|
كاتب الموضوع :
عمر محمد الأمين
المنتدى :
المنتدى العام
يوم شكر للدكتور عبد القادر محمد عبد القادر ------- عمر عثمان
بتاريخ : 04-17-2017 الساعة : 09:52 AM
يوم شكر للدكتور عبد القادر محمد عبد القادر
عمر عثمان
يوم شكر للدكتور عبد القادر محمد عبد القادر
عمر عثمان
++++
نظرات الم و حب و عيون مليئة بالدمع و العاملون يودعون الدكتور عبد القادر مؤسس هيئة المواصفات و المقاييس وهو يجمع أوراقه من أدراجه بعد أن تم توقيفه من منصبه بعد دسيسة و مؤامرة ظلامية تستهدف الشرفاء و أصحاب الضمير ,, معركة بين ضمائر ماتت في سبيل مصالحها و ضمائر حية تقاتل للمصلحة العامة و أعلام و قضية تنتظره في المحكمة ,, بينما يضحك الذين حاكوا المؤامرة لنجاح مؤامرتهم اكتفى العالم الجليل بابتسامة ساخرة و صمت جميل ,, و المؤامرات كانت و ما زالت مستمرة ضد كل صاحب مبدأ ,, رحم الله الدكتور عبد الوهاب عثمان أفضل وزير مالية في حقبة الإنقاذ مزق الحزن قلبه ,, عندما علم بأن الذين يحيكون ضده المؤامرات و يخربون في اقتصاد البلاد هم إخوانه و المقربين منه في الحزب الذين أعمتهم المصلحة الشخصية عن المصلحة العامة ,, لا لشيء سوى انه نجح فيما اخفق فيه الجميع ,,هكذا هم الفاسدين و المفسدون ينسجون المؤامرات و يقفون يجنون نجاح مؤامراتهم و مصالحهم التي تتعارض مع المبادئ و أصحاب المبادئ سلسلة من جرائم المؤامرات ضد أي ناجح و أي صاحب مبدأ,, فعندما كان دكتور عبد القادر يتولى امر التغذية في الخليج عرضت عليه شركة البان عالمية و أغرته في إعطائه عمولة بملايين الدولار نظير فقط ان لا يسحب المنتج الذي دخل في الأسواق,, و أن تلتزم لاحقا بالمواصفات المطلوبة ,, كان رفضه بهدوء و ادارته بقوة فسحب من الأسواق كل تلك الألبان و ذلك المنتج ,, الشيوخ في الخليج أجزلوا له العطاء فرفض باعتباره انه عمله المكلف به ,, فأجزلوا له الثناء ,, وكان جزاءه في وطنه دسيسة ,, و داخل المحكمة العالم الجليل يقف موقف البطل الشجاع و معركة بين الحق و الباطل و من ثم بعد جلسات طويلة في المحكمة ,, و أخيرا حكم بالبراءة ,, كان واضح من تلك المجموعات همهم هو إزاحته من منصبه و قتله معنويا ,, و لكن ينتصر الحق دائما و لو بعد حين .
الدكتور العالم الجليل لم يأتي للمنصب عبر حزب سياسي فهو خبير و ليس سياسي ,, المنصب لم يسعى له بل المنصب هو الذي سعى اليه ,, فهو ليس له حزب هو فقط عالم و خبير ,, يفيد بعلمه اكثر مما يستفيد ,, تحتاج له المناصب و لا يحتاج و لا يلهث وراء المنصب ,, عندما دعاه الوطن ترك دراهم الخليج ,, و اتى ليلبي نداء الوطن و الضمير مؤسس الهيئة القومية للمواصفات ,,سنوات عصية في التأثيث و القانون و من ثم اصبحت المواصفات سدا منيعا و صخرة عظيمة لا يمكن لضعفاء النفوس ان تمر معاملاتهم خلالها,, كان شيء طبيعي ان تلتقي في الظلام نفوس شريرة و تحيك المؤامرات و تدس الدسائس ,, بعد ان فارق المنصب عدة عروض خارجية مغرية فأثر البقاء في الوطن و هو صاحب برنامج صباح البيوت في إذاعة البيت السوداني ,, فدخل معظم بيوت السودان عبر التثقيف الغذائي الصحي و ظل ينصح المجتمع و ربات البيوت فكان صديقا لكل بيت سوداني ,, هكذا العلماء و الأفاضل نفقدهم بعد غيابهم .
هو سليل أسرة دينية تربي تربيه صوفيه أثرت فيه ,, فهو العالم المتواضع بتدينه و تربيته ,, و العالي بعلمه ,, مرتب الأفكار واضح الخطط ,, كان نظيف الداخل و نظيف الخارج مميز في نظافته و عفة لسانه ,, كان القلم بيمينه و الدنيا تحت أيديه ,, فتصمه مبادئه و ورعه ,, و يبنى لأخرته ,, زاهد في الدنيا وفي المال, بهى الطلعة,, سريع الألفة,, ابيض الضمير,, انيق اللبسة ,, مجالسته فائدة ,, و معرفته كنز ,, كان و مازال و سيظل له بصمة و اثر في الحياة العامة ,, مفارقته خسارة و فقد جلل ,, و أنا لله و أنا إليه راجعون .
|