته يوسف تيمنا بالشريف يوسف الهندي . رحلة البحث عن الحقيقة جعلته يلتحق بجماعة انصار السنة المحمدية حيث التقي برفيق دربه شيخ الامين محمد الامين والذي كان من الجماعة قبل ان يصير شيوعيا .التحق ايضا بالجماعة العجيمية في البرصة وفي عام 1946 قاده الاضراب عن زراعة القطن في الجزيرة بتشكيل وعيه السياسي وانضوائه تحت حركة المزارعين الذي وضع اساس تكوينها مع رفيقه شيخ الامين وبقية الرفاق وبينا بالتفصيل مراحل نضالية مختلفة ضد الشركة الزراعية والمطالبة بتكوين اتحادهم بعد معركة نضالية شرسة قاموا خلالها باحتلال ميدان عبد المنعم مجبرين الحاكم العام علي الموافقة بتكوين تنظيمهم اتحاد المزارعين. في الحلقة الثانية تطرقنا الي قيام اتحاد المزارعين وبداية التآمر من قبل الاحزاب والحكومات المتعاقبة والاحداث الشهيرة في مسيرة الاتحاد وتطرقنا الي حادثة عنبر جودة والتي حوكم فيها يوسف احمد المصطفي بالسجن وكان السجين رقم 161 وفي الحلقة الثانية اوردنا مسيرة لجان الاتحاد المختلفة والانجازات والاخفاقات والرؤي المستقبلية في هذه الحلقة الثالثة قبل الاخيرة نتناول مسيرة المناضل يوسف احمد المصطفي عند التحاقه بالحزب الشيوعي .في الحلقة الثالثة تناولنا مرحلة انضمامه للحزب بعد ان كان دائب البحث عن الحقيقة عند انتمائه لكافة التيارات الدينية والطرق الصوفية ليستقر في دروب النضال عبر حركة المزارعين عضوا في الحزب الشيوعي . استعرضنا في الحلقة قيل الاخيرة الرعيل الاول من حركة المزارعين في الحزب الشيوعي وتاريخه النضالي وتعرضه للملاحقة والاعتقالات مستذكرا افرازات العداء للحزب وظهور بوادر الانقسام حول تقييم مايو هل هي ثورة أم انقلاب نواصل الحلقة الاخيرة من هذا التوثيق ونختتم بتجربة أخطر الانقسامات التي حدثت في الحزب الشيوعي السوداني وتسببت في ما بعد في الهجمة الدموية علي الحزب بعد حركة يوليو التصحيحية والتي عرضت قيادات الحزب وعضويته للإعدامات والمعتقلات والتشريد .
تجربة الانقسام في الحزب الشيوعي السوداني
يواصل المناضل يوسف أحمد المصطفي ثقب ذاكرة الاحداث حول الانقسام الذي حدث عقب انقلاب مايو والذي نظمه الضباط الاحرار وكان جعفر نميري رئيسا لمجلسه العسكري. يبدأ يوسف حديثه بأن تجربة الانقسامات في تاريخ الحزب الشيوعي لم تحظ بالتناول والبحث لمعرفة الاسباب والدوافع الحقيقية من خلفية المخزون المعرفي كأحد مرجعيات تقييم التأثيرات الفكرية باعتبارها نواة يتفتق منها الصراع وسط عضوية الحزب وتقييم جدوي وفعالية آليات إدارة الصراع الفكري داخل اروقة الحزب وتحديد الفاقد والخسائر والازمات وخمائر العكننة التي تترسب في كيان الحزب والمطلوب هو الاجابة علي كثير من الاسئلة التي ظلت تطرح علي الدوام حول الديمقراطية المركزية كأحدي آليات أدارة الصراع الفكري وعجزها في سد منافذ تسرب الصراع وإندلاقه الي حد الانقسامات . هنالك سؤال يجب ان تكون الاجابة عليه بكل شفافية ووضوح الا وهو ، لماذا ترتبط انقسامات الحزب بأنظمة الحكم الشمولية العسكرية بالإضافة الي العديد من الاسئلة التي لم تثار بعد وبعد التجارب التي لم تجد الطريق الي البحث والتحليل لاستخلاص بعض الحقائق الغائبة حتي لا يصبح النقد الذاتي مجرد بيروقراطية لائحية أو سيفا مسلطا في وجه العضوية أو وسيلة إذلال وانكسار تستهدف منطقة محرمة في الكبرياء السوداني تشكل عقبة كؤود أمام أمام إثراء الصراع الفكري و تطوير أدوات العمل الحزبي التي يقع عليها عبء تحسين الاداء الحزبي وتجويده. تجربة الانقسام في الحزب الشيوعي تحتاج لفتح جميع ملفاتها من واقع أن مياه كثيرة مرت تحت الجسر وأن هناك كثير من عضوية الحزب تأثرت بفترة الانقسامات ولم تسمح ظروف العمل السري وتأمين جسد الحزب من فتح دائرة النقاش بإعادة كثير من الاعضاء ظلوا خارج الاطار الحزبي المنظم بتأثير الانقسام أو أي اسباب أخري ولم ( يأذوا ) أو ( يخونوا) الحزب بل دافعوا عنه بشراسة تفوق بعض الاعضاء المنتظمين ولعل هذه واحدة من التعاليم التي تشربناها في الحزب والتربية الملتزمة التي حرصنا عليها ولن نحيد عنها حتي ونحن بعيدين عن الحزب حاليا.
من خلال تجاربي مع الانقسامات أذكر أول تجربة صراع فكري لي خضتها الي حد الانقسام كانت في منطقة الجزيرة عندما كان الاستاذ يوسف عبدالمجيد المسئول السياسي والذي اصدر كتابا بعنوان ( فقراء الريف ) قام من خلاله ترجمة التجربة الصينية والتي تأثر بها مع بعض الرفاق الذين انقسموا علي الحزب و كونوا ما يعرف بالقيادة الثورية ، بعد نقاش طويل ومتواصل انضممت لهذه الجماعة الثورية إلا أن ذلك لم يستمر طويلا حتي أعلنت عودتي الي صفوف الحزب مرة أخري وبعد نقاش طويل قاده الزملاء عبدالله عبود ومختار عبيد المسئول السياسي آنذاك .

مايو الانقلاب والانقسام :
انقلاب مايو رفع كل شعارات الحركة الثورية التي كان ينادي بها الحزب الذي فوجئ هو الآخر بهذا الانقلاب. احمد سليمان المحامي عضو المكتب السياسي للحزب كان الوحيد الذي يعلم بهذا الانقلاب وبكل تفاصيله دون أن يضع الحزب في ( الصورة ) وذهب أكثر من ذلك إذ أنه طلب من البعض عدم إبلاغ الاستاذ عبدالخالق محجوب سكرتير الحزب حتي لا يقوم بإفشال الانقلاب لأنه كان يرفض مبدأ الانقلابات لاستلام السلطة . لم يك أحد يتصور أن يقوم الحزب بمعارضة الانقلاب الذي جاء ببرنامج الحزب والحركة الثورية . لكن المبدئية تفرض علي الحزب أن يسجل موقفا للتاريخ حول هذه التجربة والخروج منها بموقف موحد امتثالا لمبدأ الديمقراطية المركزية داخل المؤسسة الحزبية .
منذ اليوم الثالث للانقلاب أي في 28 مايو قمت أنا وعبدالله محمد الامين برقاوي وشيخ الامين محمد الامين والسر عبدالخالق ومحمد الجاك ابوشمة بإعلان تأييدنا للانقلاب دون مشورة الحزب وذلك باسم حركة المزارعين لتقوم الاذاعة بعد ذلك بترديد تأييدنا علي مدي ساعات البث باستمرار ولأيام عديدة ، عند رجوعنا من القيادة العامة ذهبنا الي مركز الحزب لتبليغ ما قمنا به باسم وحدة المزارعين وهنالك وجدنا الزملاء من سكرتارية اللجنة المركزية واذكر منهم الجزولي سعيد وسليمان حامد الذي طلب مننا مغادرة المركز لأننا قمنا من وراء الحزب بتأييد الانقلاب وكان علينا الالتزام بتوجيهات الحزب لاننا شيوعيون قبل أن نكون حركة مزارعين ليقوم بقفل اي باب للنقاش او تبرير ما قمنا به وكانت لهجة سليمان حامد قاسية وتحمل معني الطرد . عند رجوعنا للجزيرة قمنا بتبليغ الزميل ابراهيم حاج عمر المسئول السياسي ومحمد عوض عبد الباقي المسئول التنظيمي بما قمنا به في الخرطوم وما دار في مركز الحزب و ماقام به الزميل سليمان حامد . بعد قرار الحزب بالمشاركة في موكب التأييد في 2 يونيو الشهير قمنا أيضا بالمشاركة فيه . عندما بلغ الانقسام أشده حول تقييم الانقلاب داخل اللجنة المركزية وقيام 13 عضو سكرتارية بتأييد عبدالخالق محجوب السكرتير العام و12 عضو مع معاوية سورج بدأت حملات الاستقطاب والطرد من عضوية الحزب حيث تم كل ذلك في مديرية الحزب بالجزيرة والتي تم فصل مجموعة كبيرة منها كنت أنا من ضمنهم حيث كنت عضوا مرشحا للجنة المركزية في ذلك الوقت .
عقب انقسام اللجنة المركزية عقدت مجموعة معاوية سورج اجتماعا تداوليا بمنزل أحمد سليمان المحامي في مدينة بحري وفي ذلك الاجتماع تم إعلان الانقسام وتأييد مايو بوضوح شديد وبدون تحفظ وسمي الجناح المنشق باسم الحزب الشيوعي أيضا .
صراعات داخل الانقسام

بعد اربعة أشهر من قيام مايو، قام وزير الزراعة عثمان ابو القاسم هاشم بمخاطبة ليلة سياسية في قسم المسلمية بالجزيرة في إطار التحضير للاحتفال في واد مدني لتكريم عبدالجليل حسن عبدالجليل بمناسبة تعيينه وزير دولة بوزارة الزراعة . في تلك الليلة السياسية بدأت تتكشف لنا حقيقة المؤامرة التي كانت تحاك ضد الحزب الذي تعرض لهجوم شديد من قبل الوزير الذي نعت الشيوعيين بكل ما استطاع من وصف وكذلك أساء الي اتحاد المزارعين وقياداته وطالب المزارعين بلهجة آمرة بالتوقيع القسري بسحب الثقة من شيخ الامين محمد الامين رئيس الاتحاد المنتخب شرعيا وتعيين بدلا عنه عبدالرحيم أبوسنينة رئيسا وداؤود عبدالجليل سكرتيراً ومنذ تلك الوهلة عرفنا أن هذا النظام معاد للشيوعيين ولا يخدم سوي الانتهازيين وسط حركة المزارعين.
بعد ندوة المسلمية الشهيرة تلك ذهبنا الي الخرطوم لمقابلة اللجنة المركزية للانقساميين ( مجموعة معاوية سورج ) ونقلنا لهم ما دار بالجزيرة ومن تصرف الوزير عثمان ابو القاسم وكان الاجتماع بحضور معاوية سورج ، عمر مصطفي المكي ، الطاهر عبدالباسط وشخصي ، محاسن عبدالعال و محمد الجاك ابوشمة وخليل ابو زيد ، السر مكي وعبدالله محمد الامين برقاوي الذي قام بمهاجمة معاوية ابراهيم سورج ووصفه بالمتآمر علي تصفية واستهداف الحزب و الشيوعيين لتنهال الاتهامات بعد ذلك علي سورج الذي قال لبرقاوي (( ياخي إنت ما شيوعي ودي شيوعية شنو دي ؟؟) في اللحظة لم يتمالك برقاوي نفسه وقام بفتح شنطته واخرج منها مسدسه وهم باستعماله لولا تدخل عمر مصطفي المكي الذي جنبنا حدوث كارثة محققة ليعلن بعدها فض الاجتماع ورجعنا الي الجزيرة وكانت تلك آخر علاقة لي بالعمل السياسي ضمن مجموعة معاوية سورج .
وحول تجربة يوسف أحمد المصطفي مع الانقسام والتي قام بسردها دون ان يقوم بإخفاء أي معلومة ما ، اللهم الا إذا كانت الذاكرة لم تسعفه في استذكار بعض التفاصيل التي قد تقود الي المزيد من التوثيق لتلك الفترة . من هنا يبرز سؤال يفرض نفسه ، لماذا لم يقدم يوسف أحمد المصطفي نقدا ذاتيا لتجربته مع الانقسام كما تقتضي لوائح الحزب أسوة بما قام به بعض الاعضاء ، في إجابته علي هذا السؤال قال يوسف ، اولاً تم طردي من الحزب في ظروف أعتبرها غير عادية وفيها أجندة خاصة وشخصية من قبل البعض ولم تتوفر الاجواء الصالحة والسليمة التي يجب توفرها للصراع الفكري وما قمنا به من تأييد للانقلاب كنا نحسبه لا يستوجب النقد لأنه تم بصفة غير حزبية والحزب بعد ذلك قام بتأييد الانقلاب كما هو معروف وما حدث يدخل ضمن النواحي التنظيمية والتي كانت مرتبكة في كثير من الاحيان وتتحمل القيادة الحزبية الجانب الاكبر في هذا الارتباك لعدم احتوائها لهذا الانقسام الذي كان يحمل الكثير من المواقف والتبريرات وتم فيه استعمال اساليب غريبة علي العمل الحزبي من خلال شخصنة بعض القضايا وظهور الكثير من حالات الاستقطاب وتأثير الشلليات (( ناس كتار اتخموا واتخذوا مواقف فاقمت من حدة الانقسام )) وكان التعامل وقتها (( البرا برا والجوا جوا )) هنالك مواقف كثيرة تغلبت عليها الاعتبارات الشخصية والصداقات وغيرها من مواقف لا تمت للصراع الفكري بشي وعموما تجربة الانقسام تحتاج الي وقفة جادة من قبل الحزب والمنقسمين لتوضيح بعض الحقائق الغائبة ورد اعتبار للبعض وإثراء جبهة العمل الفكري والصراع السياسي توثيقا لمرحلة هامة من تاريخ الحزب .
لم تنقطع ارتباطاتي وصلتي بالعمل السياسي وعلي هدي توصيات المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي السوداني (( أجعلوا من الحزب الشيوعي قوة جماهيرية كبري )) قمنا بتأسيس اتحاد القوي الوطنية الديمقراطية والذي عملنا من خلاله فترة من الزمان إلا انني في العام 1995 أعلنت انضمامي للحركة الشعبية وحضرت مؤتمرين للحركة في أسمرا ومصوع وكانت تربطني علاقات حميمة بالرفيق جون قرنق والذي يحفظ لي ودا خاصا وتربطني معه ذكريات ارجو أن يتسع المجال لذكرها.
حول فترة ارتباطي والتزامي الحزبي التي أعتبرها من أنصع وأغني مراحل حياتي لم أندم عليها رغم المصاعب التي واجهتني وإذا ما تيحت لي فرصة اختيار أن، أبدأ حياتي من جديد فلن أتردد مطلقا في اختيار نفس الطريق الذي سرت فيه لان ما اكتسبته من انضمامي الحزبي لا يمكن حصره ويكفي أن الحزب قام بتربيتي ثوريا مقاتلا من اجل هذا الوطن وادين للحزب بكل حصيلتي الفكرية وتماسكي الروحي والنفسي .
من الشخصيات الحزبية التي عملت معها و تأثرت بها كثيرا أخص منهم الاستاذ كامل محجوب وابراهيم حاج عمر ، يوسف عبدالمجيد ، محمد علي محسي ، الطاهر عبدالباسط و آخرون أما علاقتي بالقيادة الحالية فهي علاقة زميل سابق يحفظ كل الود للجميع ولا عداء بيننا لأنه لا يوجد ما يستوجب العداء وارجو أن يتواصل الود بيننا من خلال القاءات والزيارات .

[IMG]
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[/IMG]

[IMG]
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[/IMG]
من هذه البوابة خرجت حركة المزارعين

[IMG]
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[/IMG]

إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 07:30 PM بتوقيت مسقط

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
الاتصال بنا شبكة ومنتديات وادي شعير الأرشيف ستايل من تصميم ابو راشد مشرف عام منتديات المودة www.mwadah.com لعرض معلومات الموقع في أليكسا الأعلى